الصناعة الثقافية تخلق فرص عمل للشباب
قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، إن الوقت آن من أجل النهوض بالصناعة الثقافية في المملكة، وربط المجال الثقافي بالمجال الاقتصادي، بهدف توفير فرص الشغل للشباب، لا سيما في ظل التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي الذي سيقضي على عدد من المهن.
وشدد بنسعيد، في جلسة الأسئلة الشفيهة بمجلس المستشارين، مساء الثلاثاء، على أن الصناعة الثقافية من شأنها أن تخلق فرص عمل جديدة للشباب، مبرزا أن المغرب، إلى حد الآن، لم يستثمر في الصناعة الثقافية على النحو المطلوب.
وأضاف: “ينبغي أن ينخرط المغرب في هذا المجال ويستفيد من الصناعة الثقافية لخلق مهن جديدة. وإلا، فإن مهنا كثيرة ستنقرض بسبب الذكاء الاصطناعي ولن نجد مهنا جديدة للشباب”.
ولفت إلى أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل بدأت تستثمر في عدد من المجالات الثقافية، كالقاعات السينمائية، والألعاب الإلكترونية التي اعتبر أن المغرب “لديه فرصة تاريخية للاستثمار فيها”.
وأبزر بنعسيد أن المغرب لديه كل المقومات التي تجعله قادرا على تحقيق إقلاع في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، بفض الكفاءات البشرية التي يتوفر عليها، علاوة على أن هذه الصناعة لا تتطلب إمكانيات كبيرة على مستوى البنية التحتية كالتي يتطلبها الاستثمار في صناعة السيارات والطيران، التي نجحت فيها المملكة.
وأشار بنسعيد إلى أن هناك جملة من العوائق تحُول دون الاستجابة لعدد من المطالب المتعلقة بالثقافة، مثل إنشاء المعاهد الموسيقية، ودُور الثقافة… لا سيما في العالم القروي، بسبب عدم توفر العدد الكافي من الموارد البشرية.
وأبرز المسؤول الحكومي ذاته أن توفير الموارد البشرية يمثل تحديا كبيرا، حيث يُحال عدد من الأطر على التقاعد دون تعويضهم، بسبب عدم توفر مناصب مالية جديدة، لافتا إلى أن الجماعات الترابية تجتهد لتجاوز هذا التحدي، لكنها أيضا تعاني من مشكل نقص الموارد البشرية.
من جهة ثانية، أفاد بنسعيد بأن عدد المستفيدين من “برنامج تطوع”، الذي أطلقته الوزارة الصيف الماضي، بلغ 4000 مستفيدة ومستفيد، مشيرا إلى أن المستفيدين كانوا من الأوائل الذين عبروا عن رغبتهم في التطوع خلال عملية إنقاذ ضحايا زلزال الحوز، “وهذا يعني أن هناك جيلا صاعدا ينتظر فقط من الإدارات المعنية أن تهتم به ليهتم بهذا الوطن”، على حد تعبيره.
وبخصوص برنامج “جواز الشباب”، الذي انطلق بمدينتي الرباط وسلا قبل سنة، والذي جاء في البرنامج الحكومي، قال بنسعيد إن البرنامج “سيساهم في تعزيز ثقة الشباب في مؤسسات الدولة، وسيجري تعميمه على الصعيد الوطني في أفق نهاية السنة الجارية وبداية السنة المقبلة”.
وسُتضاف إلى الخدمات التي يستفيد منها المنخرطون في برنامج “جواز الشباب”، التي تشمل المجال الثقافي والرياضي، والتنقل، والمجال الصحي، خدماتٌ أخرى سيقدمها القطاع الخاص من أجل تدارك النقص الذي يعاني منه الشباب في عدد من النواحي، بحسب المسؤول الحكومي ذاته، لافتا إلى أن عدد المشاركين في البرنامج في نسخته الأولى، الذي انطلق بمدينتي الرباط وسلا، وصل إلى 100 ألف شاب وشابة.
المصدر: هسبريس