تعرف منطقة سيدي موسى بن علي بضواحي المحمدية وضعا بيئيا وصحيا مقلقا، بسبب غياب شبكة الصرف الصحي، ما يؤدي إلى تلوث مياه السقي. فيما حذرت عدة أصوات من كارثة بيئية قد تهدد حياة السكان.

وحسب المعطيات المتوفرة لدى جريدة “العمق”، فقد تحولت أحياء وشوارع عديدة إلى بؤر لتجمع المياه العادمة، التي تنبعث منها روائح كريهة وتتسبب في انتشار الحشرات والأوبئة.

ويعاني سكان المنطقة من مشاكل تنفسية وجلدية متزايدة، خاصة الأطفال وكبار السن، بفعل التلوث الناتج عن تسرب مياه الصرف إلى التربة والمجاري المائية.

هذا الوضع المقلق دفع عددا من الجمعيات المحلية إلى دق ناقوس الخطر، محذرة من كارثة بيئية وصحية إذا لم يتم التدخل العاجل لوضع حد لهذه المعضلة.

كما أن المياه العادمة اختلطت بمياه السقي الخاصة بالأراضي الزراعية، ما جعل الأراضي الفلاحية مهددة بالتلوث وفقدان خصوبتها، كما أن المنتوجات الفلاحية لم تعد في مأمن من التلوث الذي قد ينعكس على جودة الغذاء وصحة المستهلكين.

ورغم تخصيص ميزانيات سابقة لمعالجة إشكالية الصرف الصحي بسيدي موسى بن علي، إلا أن الأوضاع ما تزال على حالها، في ظل تأخر الأشغال وضعف التنسيق بين مختلف المصالح المعنية.

وأكد عدد من المتتبعين أن غياب رؤية واضحة لتدبير هذا الملف يزيد من تفاقم الأزمة، ويجعل السكان يعيشون بين التهميش والمعاناة اليومية مع التلوث.

ويطالب السكان والفاعلون المحليون بضرورة إطلاق مشروع استعجالي لإنشاء شبكة متكاملة للصرف الصحي، وربطها بمحطات معالجة قادرة على حماية البيئة والفرشة المائية من التلوث.

وفي هذا الصدد قال سعيد أفعداس، فاعل جمعوي بمنطقة سيدي موسى بن علي، إن “الساكنة المحلية تعيش وضعا بيئيا وصحيا مقلقا للغاية، بسبب غياب شبكة قنوات الصرف الصحي، وهو ما تسبب في انتشار روائح كريهة وتلوث الهواء، وأدى إلى ظهور حالات متعددة من أمراض الجهاز التنفسي، خاصة في صفوف الأطفال وكبار السن”.

وأوضح أفعداس، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هذا الوضع المزري يعود إلى غياب تدخل جدي من السلطات المحلية والمجالس المنتخبة، رغم النداءات المتكررة للسكان وجمعيات المجتمع المدني”.

وزاد: “فالمياه العادمة تتسرب في كل الاتجاهات، وتختلط في كثير من الأحيان بمياه السقي، ما يشكل خطرا مباشرا على البيئة وعلى صحة المواطنين، بل وعلى الأمن الغذائي بالمنطقة”.

وأضاف المتحدث أن “المنطقة التي تعد فلاحية بامتياز، أصبحت مهددة اليوم بفقدان مقوماتها الإنتاجية، بسبب تلوث التربة والمياه، حيث لم يعد الفلاحون قادرين على التمييز بين المياه الصالحة للسقي وتلك الملوثة بالصرف الصحي”.

وأشار الفاعل الجمعوي إلى أن “هذا الخطر يتفاقم يوما بعد يوم في ظل غياب رؤية واضحة أو مشاريع ملموسة لحل المشكل”.

من جهته، أكد موسى، أحد فلاحي سيدي موسى بن علي، أن “عددا من الأودية التي تمر بالقرب من الأراضي الزراعية تحولت إلى مجارٍ للصرف الصحي، وهو ما أدى إلى اختلاط مباشر بين هذه المياه العادمة وقنوات السقي”.

واعتبر أن “ما يقع يشكل فضيحة بيئية بكل المقاييس، تهدد حياة المواطنين، وتنعكس سلبا على جودة المنتوجات الفلاحية التي يتم استهلاكها داخل وخارج المنطقة”.

وأشار موسى، في تصريحه للجريدة، إلى أن “هذا الإشكال تمت برمجته في عدة مناسبات ضمن ميزانية الجماعة، غير أن التنفيذ ظل غائبا على أرض الواقع، لتبقى الأوضاع على حالها دون أي تحسن يذكر”.

وأضاف أن “الفلاحين اليوم مضطرون لاستخدام مياه ملوثة في عملية السقي، بسبب غياب البدائل، وهو ما يضعهم في وضعية صعبة بين الحفاظ على مورد رزقهم وبين خطر تلويث محاصيلهم ومحيطهم”.

ودها المتحدثان الجهات الوصية، من سلطات إقليمية ومجالس ترابية ومصالح بيئية، إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذا الوضع الخطير، عبر تهيئة شبكة صرف صحي متكاملة، وحماية الموارد المائية من التلوث، تفاديا لكارثة بيئية وصحية تهدد مستقبل المنطقة وساكنتها.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.