الشغيلة التعليمية والتلاميذ يضربون بالمغرب تضامناً مع شعب فلسطين

استجاب أطر وتلاميذ مؤسسات تعليمية مغربية، اليوم الإثنين، للإضراب العالمي التضامني مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والضفة الغربية، الذي دعت إليه منظمات نقابية وشعبية عبر العالم للمطالبة بوقف حرب الإبادة والتهجير القسري ضد الفلسطينيين، وسط تصاعد الغضب من الصمت الدولي إزاء المجازر التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا منذ أكتوبر 2023، وفق إحصاءات فلسطينية رسمية.
إثر ذلك خاضت فئة واسعة من الشغيلة التعليمية والطلبة والتلاميذ على المستوى الوطني إضراباً مصحوباً بوقفات ومسيرات احتجاجية جابت، وفق صور وفيديوهات عاينتها هسبريس، شوارع رئيسية في عدة مدن خلال الفترتين الصباحية والمسائية.
في هذا السياق، اعتبر عبد الإله دحمان، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد الوطني للشغل، أن الإضراب الوطني الذي دعت إليه الجامعة يمثل “رسالة نضالية وصرخة من الشغيلة التعليمية المغربية تعبر عن استنكارها ما يحدث في فلسطين، حيث تجاوزت بشاعة المجازر الوحشية والبربرية الصهيونية حدود التصور البشري”.
وأضاف دحمان ضمن تصريح لهسبريس أن “تدمير كل مقومات الحياة في غزة والضفة يتجاوز ما سعت المواثيق الدولية إلى تحصينه”، مشدداً على أن “هذه المحطة الاحتجاجية تأتي تفاعلاً مع الحملة العالمية لوقف حرب الإبادة والتهجير القسري التي يواجهها الفلسطينيون”.
وأكد الفاعل النقابي ذاته أن “هذا الإضراب يعكس وجعاً إنسانياً تجاه معاناة الأشقاء الفلسطينيين”، في ظل “صمت دولي وعربي وإسلامي” يصفه بـ”التواطؤ”، داعياً إلى “رجة في الضمير الإنساني” لإيقاظه.
وأشار الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم إلى أن “المشاركة الواسعة في الإضراب تبرز وعياً راقياً داخل القطاع”، معتبراً أن “انخراط التلاميذ العفوي في مسيرات احتجاجية، إلى جانب الشغيلة التعليمية، يكمل هذا المشهد النضالي”، واصفاً إياه بـ”تأكيد جديد على احتضان المغاربة القضية الفلسطينية والوفاء لها”.
من جانبه قال عبد الوهاب السحيمي، عضو تنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات، إن “انخراط الشغيلة التعليمية في هذا الإضراب أمر طبيعي وعادل”، مشيراً إلى أن “نساء ورجال التعليم دائماً ما كانوا في طليعة النضال دفاعاً عن القضايا الإنسانية العادلة، سواء عبر الإضرابات أو الاحتجاجات”.
وأكد السحيمي، في حديث لهسبريس، أن “هذا التحرك ليس الأول من نوعه، بل يندرج ضمن تاريخ طويل من التضامن مع القضايا الكونية”، معتبراً أن “المشاركة الواسعة في إضراب اليوم تعكس استمرارية هذا الدور النضالي”.
وربط الفاعل التربوي ذاته بين انخراط التلاميذ في الاحتجاجات وبين “تأثرهم العميق بما يشاهدونه يومياً من تقتيل وإجرام يرتكب بحق الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء الأبرياء”، موضحا أن التلاميذ، كجزء من المجتمع، “لا يمكنهم إلا أن يتفاعلوا مع هذه المشاهد المروعة”، ومشيراً إلى أن “وعيهم يتجلى في خروجهم للتظاهر، وهو ما يتماشى مع دورهم التاريخي في نصرة القضايا العادلة، كما حدث خلال غزو العراق عام 2003 واجتياح لبنان”.
وأورد عضو تنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات أن هذا التضامن المشترك بين الشغيلة التعليمية والتلاميذ “يعكس حيوية المجتمع المغربي، وقدرته على التفاعل مع الأحداث العالمية”، خصوصاً القضية الفلسطينية التي يراها “قضية إنسانية عادلة”، خالصاً إلى أن هذه الاحتجاجات “تندرج ضمن سلسلة غير منقطعة من التحركات المغربية منذ بداية احتلال فلسطين، إلى غاية المسيرات والوقفات التي شهدتها البلاد منذ 7 أكتوبر 2023، التي تؤكد حضور المغاربة المتقدم في نصرة فلسطين”.
المصدر: هسبريس