اخبار المغرب

“الشعوذة” و”استخراج الكنوز” بزاكورة.. باسو يناقش قضايا الجنوب الشرقي ويفك عزلته سينمائيا

سلط الفنان الكوميدي محمد باسو الضوء لأول مرة في مجال السينما على مسقط رأسه مدينة زاكورة، سعيا منه للتعريف بثقافتها الغنية وتقاليدها الفريدة، وذلك من خلال صناعته لشريط سينمائي كوميدي يتناول العديد من قضايا الجنوب الشرقي.

واحتضنت سينما ميغاراما، مساء أمس الأحد، العرض الأول للفيلم الكوميدي “زعزوع” في مدينة الدار البيضاء، بعد أيام قليلة على العرض الخاص الذي نظمه الفنان محمد باسو لأبناء بلدته في مدينة زاكورة بحضور عدد من المشاهير والشخصيات السياسية والثقافية.

واستطاع باسو الذي أصر على تصوير فيلم “زعزوع” في زاكورة وببلدة “تمكروت” بالتحديد، فك العزلة التي تعاني منها المنطقة على المستوى الفني، وخلق رواج اقتصادي وثقافي فيها لمدة شهر ونصف، وهي الفترة التي استضافت فيها المنطقة الفريق الفني والتقني الذي استعان بالعشرات من أبناء الجنوب الشرقي لإنجاز العمل.

وعالج باسو، على مدار 90 دقيقة من الضحك المتواصل، قضية ارتباط مدينة زاكورة بـ”الشعوذة” و”استخراج الكنوز” التي يذهب ضحيتها العديد من الأطفال، منهم الطفلة نعيمة ذات الخمس سنوات والتي هزت قضيتها الرأي العام المغربي، إضافة إلى تمريره للعديد من الرسائل المتعلقة بالمشاكل التي يعاني منها أبناء الجنوب الشرقي في قالب هزلي.

وحرص صناع فيلم “زعزوع” على الترويج للموروث الثقافي والجغرافي والبشري لمدينة زاكورة وعكس تاريخها وحضارتها وإبراز أزيائها ومبانيها وتقاليدها الشعبية.

فيلم “زعزوع” قصة وسيناريو محمد باسو، إخراج ربيع شجيد، بطولة محمد باسو، الزبير هلال، أسامة رمزين عبد الله ديدان، سعاد حسن، أسامة البسطاوي، كريمة غيث، عبد الرحيم المنياري، زهيرة صديق، فاطمة بوشان، هاجر المصدوقي، وآخرين.

وفي هذا الصدد، قال محمد باسو في تصريح لـ”العمق”، إنه يفتخر بانتمائه لمدينة زاكورة ويؤمن بأن بناء المستقبل يتم من خلال عدم التنكر للأصول، معتبرا أنه يحمل على عاتقه مسؤولية إيصال صوت أبناء الجنوب الشرقي الذي ينتمي إليه، وإعطاء نموذج من مجاله لباقي الشباب من أجل تحقيق أحلامهم في كافة المجالات والمساهمة في بناء مغرب متوازن من جنوبه لشماله ومن شرقه لغربه.

وأضاف محمد باسو أن الشريط السينمائي الجديد، يتناول قصة شابين من تمكروت سيخرجان في رحلة إلى المدينة بحثا عن تحسين ظروف عيشهما، وسيتعرضان خلالها لمواقف طريفة وكوميدية.

وتابع محمد باسو، أن الفيلم جرى تصوير أغلب مشاهده في مدينة زاكورة وبالضبط في دوار تمكروت الذي ولد وعاش فيه، لافتا إلى أنه استوحى قصته من طفولته وأجواء العيش في المنطقة، ويهدف من خلاله لمعالجة ظواهر اجتماعية في الجنوب الشرقي بطريقة كوميدية.

وأردف ذات المتحدث، أنه قرر نقل العمل الذي يقوم به فوق خشبة المسرح إلى القاعات السينمائية، حيث سيتم تسليط الضوء على مجموعة من القضايا التي تهم الشباب المغربي.

واعتبر باسو، أن طريقة الاشتغال في التلفزيون تختلف عن السينما، التي تتميز بسحرها الخاص وبهامش الحرية الكبير الذي تمنحه للفنان الذي يشتغل وفق معاييره الخاصة دون فرض أي أمور في أحداث القصة أو السيناريو عليه، إضافة إلى الوقت الكافي الذي يتم منحه للعمل بدء من كتابة القصة إلى مرحلة التوضيب، وفق تعبيره.

وأشار الممثل الكوميدي، إلى أن أجواء تصوير الفيلم مرت في ظروف جيدة جدا، وأن طاقمه الفني والتقني حظي بترحيب ودعم كبير من ساكنة المنطقة.

يشار إلى أن آخر أعمال الفنان الكوميدي محمد باسو كانت سلسلة “سي الكالة” التي طرحها عبر قناته على يوتيوب في رمضان 2024.

وفي حلقة مدتها 7 دقائق فقط، عالج محمد باسو في قالب هزلي مجموعة من الإشكاليات الاجتماعية والسياسية التي تنخر المجتمع أبرزها “الاتجار بالشواهد في الجامعات”، “احتكار المناصب بين العائلات”، “استحواذ بعد الشركات على الصفقات العمومية” و”الفساد في الإدارات “ومواضيع أخرى عدة.

يذكر أن ابن مدينة زاكورة اشتهر في عروضه الفنية، بتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المواطن المغربي في قالب هزلي، كما يعمل على تسليط الضوء على معاناة فئة عريضة من أبناء “المغرب العميق” الذي يعد جزءا منهم.

وحصل محمد باسو في ماي 2022 على شهادة الدكتوراه حول “الكوميديا بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية” تخصص أدب إنجليزي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في مدينة الدار البيضاء.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *