الشاعر الحجام يَقرض “وكنات لهديل الغياب”
السبت 27 ماي 2023 03:15
صدرتْ للشاعر علال الحجام مجموعة شعرية موسومة بـ”وكنات لهديل الغياب”، كُتِب معظمُ نصوصها سنة 2020، وذلك عن منشورات سليكي أخوين بطنجة.
وأوضحت معطيات حول المجموعة الشعرية الجديدة أنها “تصرّ على أن تكون ذاتها متحرّرة من كلّ قيدٍ أو تبعية، ولا يخفي جسدُها بتوراً من جراح الجائحة، ومعاناةِ الحجْر وما صاحبَهُ من عُزلةٍ ورُعبٍ وأحلام؛ وهو ما يشي بوعيٍ شعري استثنائي بمدى قدرة الإنسان ـحين يقرّر التحدّي ـ على الشعور بإرادة التحرّر، رغم وعيه بمحدوديتها تجاه عناصر الطبيعة، سواء أكانت غيبية أو عقلانية تجريبية”.
ولهذا، يضيف المصدر ذاته، “كان الموضوع المهيمن هو تأمل الغياب، أو بالأحرى تأمل أقسى مظاهره وأكثرها إشكالية، أي الموت الذي يغيّب الأعزّاء، تاركاً الباقين منتظرين دورَهم، لأنّهم معنيّونَ بالمأساة نفسها، مُدركونَ أنّ ثمّةَ نقطةَ نهاية يجهلون توقيت هجومِها، لكنهم يقاومون الغياب أنّى كان، وذلك بخلق مظاهر متجدّدة لإثبات حضور الفقيدين وإعطائِهم مساحاتٍ رمزيةً واسعة للحفاظ على ملامحهم وإسماع أصواتهم”.
وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن “طرْقَ باب هذه التيمة الأثيرة خيارٌ آثر أن يبتعد عن السّقوط في أسلوب الرثاء الذي غالبا ما يكون مجرّد تعدادٍ لمناقب الغائبين أو وصف سمات قوّتهم وفضائلهم، لذلك كان لا بدّ أن تواجه نصوص المجموعة براكين الغياب مواجهة جوانية، سواء أكان فقدانا، أو موتا، أو اختفاء، أو حاجة، أو إغماء”.
وأفاد الشاعر بأنه لا سلاحَ للقصيدة سوى ماءِ التطهّر من أدرانه والإصرار على حضور غامر لا يهمّ أن يبقى مجردَ لوحةٍ لم تكتمل، أو طللٍ وهميّ أمام محطة قطار، أو آثارِ دمٍ تشهد على وجود يخضرّ في عمق الصحراء تحت نخلةٍ ميتة، أو بصيصٍ غامض أمام ذاكرة ممحوّة، أو حتى عبارة أو جملة مخنوقة مبتورة من قبيل “أموت هنا ولا أرحل” أو “أرغب في التنفس”.
وأضاف علال الحجام أنه “حينما يحضر الموت فإنه لا يحضر إلا قرينا للحياة الأخرى البديل التي يرهص بها الشعر نكاية بالعدم والفقدان، لهذا لم يكن ثمة شكل قائم، ولا نسق ثابت في المجموعة”.
وأكد الشاعر ذاته أن “كل نص يشقُّ مجراهُ وفقاً لما يطرحُهُ من أسئلة، ووفقا لرؤيته للعالم وحوار الذات مع الأشياء حوارا يمنح الكتابة بصماتها المميزة الخاصة، فيكفّ النصّ عن التشبّه بنصٍّ آخرَ للشاعر أو لغيره، دونما أيّ انشغال بملامحِهِ التجنيسية، ولا باختياراته الإيقاعية التي تتحكّم فيها انفعالاتٌ وتفاعلاتٌ، لا يهمّها أن تُصاغ نسقاً تفعيلياً أو توازياً أو جناساً أو تكرارا”.
المصدر: هسبريس