“السياقة الاستعراضية” لأصحاب الدراجات النارية تجر تحذيرات من مخاطر محدقة
صار العديد من المغاربة يستنكرون التصرفات “المستفزة” التي يقدم عليها بعض الشباب والمراهقين أصحاب الدراجات النارية ممن يقودون بشكل جنوني واستعراضي يثير مخارف مستعملي الطرق والشوارع بالمغرب. وأمام هذا “التهور”، ظهرت تحذيرات لفاعلين جمعويين وبعض المحترفين في قيادة الدراجات، على اعتبار أن هذا السلوك، ذا الأسباب والعوامل المتعددة، يسيء لسمعة سائقي الدراجات النارية بشكل عام.
دليلة مصباح، رئيس جمعية “ميس موتو ماروك”، قالت إن “هذا السلوك الذي يعرض حياة المواطنين للخطر، سواء الراجلين منهم أو أصحاب السيارات، مصدره في الغالب الأعم المراهقون والشباب الذين يعرضون حياتهم للخطر أولا قبل حياة الآخرين”.
وأضافت مصباح، في تصريح لهسبريس، أن “هذه الممارسة ليست حكرا فقط على المغرب، بل نجد ممارسات شبيهة في عدد من الدول الأخرى، بل وحتى التي توصف بالمتقدمة منها”، مبرزة أن “الأمر يتعلق بالأساس بأصحاب الدراجات النارية من الحجم الصغير التي يتم تعديل خصائصها التقنية للزيادة في سرعتها”.
وأبرزت المتحدثة أن “الأمر يتعلق بظاهرة مقلقة لراحة ولسلامة المواطنين، إذ يعمد بعض أصحاب هذه الدراجات من المراهقين والشباب إلى الدخول في سباقات فيما بينهم على الطرق والشوارع، إضافة إلى القيام ببعض الحركات الاستعراضية التي تعيق حركة السير ويمكن أن تتسبب في حوادث خطيرة، خاصة في ظل عدم احترامهم قوانين السير من خلال عدم ارتداء الخودات الواقية”.
وخلصت المصرحة لهسبريس إلى أن “هذا السلوك لا ينبغي تعميمه على كل سائقي الدراجات النارية، خاصة الكبيرة منها، إذ إن أغلب هؤلاء منخرطون في نواد سياحية تتوفر على قوانين شرف تلزم أعضاءها باحترام قوانين السير، سواء داخل المجال الحضري أو في المجال القروي، صيانة لسمعة النادي الذي ينتمون إليه”.
وفي تفسيره لهذا السلوك، قال زكرياء أكضيض، باحث في علم الاجتماع، إن “هذه الممارسة، سواء في شكلها المقبول أو غير المقبول اجتماعيا، يمكن إدراجها في إطار ما تُنتجه ثقافة الشباب، ذلك أن هذه الفئة دائما ما تعمل داخل المجتمعات على خلق ثقافة خاصة بها، وتقوم على ضوئها بإنتاج سلوك قد يكون في بعض الأحيان متناقضا مع الوعي الجمعي ومع ما يريده المجتمع”.
وأضاف الباحث السوسيولوجي عينه، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الشاب يبحث عن نوع من الاعتراف من طرف المجتمع، ولو بالسقوط في بعض الممارسات التي قد تضر بالغير وبنظم ومعايير ذلك المجتمع الذي يشكل حاضنا له”.
وخلص أكضيض إلى أن “بعض هذه الممارسات هي من إفرازات المجال الحضري، ذلك أن المدينة وتناقضاتها ولدت هي الأخرى هذا النوع من السلوك، والظاهرة الشبابية تبرز بحدة في المجالات الحضرية مقارنة بنظيرتها القروية، وذلك عبر انخراط الشباب في ممارسات تحقق لهم الانتماء الاجتماعي وروابط اجتماعية فيما بينهم كمجموعات التشجيع الرياضية والمجموعات الفنية والعصابات وغيرها”.
المصدر: هسبريس