اخبار المغرب

السياسة أخلاق.. و”ماكايجيبُو والو في الانتخابات”

أمام شبيبة حزبه في جامعتها الصيفية، التي انطلقت مساء اليوم الجمعة بأكادير وستستمر يوم غد السبت، لم يفوت عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، فرصة التأكيد على استمرار حزبه القائد للائتلاف الحكومي كأول قوة سياسية بالمملكة في ضوء نتائج الانتخابات الجزئية التي أجريَت بدائرتيْ المحيط (الرباط) والفقيه بن صالح.

منتشياً بالفوز في الدائرتين معاً عبر مقعدين نيابيَيْن، اغتنمَ رئيس حزب “الحمامة” فرصة الرد أيضا على غريمه السياسي عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، واصفاً إياه بأنه “أصبح مؤشراً على الفشل السياسي”.

أخنوش الذي كان يتحدث بمسرح الهواء الطلق من قلب “عاصمة سوس” أمام جمع غفير من أعضاء المكتب السياسي ومسؤولي الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية بحضور حوالي 4 آلاف شابة وشاب، تفاعَلَ خلال كلمته بالتعبير الصريح عن رفضه مطلب “رحيل بنكيران” الذي رفعه عدد من الشباب التجمعيين خلال افتتاح جامعة الشباب الأحرار (الدورة 5)، الذين كانوا يهتفون “بنكيران سير بحالك السياسة ماشي ديالك”، ورد قائلا: “خْلّيوْه فهو مؤشر للفشل السياسي”، رافضاً بذلك “الانجرار وراء ملاسنات مع البيجيديين”.

“السياسة أخلاق”

“الذين انتهجوا السب والشتائم (تجاه باقي فرقائهم السياسيين) “ماكايجيبُو والو” في الصناديق والانتخابات ولن نرد عليهم بكلام ساقط مثلهم”، يورد رئيس “التجمعيين”، معتبراً أن “السياسة أخلاق، ولا أحد يُمكِنه الحديث في السياسة وممارستها إذا هو ما عندُوش الأخلاق. هاد الناس مغايجبدوناش للكلام الساقط ولنا أخلاق سياسية لا تسمح لنا بسبّ الناس.. ربْحناهُم”.

وأضاف “لن ينجحوا بكل هذا إلى حقل الكلام النابي والساقط لأننا حزب كبيرٌ نتحلّى بالأخلاق السياسية والأسرية في المقام الأول”. وتابع في رد مبطّن دون ذكر بنكيران بالاسم قائلا: “إذا أراد الفوز بالانتخابات فليكن متيقّناً أنه لن يفلح في ذلك… والدليل نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة بدائرتي المحيط بالرباط والفقيه بنصالح، التي حسمهما التجمع لصالحه في اقتراع الخميس 12 شتنبر الجاري. راهم ما كايْجيبو والو وتكفي الانتخابات الجزئية”.

وبخصوص نقطة الجدل التي أشعلت انتقادات متبادلة، والمتعلقة بـ”إلغاء الحكومة مبادرة دعم الأرامل التي كانت قد أقرته حكومة بنكيران”، تحدّث أخنوش بنبرة فخر: “حكومتنا قدّمت الدعم الاجتماعي المباشر لـ 430 ألف أرملة حاضنة وغير حاضنة تأخذ الدعم، بل أقول لكم إننا ضاعَفْنا عدد المستفيدات أربع مرات مقارنة بالحكومات السابقة”.

واسترسل قائلا: “زعيم “البيجيدي” أصبح مؤشرا على الفشل السياسي”، مذكراً أعضاء حزبه: “الناس تريدكم أن تبقوْا في مواقع التدبير الحكومي والمحلي مع مواصلة العمل على أولويات البرنامج وتعهداتنا مع المغاربة، استمروا في أغاراس واللي مَعجبوش الحالْ يقول اللي بْغا”، خاتما كلامه رسائل قوية: “لا تتركوا للمهرّجين والشعبويين فرصة. ثقوا في راسكم وزيديو للأمام”.

“حزب كبير بشبيبة رائدة”

حديث أخنوش المطول أمام شبيبة حزبه في جامعتها الصيفية الخامسة لم يخل من إشارات دالة إلى هذه الفئة التي تشكل مستقبل “الأحرار”، وقال: “كنت سعيدا جداً بالتواصل معكم كشباب في دورات سابقة واليوم أيضا يتجدد اللقاء بكم في أكادير.. مرحبا بكم”.

وأضاف “أعرف العمل الذي تقومون به وأتابع مجهوداتكم المبذولة لتطوير العمل الشبابي داخل الحزب والترافع عن حصيلة الحكومة. حزبنا فيه الآن 100 ألف شاب مغربي منخرط، وكثيرون ينتظرون دورهم للدخول والإسهام”.

“نحن حزب كبير ولديْنا شباب رائد وشبيبة تجمعية هي الآن مِن أكبر التجمعات السياسية الفكرية للشبيبة وتبارك الله عليكم”، هكذا واصل أخنوش مخاطباً الحاضرين الذين غصت بهم مدرّجات مسرح الهواء الطلق بأكادير، مورداً “أعطيتمونا شُحنة للذهاب بعيداً حتى سنة 2026”.

كما أبرز جهودا سابقة للوقوف على التنظيم “إذ سَهرنا على دورات الجامعة الصيفية للشبيبة منذ دورتها الأولى، وها هي اليوم في دورة خامسة لم يتدخل أيّ من كبار الحزب في التحضير لها وتنظيمها. بْرافو عليكم تنظيم رائع”، مؤكدا أنه “اللّي قادر يْنظم بكل هاد الحماس موجود كي يكون مدافعاً عن الحزب ويكون في مواقع المسؤوليات الوطنية. نفتخر بكم وأبقى منبهراً لعمل الشبيبة التجمعية”.

“تماسك حكومي واعتزاز بالحصيلة”

في ثنايا كلمته المطولة أمام شبيبة حزبه جدد أخنوش بعث رسائل إلى بريد “الخصوم السياسيين”، قائلا إن “الحكومة قامت بعمل جدّي وكبير جداً منذ تنصيبها”، رغم كل الإشكاليات والمصاعب التي ولدت في ظرفيتها إثر “كوفيد” وتداعياته على السياحة والاقتصاد، ثم أزمة حرب أوكرانيا، فضلا عن تضخم الأسعار العالمية”.

وأكد أن “الأغلبية الحكومية تؤطر وتعطي اتجاه العمل وتسمح بالتماسك وقوة العمل. نحن فخورون بالأغلبية وهذا ما كان ينقص الحكومات السابقة للأسف”.

ولفت إلى قدرة الحكومة على تجاوز تبعات الجائحة ومختلف الأزمات، مضيفا أنها وجدَت مديونية 72 في المائة قبل أن تخفضها إلى 69 في المائة”. وتابع “دخْلنا في وقت التضخم ولم تكن هناك مياه كافية ولا مشاريعها، وكانت الآفاق مسدودة دون استثمارات مع حوارات اجتماعية مَقفولة”.

“لا أحد يُحسد على أن يكون في حكومة تأتي وسط الأزمات، لكنها كانت تركة نَصبر ونعمل بالمعقول وبكل واقعية لبناء مستقبل. كما أننا خُضنا خطابا سياسيا معقولا دون شعبوية، والحمد لله ساعدنا الحظ أننا تكلفنا بكل الإشكاليات لمعالجتها منذ 2021″، يضيف رئيس “التجمعيين”.

في السياق ذاته سجل أخنوش عمل حكومته على تقليص عجز الميزانية الذي “يقترب من 3 بالمائة بالنسبة لسنة 2025 “، فضلا عن رقم 140 مليار دولار كناتج داخلي خام للمغرب. أما التضخم فلم يتجاوز 1 في المائة خلال النصف الأول من سنة 2024، وطبّقنا تعليمات وتوجيهات صاحب الجلالة، خصوصا في أوراش اجتماعية”.

كما أبرز أن حكومته “جعلت المغرب أول دولة اجتماعية في القارة الإفريقية”، مع “4 ملايين مسجل بعائلاتهم يصلون إلى 10 ملايين مستفيد في المجمل بغلاف إجمالي يناهز 9 مليارات و500 مليون درهم”.

هناك “3 ملايين و900 ألف عائلة تأخذ الدعم المباشر اليوم، هذه حقيقة. وهناك تحول جد كبير وقع في مجتمعنا، ونطمح للوصول إلى 29 مليار درهم في 2026 كغلاف مالي للدعم”، فضلا عن تلقي أُسر 3 ملايين تلاميذ بين 200 و300 درهم كدعم مباشر عوضنا به مبادرة مليون محفظة”.

وختم مؤكدا أن “الحكومة واعية بإشكالية التشغيل التي نعمل على حلها، وسننجح في ذلك كما نجحنا في كل ما سبق وواجهنا من تحديات”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *