السياحة الصينية نحو المغرب تزدهر.. سفير بكين بالرباط يتوقع تدفق 150 ألف زائر
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2025/02/67ac8ee44df07.webp.webp)
أعرب السفير الصيني في الرباط، لي تشانغ لين، عن تفاؤله الكبير بالتحسن المستمر في العلاقات السياحية والثقافية بين الصين والمغرب، مؤكدا أن العام الجاري شهد تقدما ملحوظا في هذا المجال، وفي خاص مع جريدة “العمق”، تحدث السفير عن أهمية الرحلات الجوية الجديدة التي تسهم في تعزيز حركة السياحة بين البلدين.
وقال السفير إن المغرب شهد مؤخرا افتتاح خط جوي بين شنغهاي والدار البيضاء، مع توقف في مارسيليا، من قبل شركة شنغهاي، وهو ما سيسهم في تسهيل التنقل بين البلدين، مشيرا إلى أن الخطوط الجوية الملكية المغربية قد أعادت تشغيل رحلتها بين الدار البيضاء وبيكين، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، ما يسهم في زيادة عدد السياح الصينيين المتوافدين إلى المغرب.
وأضاف لي تشانغ لين: “هذه الخطوط الجوية تمثل خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات بين الصين والمغرب، وتساهم في تسهيل التنقل للأفراد بين البلدين، بما يساهم في تبادل ثقافي وسياحي أوسع”.
وأشاد الدبلوماسي بزيادة عدد السياح الصينيين الذين يزورون المغرب، مشيرا إلى أن العام الماضي شهد استقبال حوالي 100 ألف سائح صيني، وفي عام 2018، كان العدد يقارب 180 ألف سائح صيني، مضيفا بقوله نحن نستعيد هذه الديناميكية في تدفق السياح الصينيين إلى المغرب، وأعتقد أنه في هذا العام سنحقق رقما يعادل 150 ألف سائح قادم من الصين، وربما أكثر.
أكد المتحدث أن أن التبادل الثقافي والتعليمي يمثل جانبا حيويا في تعزيز العلاقات بين البلدين، حيث أن هناك العديد من الشباب المغاربة الذين يسافرون إلى الصين، كما أن هناك طلابا صينيين يأتون إلى المغرب من أجل برامج تبادل طلابي أو لاستكمال دراستهم، إذ من المهم أن يكون لدى الشباب ثقافات واسعة ورؤية شاملة، وأن يتعرفوا على ثقافات ودول أخرى لتحقيق تنمية شخصية.
وأشار إلى أن هذا التبادل الثقافي يمكن أن يساهم في فهم أعمق بين الشعبين، مشيرا إلى أنه في كل مرة تنظم فيها السفار فعاليات ثقافية في المغرب، تحب دائما استقبال الفنانين المغاربة، كون أنه يوفر فرصة للإلهام المتبادل وتعزيز التبادل الثقافي بين الحضارتين.
وقال لي تشانغ لين: إن المغرب بدأ يكتسب شهرة واسعة في الصين، مشيرا إلى أن العديد من السياح الصينيين يقومون بتوثيق زياراتهم إلى المغرب من خلال الفيديوهات والمقالات التي يشاركونها على منصاتهم الإعلامية. وأضاف: “في إطار الاستعدادات لكأس العالم، أعتقد أن الصينيين، وخاصة عشاق كرة القدم، سيأتون لحضور المباريات في المغرب”.
كما تحدث السفير عن أهمية المدن العتيقة في المغرب، مشيرا إلى أن هناك اهتماما خاصا بالأسواق التجارية القديمة والمنازل التقليدية في هذه المدن، موضحا أنه يعمل على كتابة مقال يتعلق بالمدن العتيقة في المغرب، إذ يود أن يسلط الضوء على هذه الأماكن الثقافية الهامة.
وفي ختام حديثه، أضاف لي تشانغ لين: “جميع المناطق المغربية تتمتع بجاذبية سياحية وهي مثيرة للاهتمام، وأنا شخصيا أحب زيارة المدن الصغيرة التي تتميز بسحر خاص، وأتمنى أن يستمر هذا التبادل الثقافي بين شعبينا”.
جدير بالذكر أن الخبير السياحي، الزوبير بوحوت، كد في تصريح سابق لـ “العمق” إلى أن السياح الصينيين سجلوا عودة قوية مع تسجيل 106 آلاف وافد وزيادة بـ78%، فيما كما سجلت السوق الكندية نموا بنسبة 15% بعد فتح رحلات مباشرة إلى مراكش.
أكد الزوبير بوحوت، أن السوق الأوروبية تظل المصدر الرئيسي للسياح، إذ شكلت خمس دول أوروبية نحو 65% من الوافدين، وتصدر الفرنسيون القائمة بـ2.4 مليون سائح، بزيادة بلغت 21% بفضل تعزيز الربط الجوي، تلاهم الإسبان بمليون ونصف سائح وزيادة قدرها 15%.
أما السياح البريطانيون، فقد سجلوا أعلى نسبة نمو بـ47%، وبلغ عددهم قرابة المليون، مسجلا استقرار أداء السوقين الإيطالية والألمانية، بينما سجلت الولايات المتحدة نسبة نمو ضعيفة مقارنة بالأسواق الأوروبية.
ورغم المؤشرات الإيجابية، أكد بوحوت أن النشاط السياحي يتركز في المدن الكبرى مثل مراكش، أكادير، والدار البيضاء، حيث تجاوز عدد الوافدين في كل منها مليون سائح، وفي المقابل، تظل المدن السياحية الأخرى مثل شفشاون، الصويرة، درعة تافيلالت، والداخلة بحاجة إلى مزيد من الدعم لتحقيق قفزات نوعية.
المصدر: العمق المغربي