اخبار المغرب

السلطات تسارع الوقت لتزويد الدار البيضاء بمياه محطة تحلية البحر بالجرف الأصفر

تسارع السلطات والجهات المختصة الوقت من أجل تجاوز حدة الإجهاد المائي الذي تعرفه مدينة الدار البيضاء، تفاديا لانقطاع الماء الشروب عن ساكنتها، خصوصا بالمنطقة الجنوبية، التي كانت تتزود بالمياه من سد المسيرة، الذي أضحى يعرف نقصا حادا، إذ لا تتجاوز نسبة الملء فيه، حسب معطيات المديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز الصادرة اليوم السبت، 2.3 بالمائة.

وسبق لرئيسة المجلس الجماعي للدار البيضاء نبيلة الرميلي، التي تشغل رئيسة مجموعة الجماعات الترابية الدار البيضاء سطات للتوزيع، التأكيد على عقد اجتماعات ماراثونية من أجل تفادي قطع الماء عن الساكنة البيضاوية، مشيرة إلى أنه يتم العمل على ربط المدينة بمحطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط بالجديدة.

ويؤكد مسؤولون عن محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر اشتغالهم على توسيع وتطوير عمل المحطة لزيادة الإنتاج بهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان مدينة الجديدة والمناطق المجاورة.

ووفق تصريحات أدلى بها للصحافة عثمان أبو سلهام، المسؤول عن الإنتاج بمحطات تحلية مياه البحر، فإنه يتم حاليا العمل على تطوير آليات وقدرات جديدة تهم تحلية ماء البحر لتزويد جنوب مدينة الدار البيضاء بـ 60 مليون متر مكعب سنويا، مشيرا إلى أن التحضيرات الخاصة بهذا المشروع الهام بدأت في أواخر سنة 2023 وانطلقت أشغال البناء في شهر أبريل من السنة الجارية، مشيرا إلى أنه سيتم تزويد مدينة الدار البيضاء بالماء الشروب بطريقة تدريجية ابتداء من نهاية شهر شتنبر.

وساهمت التساقطات المطرية التي عرفتها عدد من مناطق المملكة خلال الأيام الماضية في تغير نسبة ملء السدود حسب الأحواض، ذلك أن حوض اللوكوس سجل، اليوم السبت، نسبة ملء بلغت 51.97 بالمائة مقارنة بأمس الجمعة، الذي بلغت نسبة الملء فيه 52.09 بالمائة.

أما حوض ملوية فسجل، اليوم السبت، نسبة ملء بلغت 23.01 بالمائة، فيما سجل، أمس، 22.47 بالمائة. وسجل حوض سبو، اليوم، نسبة ملء قدرت بحوالي 43.58 بالمائة فيما سجل، أمس الجمعة، نسب ملء حددت في 43.64 بالمائة.

وفيما يخص حوض أبي رقراق، فقد سجل، السبت، نسبة ملء بلغت 32.00 بالمائة، وكانت النسبة، أمس، في حدود 32.01 بالمائة. وسجل حوض أم الربيع، اليوم، نسبة ملء ناهزت 4.29 بالمائة، بينما سجل، أمس الجمعة، 4.34 بالمائة.

ويرى الخبير في المجال البيئي مصطفى بنرامل أن محطة تحلية مياه البحر، التي يشتغل عليها المكتب الشريف للفوسفاط، تعتبر “الحل الأنسب لتزويد الساكنة بالماء الشروب بشكل مستدام ومستقر”.

وأبرز الخبير البيئي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا الأمر سينجح “إذا حرص المكتب على القيام بتمويلات مستمرة للمحطة من أجل صيانتها وتجديدها وتوفير طاقات متجددة واستعمال التكنولوجيا، وربطها بمراكز البحث العلمي الوطني والدولي لإدماج كل المستجدات التي تطرأ في البحث العلمي حتى تتمكن من تجديد آلياتها، وكذا توفرها على تكنولوجيا جديدة، خصوصا في الذكاء الاصطناعي، مما سيمكنها من توفير إمكانيات مهمة من حيث التشغيل والصيانة وتوفير مياه ذات جودة عالية للمواطنين والمواطنات”.

وأكد أن هذا المشروع مهم بالنسبة لساكنة الدار البيضاء والمنطقة الجنوبية للتزود بالمياه، مضيفا أنه “من المشاريع الرائدة على الصعيد الوطني، لكن يجب أن يعرف استمرارية في الدعم المالي والتقني والصيانة والتجديد”.

من جهتها، أكدت فاطمة ياسين، الباحثة في المجال البيئي، على أهمية هذا المشروع في تزويد الدار البيضاء والمناطق المجاورة لها بالماء، في ظل تراجع نسبة ملء سد المسيرة بسبب الجفاف الحاد، وكذا لتخفيف الضغط عن المياه القادمة من أبي رقراق.

وأشارت الباحثة، في تصريحها للجريدة، إلى أن الإسراع بتزويد العاصمة الاقتصادية بالمياه القادمة من محطة تحلية ماء البحر بالجرف الأصفر من شأنه أن يقلل من التخوف الذي يعتري الساكنة والمسؤولين من ندرة المياه، خصوصا في حالة استمرار الجفاف.

وأبرزت أن هذه المحطة ستجنب الاعتماد على المياه الجوفية والسطحية التي استنزفت بسبب توالي سنوات الجفاف، مشيرة إلى أن المحطة ستجعل العاصمة الاقتصادية قادرة على رفع التحديات المرتبطة بإمدادات المياه الصالحة للشرب بفضل برنامج تحلية المياه الطموح الذي ستستفيد منه.

وخلصت إلى أن محطة تحلية مياه البحر “ستساهم في تأمين مياه الشرب والحصول على مصدر مستدام من المياه غير التقليدية بجودة عالية تستجيب للمعايير الدولية من ناحية شروط الصحة والسلامة”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *