السلطات تتجند أمام سيول إقليم تنغير
سجلت بمناطق عديدة على مستوى تراب إقليم تنغير، خلال الأيام الأخيرة، تساقطات مطرية غزيرة؛ مما أدى إلى إنعاش كبير للفرشة المائية، حيث إن هذه التساقطات لم تكن مجرد مياه نزلت من السماء، بل كانت بمثابة الأمل الذي عاد إلى قلوب سكان المنطقة الذين كانوا يعانون من جفاف طال أمده.
وبادرت السلطات المحلية، تحت إشراف عامل إقليم تنغير وبتنسيق مع جميع المصالح المعنية، إلى اتخاذ تدابير فورية للتعامل مع تبعات هذه التساقطات الغزيرة؛ ومن بين هذه التدابير استمرار فتح المحاور الطرقية التي تأثرت بالسيول القوية، حيث تمت إزالة الأوحال والأنقاض التي تسببت في انسداد بعض الطرق.
كما أطلقت السلطات حملة توعية مكثفة لتحسيس السكان بأهمية دعم التدخلات والمبادرات التي تقوم بها السلطات والجماعات المحلية والمصالح التقنية والأمنية، تم التركيز فيها على ضرورة الالتزام بالنشرات الإنذارية والتحذيرية وعدم السير على الطرقات خلال فترات الحمولة المطرية الكبيرة وتجنب الاقتراب من مجاري المياه والأودية.
في هذا السياق، جرى التأكيد على أهمية حماية الأطفال بشكل خاص، حيث حذّر منظمو الحملة المواطنين من خطر السماح لأبنائهم بالسباحة في البرك المائية أو مجاري الأودية، خصوصا مع وجود نشرة إنذارية تتوقع تساقطات مطرية مهمة خلال هذه الأيام ونهاية الأسبوع.
وتعكس هذه التحركات السريعة والمنسقة من قبل السلطات المحلية وكافة المتدخلين مدى الاستعداد والجاهزية لمواجهة الظروف المناخية المضطربة، والعمل على حماية السكان والممتلكات. ومع استمرار الجهود، ينتظر أن تسهم هذه التدابير في تقليل الأضرار الممكنة لضمان سلامة السكان في إقليم تنغير.
وكشف مصدر مسؤول على مستوى الإقليم أن الأشغال متواصلة في بعض المحاور الطرقية، في هذه الأثناء (مساء الأربعاء 4 شتنبر)، من أجل إعادة فتح المحاور الطرقية التي قطعتها السيول التي سجلت في عدد من المناطق بكل دوائر الإقليم، مشيرا إلى أن عامل الإقليم يتابع عن كثب العملية لحظة بلحظة.
ومع إصدار المديرية العامة للأرصاد الجهوية النشرة الإنذارية، أصدر عامل إقليم تنغير توجيهات صارمة إلى السلطات المحلية والمديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والماء والجماعات الترابية والمجلس الإقليمي ومجموعة الجماعات الواحة من أجل وضع خطة مسبقة للتعامل مع أي طارئ بالجدية والسرعة المطلوبة، عبر تسخير الوسائل اللوجيستيكية والموارد البشرية.
كما تهدف هذه التوجيهات العاملية إلى تعزيز الحضور في الميدان وتوفير الشعور بالأمن والاطمئنان لدى السكان، في إطار تعزيز الشعور بالحماية لدى المواطنين والاستجابة لأي طارئ ينجم عن الأحوال الجوية الاستثنائية.
تشمل التوجيهات حضور المسؤولين، من سلطات محلية ومتدخلين عموما، بشكل ميداني ومستمر لتقديم التدخلات الفورية، ولتوفير الدعم اللوجيستي للسكان؛ لأن هذا النوع من الحضور يسهم في تقوية الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، مما يعزز من شعورهم بالأمان في ظل الظروف الاستثنائية.
من خلال هذه التوجيهات، يهدف أعلى مسؤول ترابي في إقليم تنغير إلى إرساء قاعدة قوية للتعاون بين السلطات والمواطنين، وضمان أن يكون هذا النهج جزءا من استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات البيئية المستقبلية وفق مقاربات مواطنة أساسها التعاون والتعاضد.
المصدر: هسبريس