السبتي ينبش في التاريخ الاجتماعي للمخزن
“تاريخ اجتماعي للسلطة” بالمغرب، أو المخزن، يقدمه المؤرخ المغربي البارز عبد الأحد السبتي في أحدث كتبه بالفرنسية بعنوان “نُتف من تاريخ مغربي: المجتمع وشخصيات السلطة”، الذي قدم، الجمعة، أول أيام المعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط.
وقال السبتي إن هذا المؤلَّف يعمل على توسيع مجال التاريخ الاجتماعي بإضافة التمثيلات، ومَفصَلة الممارسات والتمثيلات، بالاهتمام بكيف تعمل مجموعةٌ، وكيف تقدم نفسها، وما مخيالها.
وذكر المؤرخ أن من دوافع اهتمامه بهذا الموضوع، التركيز البحثيّ المغربي على مقاومة الحماية، والحديث العام عن بزوغ الطبقة العمالية والبرجوازية، “دون أن نرى جيدا المجتمع”، فكان الاهتمام إذن في هذا المؤلّف بـ”التركيبة الاجتماعية المغربية وتطورها، والحياة الجمعوية”.
ومن بين ما فسره السبتي في كلمته “الحرْكة” (الإغارات بقيادة السلطان لفرض السيطرة واستعادة التبعية لها) التي رأى فيها نتيجة لطبيعة السلطة المخزنية التي تغيب فيها البيروقراطية، وليس لها “ممثلون حقيقيون”، مما أدى إلى ظهور هذا النموذج التاريخي في التدبير.
وتحدث عبد الأحد السبتي أيضا عن وضع القرن التاسع عشر، الذي “له مكان خاص في تاريخ المغرب”، والذي اشتغل عليه كثيرون، من بينهم بول باسكون، وعبد الله العروي وأحمد التوفيق.
ويرى السبتي أن عمله هذا غير متجانس، بل متكوّن من نُتَف “تاريخ حي”، دون تحليل خطي، بل “تعدد في مستويات الملاحظة”، من وجهات نظر الحدث، والمؤسسة، والشخصية، والأسرة.
من بين هذه النماذج التي نظر من خلالها هذا العمل إلى “التاريخ الاجتماعي للسلطة”، عائلة فنيش بسلا التي “أعطت مع العلويين سفراء ومسؤولين”، وثورات مثل التي تمثلها علاقة خربوشة بعيسى بن عمر.
هذا التعدد تتوارى خلفه “مقاربة” تقصد “تركيب التاريخ الاجتماعي، الذي يتحدث عن طبقية أو مجموعة اجتماعية، عبر سيرورة حقب وسياقات، ورؤية مرتكزة على علاقة المجتمع بالسلطة، المخزن”.
من جهته، وصف الأكاديمي عبده الفيلالي الأنصاري، في كلمته، عبد الأحد السبتي بـ”الطلائعي” في اختيار المواضيع والمقاربات، مستحضرا كتاباته السابقة حول “أتاي” و”الزطاط”، التي رأى فيها “نموذج العمل التاريخي” مع القدرة على “التوجه إلى الجميع” في زمن صار فيه “التاريخ شغل الجميع”.
المصدر: هسبريس