أثار ظهور ممثل جبهة البوليساريو عبد القادر الطالب عمر، ضمن قاعة قمة الأحزاب السياسية الإفريقية التي إحتضنتها العاصمة الغانية أكرا، جدلا واسعا، بعدما تم رصده وهو يتسلل خلف الوفد الجزائري، في خطوة وصفت بكونها “تسللا سياسيا من الأبواب الخلفية“ إلى فضاء لم يعد يعترف بالجبهة المذكورة.

وفي هذا السياق، أشار المحامي والخبير في نزاع الصحراء المغربية، الحسين بكار السباعي، إلى أن المشهد الذي ظهر فيه ممثل الجبهة كان أقرب إلى “الكوميديا السياسية السوداء“، حيث شبه حضوره بـ“ولد خالت“، الذي يتخفى خلف صاحب “الباش“، في وليمة لم يتلق دعوة لحضورها أصلا.

وأكد السباعي، في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك“، أن “يافطته الشاذة وسط قاعة تعج بأعلام القارة لم تكن سوى بطاقة دخول مزيفة“، معتبرا أن “الجزائر تحاول من خلال هذا التصرف تهريب كيانها الورقي إلى فضاء لم يعد يعترف به حتى على سبيل المجاملة“.

وأوضح الخبير في نزاع الصحراء المغربية أن “المفارقة المضحكة أن هذا العرض المسرحي جاء في بلد أعلن منذ يناير 2025 تعليق إعترافه بما يسمى الجمهورية الصحراوية، واعترافه الصريح بجدية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية“.

وأبرز المتحدث ذاته، أنه “في ظل هذا الواقع المثير للسخرية السياسية بدا حضور بوليساريو في أكرا مثل متطفل على مأدبة أزيلت أطباقها منذ زمن، ولم يبق على الطاولة سوى الفتات الرمزي الذي تحاول الجزائر لملمته لجردانها“.

وأضاف أن “خلف هذا المشهد الهزلي تختبئ مأساة دبلوماسية جزائرية آخذة في الانكماش، بإعتبار أن الحاضنة الإفريقية للبوليساريو تتبخر تباعا، والدول التي كانت يوما تصفق للوهم باتت تسحب أو تجمد إعترافها به“.

ولفت الخبير إلى أن “الجزائر بدلا من مراجعة خطابها المهترئ، تمعن في أسلوب التسلل من الأبواب الخلفية، وكأنها لم تدرك أن التاريخ لا يكتب في الكواليس، بل على المنصات التي صارت حكرا على المغرب وحلفائه“.

وأكد المصدر في تدوينته، أن هذا “التصرف يعد لحظة مهزلة بامتياز، حيث تتراجع الدبلوماسية الجزائرية من وضع المهاجم إلى وضع المدافع اليائس، و تتحول المؤتمرات من منصات للتأثير إلى مسرحيات عبثية تزيد من رصيد الفشل“.

وخلص السباعي في التدوينة ذاتها، إلى أنه “بينما يراكم المغرب إنتصاراته في القارة السمراء بتحالفات إستراتيجية صلبة، لا تجد الجزائر سوى أن تدفع بـ”ولد خالتها”، بإعتبارها صاحبة “الباش” إلى الصفوف الأمامية، على أمل أن يصدق الحضور أن الدعوة كانت أصلا باسمه“.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.