السباعي: الانفصال أطروحة استعمارية إسبانية وفكرة وجود شعب صحراوي غير موجودة

قال البرلماني السابق والقيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، أحمد السباعي، إن الأطروحة الانفصالية بالصحراء المغربيةـ في منطلقها أطروحة استعمارية إسبانية، مؤكدا أنه قبل عام 1975 لم تكن هناك فكرة عن وجود شعب صحراوي يطالب بحقه، وذلك صمن ندوة نظمها فرع الحزب الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء، بمناسبة ذكرى انتفاضة 23 مارس، مساء أمس السبت.
وأوضح السباعي أن كتابه “الوحدة الترابية المغربية: دراسة في الجذور التاريخية والمرتكزات القانونية والسياسية”، الذي صدر مؤخرا، “ليس وليد اللحظة، وإنما جزء من بحث أكاديمي في سلك الماستر، الذي يقتضي إنجاز مشروع حول مسألة معينة. وكان من بين المواضيع التي تناولها قضية الصحراء المغربية، بالإضافة إلى التطرق لبعض قضايا الفساد التي تنخر الاقتصاد الوطني”.
وأضاف السباعي، “نظرًا للتصعيد الذي تقوم به الجارة الجزائرية، كان لا بد من شرح الخلفيات الحقيقية لهذه القضية الوطنية، خاصة أن السنوات الأخيرة شهدت مستجدات كثيرة، بعدما قررت الجزائر التصعيد عبر قطع العلاقات الدبلوماسية ومنع الطيران وغيرها من الخطوات”.
وأردف في الندوة، التي جاءت تحت عنوان “اليسار والصحراء المغربية: تاريخ نضالي من أجل الوحدة والديمقراطية”، أن الأطروحة الانفصالية في منطلقها أطروحة استعمارية إسبانية، حيث إنه قبل عام 1975 لم تكن هناك فكرة عن وجود شعب صحراوي يطالب بحقه، وفقًا لرواية العروي. لكن مدريد حاولت مواجهة الرباط من خلال خلق أطروحة تعادي المملكة المغربية، وهذا ما حدث خلال العقود الأخيرة، بحسب تعبيره.
وتابع المتحدث ذاته: “إسبانيا كانت تسعى إلى خلق نزاع في الصحراء، إلا أن الصراع الحاصل مع الجزائر ليس تاريخيًا، وهو ما يجعل الجارة الشرقية مسؤولة عن تفاقم الوضع”، مشيرًا إلى أن “الإشكال الحقيقي يتمحور حول قضية السيادة على الصحراء المغربية”.
وأوضح البرلماني السابق أن “التاريخ يؤكد أن المغرب، قبل الاستعمار، كانت له سلطة على الصحراء، وذلك بناءً على ملحق سري كشف عنه مؤرخون كبار”. وأضاف: “هناك اتفاقية مكتوبة بين بريطانيا والمغرب، حيث كانت بريطانيا تسعى إلى استعمار طرفاية، وتشير الاتفاقية إلى سيادة الرباط على جزء كبير من المملكة، يمتد من طنجة إلى الگويرة”.
وأشار إلى أن “أحد مظاهر السيادة المغربية هو العملة الوطنية، التي كانت وسيلة التعامل في جنوب البلاد وباقي الدول الإفريقية المجاورة”، مؤكدًا أن “تقرير المصير مصطلح أممي، لكن بعض الدول تحاول استغلاله لتحقيق مطامعها وأهدافها، دون تطبيقه بشكل كامل”.
وأضاف: “لم يكن هناك حق في تقرير المصير في الصحراء خلال العقود السابقة، بل كان هناك نزاع بين المغرب وإسبانيا حول هذه القضية، غير أن الجزائر أدخلت موريتانيا في الصراع بهدف وضع حد لما اعتبرته توسعا مغربيا، لأن المملكة كانت تعتبر موريتانيا جزءًا من أراضيها”.
وسجل السباعي أن “إسبانيا، في السبعينيات، قامت بإصدار وثائق جديدة بهدف خلق طائفة صحراوية في المنطقة الجنوبية، لكن الأغلبية الساحقة من الساكنة رفضت هذه الخطوة”. كما أكد أن “اليسار القديم كان يدافع عن مغربية الصحراء، بينما اليسار الجديد طرح تساؤلات كثيرة حول الموضوع، ما أدى إلى إثارة الجدل خلال السنوات الأخيرة”.
وأشار القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد إلى أن “إبراهام السرفاتي كان يدعو إلى استرجاع الصحراء إلى المملكة المغربية، وكان يدافع أيضًا عن الثروات التي تزخر بها المناطق الجنوبية”، مضيفًا أن “اليسار المغربي يرفض مصطلح الحركة الصحراوية، وهو ما يعكس تمسكه بهذه القضية الوطنية”.
وأكد السباعي أن “الجزائر كانت تسعى إلى تسليح أي جهة يمكن أن تواجه المغرب، وهو ما تسبب في صراع بين المناضل ابن سعيد والفقيه البصري”. واستدرك قائلًا: “للأسف، لم يقم اليسار الديمقراطي بالدبلوماسية الموازية، رغم أننا مؤهلون للعب هذا الدور”.
واختتم السباعي حديثه بالقول: “المجهودات المبذولة في الصحراء كبيرة مقارنة بباقي المدن، حيث توجد امتيازات كبيرة في الأقاليم الجنوبية على جميع المستويات، وهذا دليل على أن المملكة المغربية تسعى إلى حسم هذا الملف في القريب العاجل”.
المصدر: العمق المغربي