الزلزال يكبد المغرب 5.35% من ناتجه المحلي.. وتقرير يرصد “قصور” مواجهة الكوارث
أظهر تقرير تقييم الكوارث الطبيعية سنة 2023، أن زلزال الحوز الذي ضرب المغرب قبل سنة تسبب في خسائر اقتصادية تقدر بـ 5.35% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أسفر عن وفاة 2946 شخصاً، مما يجعله واحداً من أعنف الزلازل التي ضربت المنطقة في السنوات الأخيرة.
الأرقام المعلنة من قبل معدي التقرير المذكور، جعلت المغرب حسب المصدر ذاته، في المرتبة الثانية عالميا من حيث التأثير الاقتصادي بعد ليبيا التي فقدت ما يعادل 13.55% من ناتجها المحلي الإجمالي خلال السنة الماضية.
وحسب المعطيات المذكورة، فقد شهدت عدة دول خسائر اقتصادية فادحة، فبعد المغرب وليبيا حلت مالاوي التي فقدت نسبة 3.85% من ناتجها المحلي الإجمالي، تلتها تركيا (3.75%)، وميانمار (3.60%)، وهايتي (2.07%)، ونيوزيلندا (1.89%)، وتشيلي (0.92%)، والمكسيك (0.82%)، وأخيراً إيطاليا بنسبة 0.48%.
ولم تقتصر خسائر زلزال الحوز على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدت لتشمل خسائر بشرية فادحة، إذ أودى بحياة 2,946 شخصًا. وعلى مستوى القارة الأفريقية، كانت الخسائر البشرية نتيجة الكوارث الطبيعية مقلقة، وسجلت القارة 21,304 حالة وفاة في عام 2023، أي ما يعادل 24.64% من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الكوارث، مع تسجيل ثمانية من أخطر أحداث الكوارث في العالم داخل القارة.
وأفصحت المعطيات، أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تأثرًا بالكوارث، حيث شهدت 25 كارثة، مع 50,840 وفاة و681.6 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية المباشرة، فيما جاءت الصين في المرتبة الثانية، حيث شهدت 17 كارثة، مع 386 وفاة و295.5 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية المباشرة، ثم تركيا هي الدولة الثالثة الأكثر تأثرًا، حيث شهدت 8 كوارث، مع 50,840 وفاة و340.25 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية المباشرة.
وأوضح التقرير انخفاض وتيرة الكوارث الطبيعية العالمية بنسبة 3% سنة 2023 مقارنة بمتوسط الثلاثين عامًا الماضية، لكن عدد الوفيات زاد بنسبة 73%، وانخفض عدد السكان المتأثرين بنسبة 53%، وزادت الخسائر الاقتصادية المباشرة بنسبة 32%.
وحسب المصدر ذاته، فقد تصدرت الفيضانات مشهد الكوارث الطبيعية، حيث حدثت 152 حالة، مما يمثل 47% من إجمالي عدد الكوارث الطبيعية، وقد أسفرت الفيضانات عن 7,763 حالة وفاة وأثرت على أزيد من 32 مليون شخص.
وتسببت العواصف في أكبر الخسائر الاقتصادية المباشرة سنة 2023، حيث بلغت 100,8 مليار دولار أمريكي، أي 50% من إجمالي الخسائر الاقتصادية المباشرة، كما أدت الزلازل إلى زيادة عدد الوفيات، ببلوغها 62,451، بزيادة قدرها 140% مقارنة بالمتوسط السابق.
وكشف التقرير أيضا على هشاشة الدول النامية، لا سيما في آسيا، في مواجهة الكوارث المتزايدة، حيث أن ارتفاع عدد الوفيات والخسائر الاقتصادية يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز قدرة هذه الدول على الصمود.
ودعت الوثيقة إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر والبنية التحتية المستدامة، وزيادة الوعي بالمخاطر، من أجل تقليل الآثار المدمرة لهذه الكوارث، مؤكدا على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
المصدر: العمق المغربي