الزعيمي تقدم “الفيشطة” برمضان

تطل الممثلة المغربية مريم الزعيمي على محبيها خلال الموسم الرمضاني الجاري عبر بوابة المسرح، تزامنا مع التفاعل الذي تحققه بمشاركتها في المسلسل الدرامي الجديد “الدم المشروك”، الذي يعرض يوميا عبر القناة الثانية وتجسد فيه دورا جديدا عما قدمته في أعمالها السابقة.
وتستعد الزعيمي للقيام بجولة رمضانية رفقة فرقة آرتيليلي للفنون، إذ ستقدم الفرقة عملها المسرحي “الفيشطة”، الذي حظي بإشادة واسعة منذ بداية عروضه في مختلف المدن المغربية، خاصة أنه يجمع بين قوة التشخيص والاستعراض الموسيقي ليقدم للجمهور طبقا مسرحيا بنكهة مختلفة عما هو نمطي.
تحكي المسرحية قصة الباشا “المتغطرس”، الذي اصطدم بقبيلة تعرف بجرأتها في انتقاده، إلى حين اجتماع رجال القبيلة وتعيين امرأتين هما “حادة” و”زروالة”، تجسد دوريهما كل من مريم الزعيمي والسعدية لديب، بهدف تخليص رجال القبيلة من السجن وفضح ظلم الباشا.
ينهل هذا العمل من التراث المغربي، خصوصا فن العيطة، لكن بسمات معاصرة جديدة تمزج بين أصالة هذا الفن وجماليات مسرحية متنوعة لتجيب على انتظارات الجمهور الحالي، وتحرص على المحافظة على واحد من مكونات هويته الثقافية حيث تمتع الزعيمي ولديب الجمهور بأهازيج شعبية مغربية تجعله يتفاعل بشكل مباشر معهما.
كما تستعد الممثلة مريم الزعيمي لتقديم مسرحية “فوضى” بمجموعة من القاعات والمسارح المغربية، ترتدي خلالها قبعة الإخراج المسرحي كتجربة جديدة أولى في مشوارها الفني الذي يمتد لسنوات طويلة.
وتقدم مسرحية “فوضى” رؤية نقدية للعالم المعاصر، حيث تتشابك الفوضى الشخصية والاجتماعية والنفسية مع وسائل الاتصال لتخلق علاقات هشة وضعيفة، من خلال قصتي زواج مختلفتين، يتم عرض التأثير المدمر للعوامل الخارجية على الزواج، سواء كان ذلك في شكل طمع مادي أو إدمان وهروب من المسؤوليات.
وتعكس شخصيات هذه المسرحية فلسفة “الطمع” و”الاستغلال”، و”السلطة”، و”التبعية العاطفية”، وتتجلى الفوضى في الانهيار الأخلاقي والاعتماد على الآخر بشكل مفرط، سواء في الجانب المادي أو العاطفي، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية الأفراد في بناء واستمرار العلاقات.
وتستعرض مسرحية “فوضى” جوانب معقدة من الحياة الزوجية الحديثة وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، كما تعكس فلسفة الفوضى التي أصبحت تحكم العلاقات الإنسانية في العصر الحديث بشكل عام، ويمكن اعتبار وجود الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي تجسيدا للفوضى الفكرية والانفصال النفسي بين الأزواج، حيث تُعرض أسئلة حول معنى التواصل الحقيقي وحول مدى تأثر القرارات الشخصية والعلاقات بالعوامل الخارجية.
كما أن المسرحية تسلط الضوء على الصراعات الطبقية بين الزوجين، وتفضح التفاوتات الاجتماعية التي تزيد من حدة الفوضى في العلاقات، وتبرز دور المجتمع في توجيه الأحكام وإملاء التوقعات.
المصدر: هسبريس