على بُعد أشهر قليلة من احتضان المغرب لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، تتجه الأنظار إلى وليد الركراكي، ربان سفينة “أسود الأطلس”، الذي يدخل البطولة المقبلة محمّلا بأرقام وإنجازات غير مسبوقة في تاريخ الكرة الوطنية.
ثلاث سنوات بعد تعيينه ناخبا وطنيا، نجح الركراكي في تحقيق طفرة نوعية على مستوى النتائج، الأداء، والتصنيفات، واضعا المنتخب المغربي في مصاف كبار القارة والعالم. فهل تكون “كان المغرب” فرصة لترجمة هذه الإنجازات إلى لقب طال انتظاره؟
ومنذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، عرف أداء “أسود الأطلس” تحسنا ملحوظا على مستوى النتائج والانضباط التكتيكي، بالأداء والنتائج والأرقام. ففي تصفيات كأس أمم إفريقيا، وقع المغرب تحت قيادته على أقوى هجوم في القارة، مسجلا 26 هدفا خلال دور المجموعات، بفوز كبير على ليسوتو (70) وجمهورية إفريقيا الوسطى (50) وغيرها، محققا العلامة الكاملة في 6 مباريات ومتربعًا على صدارة مجموعته بـ18 نقطة.
في تصفيات كأس العالم 2026، واصل المنتخب تألقه واحتلاله للمركز الأول في مجموعته، محققًا 5 انتصارات من أصل 5 مباريات، مع فارق تهديفي واضح بلغ 14 هدفًا مقابل هدفين فقط، ليؤكد مرة أخرى أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو التواجد مجددًا في المحفل العالمي.
ويبقى الإنجاز الأبرز في مسيرة الركراكي هو قيادته المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم “قطر 2022″، كأول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى هذا الدور، محققًا رقمًا غير مسبوق على الصعيد القاري بجمع 7 نقاط في دور المجموعات، متفوقًا بذلك على أفضل سجل إفريقي سابق كان باسم نيجيريا (6 نقاط في مونديالي 1994 و1998).
الأرقام الفردية للركراكي تؤكد تميزه، حيث قاد المنتخب في 37 مباراة، حقق خلالها 26 فوزًا، بنسبة انتصار بلغت 70%، مع أقوى معدل تهديفي في تاريخ المدربين المغاربة (هدفان في كل مباراة)، إضافة إلى خط هجوم سجّل 74 هدفًا، مقابل استقبال شباك الأسود لـ17 فقط. كما عادل الرقم القياسي الإفريقي في عدد الانتصارات المتتالية برصيد 12 فوزًا، متساويًا مع منتخب الجزائر.
ولم تقتصر بصمة الركراكي على المنتخب الأول، بل امتدت إلى المنتخب الأولمبي من موقعه كمدير تقني، حيث ساهم في تحقيق إنجاز تاريخي آخر، هو التتويج بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، كأول ميدالية مغربية في الرياضات الجماعية على الإطلاق في الألعاب الأولمبية.
ثلاث سنوات من العمل، كانت كافية ليعيد الركراكي الثقة في الكرة المغربية، ويضعها في واجهة المشهد القاري والدولي. وبين كل هذه الأرقام والتتويجات، تترقب الجماهير المغربية بشغف ما سيقدمه “الأسود” فوق أرضهم في كأس أمم إفريقيا المقبلة، فالتحدي اليوم لم يعد إثبات الذات، بل رفع الكأس.
المصدر: العمق المغربي