“الركراكية” تستضيف قيادات صوفية إفريقية
بعد أيام قليلة، من المرتقب أن يكون أهل التصوف بالمغرب على موعد مع نسخة جديدة من الموسم الديني للزاوية الركراكية، إذ ستنطلق فعالياته ابتداء من الـ26 من الشهر الجاري، على أن يستمر إلى غاية بداية شهر يونيو المقبل، امتدادا لما هو متعارف عليه سنويا.
ومن المنتظر أن تحضر السلطة فعاليات الموسم المذكور، حيث سيتم افتتاحه بقيادة أقرمود بحضور عامل إقليم الصويرة، على أن يصل الحاجب الملكي مرفوقا بالعامل إلى مدينة الصويرة يوم الثامن من ماي المقبل لتسليم الهبة الملكية المرصودة للطائفة الركراكية والتي ظلت تقليدا سائرا منذ عهد الحسن الثاني.
وعلى مدى ما يصل إلى 40 يوما، ستكون عدد من القيادات والجماعات الترابية بإقليم الصويرة على موعد مع فعاليات الموسم الذي ستحضره كذلك فعاليات صوفية من الساحل الإفريقي؛ بما فيها دول النيجر والسينغال ومالي، إذ ستمثل هذه الفعاليات الزوايا النشيطة ببلادها، على أن تكون الزاوية المُريدية بالسينغال ضيفة الشرف.
وفي هذا الصدد، قال عبد العزيز المقدم، نقيب زوايا ركراكة بالمغرب، إن “تنظيم النسخة الجديدة من الموسم يأتي في إطار المناخ الصحي الذي توفره المملكة المعروف عنها أساسا نموذجها الديني القائم على الوسطية والاعتدال والمشجع على الحوار والانفتاح على المعتقدات الأخرى”.
وأضاف المقدم، في تصريح لهسبريس، أن “الزوايا الصوفية جد مهمة بالمملكة باعتبارها تساهم في الحد من الأفكار المتطرفة والتي لا تستقيم مع التوجه الروحي للمملكة، إذ لم يثبت أن خريجي هذه الزوايا انخرطوا في حمل أفكار ذات طبيعة خطيرة أو أي شيء من هذا القبيل”.
وزاد المتحدث ذاته: “لقد انخرطنا، منذ سنة 2016، في الانفتاح على العمق الإفريقي للمملكة. وعملنا على تكريس النظرة المغربية لدول الجوار، خصوصا منطقة الساحل؛ فقد استقطبنا عددا من المتمدرسين ضمن المدارس العتيقة التابعة للزاوية الركراكية، في وقت انفتحنا على الشخصيات الإفريقية التي تحمل همّ التصوف والفكر الديني الوسطي والسمح”.
وعاد نقيب زوايا ركراكة بالمغرب للتأكيد على أن “الزوايا مطالبة بدعم الجهود الدبلوماسية للبلاد في المجال الروحي، حيث يتضح أنها أدركت ذلك بالفعل من خلال التزامها بالدفاع عن الثوابت الوطنية؛ بما فيها الشق الديني والشق المرتبط بالوحدة الترابية للمملكة”.
وبخصوص توقيت إقامة الموسم، لفت المقدم إلى أن “ذلك راجع إلى تقليد قديم كان يتعلق بتفقد المناطق التي كانت خاضعة معنويا لنفوذ الزاوية ومدى التزامها بالتوجه العام فيما يخص الدفاع عن التراب الوطني، فضلا عن التأكد من التزامها المستمر بالعقيدة الدينية”.
كما بيّن أن “السلطة المغربية تقوم سنويا بدعم الموسم عن طريق هبة ملكية دأبت على تسلمها منذ عهد الحسن الثاني، إلى جانب أن عامل صاحب الجلالة هو المكلف بافتتاح فعاليات هذ النشاط كل سنة، مساهمة منها في استمراره بشكل منتظم، إذ يعود في الأساس إلى قرون خلت”.
وأكد المسؤول سالف الذكر على ضرورة “توجه الدولة، من خلال مصالحها بوزارة الثقافة، إلى تسجيل هذا النشاط ضمن قوائم الإيسيسكو أو اليونيسكو، حيث يظل نشاطا ذا خصوصية، وهنالك مواسم مشابهة له بدول الجوار، بما فيها الجزائر، تحمل الاسم نفسه. وسيكون من اللازم تسجيله بصيغته المغربية كاحتياط حتى لا ندخل مجددا في نقاشات نحن في غنى عنها”.
المصدر: هسبريس