الأحد 28 شتنبر 2025 11:08
أعلنت قيادة حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي عن تعليق مشاركتها في المشاورات الخاصة بالانتخابات التشريعية المقبلة مع وزارة الداخلية، وذلك عقب المنع الذي طال الاحتجاجات التي شهدتها مدن مغربية عدة مساء السبت.
وخرج المكتب السياسي للحزب ليعلن في بيان له تعليق مشاركته في جميع المشاورات والنقاشات المتعلقة بالانتخابات التشريعية مع وزارة الداخلية، إلى حين توفير مناخ سياسي سليم يضمن احترام الحريات وحقوق الإنسان.
وسجل حزب “الرسالة”، وفق البيان نفسه، أنه في ظل هذه الأجواء المشحونة التي تمر بها البلاد، وأمام المقاربة الأمنية الصارمة التي تعاملت بها السلطات مع مطالب المحتجين، “فإننا نعتبر أن أي حوار أو تشاور حول مستقبل العملية الانتخابية في البلاد يفقد كل معناه ومصداقيته في الوقت الذي تنتهك فيه الحقوق الأساسية للمواطنين، وفي مقدمتها الحق في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي. فلا يمكن بناء ديمقراطية حقيقية على أنقاض حقوق الإنسان وتكميم أفواه المطالبين بها”.
وأعرب رفاق عبد السلام العزيز وهم يبررون تعليقهم المشاركة في هذه المشاورات عن أملهم بأن تكون هذه الأخيرة “فرصة لتوفير ضمانات حقيقية لنزاهة العملية الانتخابية، وخطوة نحو إعادة بناء الثقة المفقودة بين المواطن والمؤسسات، لكن المقاربة القمعية للدولة كشفت مرة أخرى عن غياب الإرادة السياسية لأي إصلاح، وعن إصرارها على مواجهة الحركات الاجتماعية بمنطق أمني عقيم لن يؤدي إلا إلى المزيد من الاحتقان والتوتر”.
وأكد المكتب السياسي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي أن “من أولى مسؤولياتنا اليوم، الدفاع عن شبابنا وحقهم في التعبير، والنضال من أجل مغرب تسوده العدالة والكرامة، وليس التسابق نحو مقاعد برلمانية في ظل واقع سياسي واجتماعي مقلق”.
وذكر الحزب أنه تابع “بأسف وغضب شديدين القمع الممنهج والعنف غير المبرر الذي وُوجهت به المسيرات والوقفات الاحتجاجية السلمية التي نظمها شبابنا في مختلف مدن المغرب”، مضيفا: “لقد تحولت الشوارع، أمام أعيننا، إلى ساحات للمطاردة والرفس والاعتقال، وتم الرد على حناجر الشباب التي تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بالهراوات والقوة المفرطة، كما تم اعتقال العديد من مناضلي الحزب وشبيبته، منهم الكاتب الوطني لشبيبة الحزب وعضو المكتب السياسي وأعضاء من المكتب الوطني للشبيبة ومناضلون بفروع الحزب”.
وأكد الحزب أن يده “ستبقى ممدودة للحوار الجاد والمسؤول الذي يفضي إلى تغيير حقيقي، لكننا نرفض أن نكون شهود زور على مسرحية سياسية تتجاهل أنين وآلام شبابنا في الشوارع”.
المصدر: هسبريس