الدولي المغربي ريتشاردسون ينسج مسيرة كروية على إيقاع عمالقة السلة اليوم 24
بدلاً من السير على خطى والده لاعب فريق « كل النجوم » أربع مرات في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، فضّل أمير ريتشاردسون كرة القدم، حيث بدأ بنسج مسيرة أوصلته إلى الدوري الفرنسي واختيار تمثيل منتخب المغرب.
بعد أن أعاره رينس الموسم الماضي إلى لوهافر، حيث خاض 34 مباراة مسجلاً ثلاثة أهداف محرزاً لقب دوري الدرجة الثانية، عاد أمير إلى الفريق الذي يحتل مركزاً في وسط ترتيب « ليغ 1 ».
وحمل ألوانه في موسمه الأول ضمن الدرجة الاولى في 21 مباراة، فسجّل حتى الآن ثلاثة أهداف وتمريرة حاسمة.
وقال مدرّبه البلجيكي الشاب ويل ستيل مطلع الموسم « تابعناه عن قرب الموسم الماضي، وكنا نعرف ماذا ينتظرنا. لم يخيّب أملنا لكننا لم نستقدمه ليكون فوراً لاعباً أساسياً بدون منازع ».
من خلال النظر إلى بنيته الجسدية الضخمة (1.95 م)، يبدو طبيعياً ان يكون والده لاعب كرة سلة، لكن مايكل راي ريتشاردسون (68 عاماً) لم يكن لاعباً عادياً في دوري « أن بي ايه ».
وحمل ألوان نيويورك نيكس، غولدن ستايت ووريرز ونيوجيرزي نتس، وخاض في تلك الفترة مباراة كل النجوم (أول ستار) أربع مرات بين 1980 و1985. كان أيضاً أفضل سارق كرات في الدوري ثلاث مرات وافضل ممرّر في موسم 1980.
قدماه أفضل من يديه
يروي والده الذي أوقِف عن اللعب مدى الحياة في « أن بي ايه » لمخالفة قواعد المنشطات ثلاث مرات، ما أجبره على الانتقال إلى أوروبا، قبل أن يسمح له باللعب مجدداً في الدوري الأميركي « بسرعة، تبيّن انه أفضل بقدميه من يديه! ».
ووُلد مايكل أمير جونيور عام 2002 لوالدة فرنسيةمغربية في مدينة نيس جنوب فرنسا، حيث كان والده ينهي مسيرته الاحترافية كلاعب بعمر السادسة والاربعين بعد أن أحرز لقب الدوري عام 1995 مع أنتيب.
وحثّت الوالدة أمير على ممارسة كرة القدم. قال اللاعب الفارع الطول « أحببت ذلك فوراً، وبما انني كنت أملك إمكانات عادية لم أتردد بشأن كرة السلة ».
وتابع اللاعب الذي يشبه ببنيته الجسدية الهولندي كودي خاكبو لاعب وسط ليفربول الإنكليزي « ساعدني والدي كثيراً، ذهنياً، لأنه يعرف المهنة الرياضية على المستوى العالي. هذا عامل مساعد ».
وعلّق مدربه البلجيكي ستيل مطلع الموسم، مازحاً حيال طوله الفارع « في الوقت الحالي يبدو مثل حبة بطاطا مقلية طويلة وطريّة قليلاً. يجب أن يطوّر قوّته البدنية وهو يدرك ذلك. يتميّز من الناحية التقنية، نوعية التمرير والحركة الأولى ».
وبعد مروحة واسعة من الخيارات الدولية، حيث كان بمقدوره تمثيل منتخبات فرنسا، الولايات المتحدة والمغرب، اختار الاخير واحرز معه كأس أمم إفريقيا تحت 23 سنة الصيف الماضي في المغرب.
واستهلّ اللاعب الذي حمل سابقاً الوان منتخب فرنسا تحت 20 سنة، مشواره مع منتخب « أسود الأطلس » في أيلول/سبتمبر الماضي وشارك حتى الآن ثلاث مرات في تشكيلة المدرب وليد ركراكي التي تخوض العام المقبل كأس أمم إفريقيا للكبار على أرضها.
واستدعي لخوض كأس أمم إفريقيا الأخيرة في ساحل العاج، لكنه بقي بديلاً في المشوار المخيب الذي انتهى في ثمن النهائي، وذلك بعد الانجاز التاريخي للمغرب في مونديال قطر 2022 عندما اصبح اول منتخب عربي وافريقي يبلغ نصف النهائي.
المصدر: اليوم 24