أعلن الدكتور المغربي يوسف العزوزي، اختصاصي أمراض الدماغ والأعصاب، أنه سجل اختراعا جديد عبارة عن جهاز هو الأول من نوعه الذي يصفي الدم من داخل الأوعية الدموية، مشيرا إلى أن الجهاز الذي ثبتت علميا فعاليته “يستطيع توجيه الخلايا الالتهابية أو بعض الكريات البيضاء”؛ ما سيجعله يساهم في علاج الملايين من الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة، وفي عمليات زراعة الأعضاء “دون خوف من رفض العضو الجديد”.
العزوزي كتب، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن هذا الجهاز “سيساهم، بإذن الله، في علاج عشرات الملايين من الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والعدوى المزمنة في وحدات الإنعاش بسبب عدم فعالية المضادات الحيوية”. كما “سيساعد في عمليات زراعة الأعضاء بدون خوف من رفض العضو الجديد”.
وكان الدكتور المغربي، الذي حاز لقب أفضل مخترع بالعالم العربي في مسابقة “نجوم العلوم” في دورتها الحادية عشرة بقطر، سنة 2019، قد أوضح أن شركته “أورتو ميديكال” تسعى إلى اختراع جهاز للوقاية من الالتهاب المزمن الذي يؤدي إلى رفض الأعضاء الجديدة في جسم الإنسان”.
وأوضح المخترع نفسه أن “ميكانيزمية الاختراع تتعلق بتغيير توجيه الخلايا الالتهابية التي تجري في الدم حتى لا تذهب إلى العروق (الأوعية الدموية) التي تغذي الأعضاء الجدية التي أتت من الحيوان، حتى لا يكون ثمة رفض لها”، بتعبيره.
وأفاد الدكتور المغربي بنجاح تجربة علمية على خنزير لاختبار فعالية الجهاز، أجريت في مختبر أمريكي. وقال إنه “بعد ثلاث سنوات (على بداية اشتغال شركته على المشروع) من العمل الجاد والتصميم والتصنيع، انتهت التجربة بنتائج إيجابية، إذ من خلال القياسات الضغطية التي جرت على الحيوان وأيضا الملاحظات المجهرية للأوعية وللجهاز، تبين أن الأخير لم تكن لديه أية تأثيرات سلبية على الحيوان”.
أكثر من ذلك، تابع العزوزي، في فيديو وثق رحلته إلى الولايات المتحدة لتثبيت وتسجيل الاختراع، “أظهرت التجربة أن الجهاز تمكن من توجيه الخلايا المناعية من الساق اليسرى إلى الساق اليمنى”، مشددا على أن “هذا أول جهاز يتحكم في توجيه الخلايا من داخل العرق (الوعاء) نفسه. هذا كله فضل من الله”.
وقامت التجربة التي خضع لها الخنزير (يزن 75 كيلوغراما) على حقن فخذيه الأيمن والأيسر من أجل “إحداث الالتهاب، وبعد ذلك وضع الجهاز”، وفق الدكتور المغربي الذي أوضح أن دور الجهاز كان يتمثل في تحويل الكريات التي تسبب الالتهاب إلى “جهة واحدة فقط بحيث تتركز فيها بشكل كبير مقارنة بالجهة الأخرى؛ وذلك حتى يتبين تحكم الجهاز فعليا في ممرات الكريات البيضاء التي تجري في الدم”.
وأضاف المصدر نفسه: “بعد أخذ عينات من كلتا الرجلين قبل الجهاز، وبعد عمله يجب أن نجد أن عروق أحد الرِجلين ينخفض بها عدد الكريات البيضاء”؛ وهو ما أثبتته التجربة العلمية لاحقا.
وأفاد العزوزي بأن مشروع الجهاز كلف، حتى مارس 2025، تاريخ انطلاق رحلته صوب أمريكا، 250 ألف دولار فضلا عن الجهد والوقت، مشيرا إلى أن “كافة هذه الإمكانيات وفّرها محسنون، ولم تساهم بها أية جهة أو مؤسسة عمومية”.
المصدر: هسبريس