أكد أحد المؤسسين والقادة البارزين سابقا بجبهة البوليساريو، البشير الدخيل، أن اعتماد الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية يعد الحل الأنجع للقضية الوطنية وأن الجزائر تستغل قضية الصحراويين لتصفية صراعاتها الجيوسياسية، مبرزا أن 71% من الصحراويين يعيشون في الأقاليم الجنوبية ومندمجون في مؤسسات الدولة المغربية.

جاء ذلك خلال مشاركته في مائدة مستديرة خلال مائدة مستديرة من تنظيم مؤسسة علي يعته، حول موضوع “الوحدة الترابية المغربية ومقترح الحكم الذاتي كآلية للحل النهائي”.

واعتبر رئيس منتدى البدائل للدراسات الصحراوية أن “الحل الحقيقي لقضية الصحراء المغربية لا يكمن في الشعارات فقط، بل في بناء مواطن فاعل ومسؤول وأن الحكم الذاتي لن يكون ذا جدوى دون الاستثمار في البشر، أي في المواطن القادر على التسيير والبناء”.

ولفت الدخيل أن “الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الجزائر هو تجميع أفراد من جنسيات مختلفة من مالي وموريتانيا وتندوف وقبائل متفرقة ومنحهم صفة شعب واحد تحت مسمى الجمهورية العربية الصحراوية”، مشددا على أن “الجزائر لا تؤمن بقيام دولة صحراوية بقدر ما تؤجج صراعا استراتيجيا تستخدم فيه الصحراويين كورقة ضغط لا أكثر لتصفية صراعها الجيوسياسي مع المغرب”.

وذكر المتحدث ذاته بأن آخر إحصاء للأمم المتحدة في سنة 1988 أظهر أن 71% من الصحراويين يعيشون في الأقاليم الجنوبية بالمغرب ويشاركون في الانتخابات وينخرطون في الأحزاب السياسية، داعيا لأن “يراعي أي حل هذه الأغلبية، لا أن يُختزل في رأي جبهة لا تمثل إلا أقلية صغيرة”.

وقال المتحدث ذاته بهذا الخصوص: “المقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي يتضمن 35 نقطة، موجه إلى جميع الصحراويين داخل الوطن وخارجه، وليس فقط إلى البوليساريو وأي قراءة تُقصي هذه الأغلبية هي قراءة مغلوطة وخطأ فادح”، مشددا على أن “ملف الصحراء ملف شائك وصعب، ولا يمكن حله بالدعاية، وعلى كل البلدان أن تتحمل مسؤوليتها فيه لإيجاد مخرج يخدم مصالح الجميع ويخدم المنطقة قاطبة”.

وأضاف: “لا وجود لأي حل سحري ما لم يتأسس على مواطنة قانونية وحديثة، تُفعّل مبدأ خضوع الجميع للقانون، دون استثناء ولا امتياز وأي صيغة، سواء كانت حكمًا ذاتيًا أو جهوية موسعة أو حتى فيدرالية، ستظل بلا قيمة إذا لم يكن الأساس هو المواطن”.

ودعا أحد مؤسسي جبهة البوليساريو الانفصالية إلى “عدم الخلط بين الصحراوي والانفصالي وأن الصحراء هي عبارة عن أرض وكل من يعيش فيها صحراوي، وهذه الصحراء هي صحراء مغربية تاريخياً”، وفق تعبيره.

وبخصوص مبادرة الحكم الذاتي، قال الدخيل: “أي دولة ديمقراطية في العالم يوجد بها حكم ذاتي مثل إسبانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والهدف من هذا النوع من الأنظمة هو تحقيق اللامركزية والاعتراف بالتنوع والخصوصيات المحلية لكل منطقة”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.