الخلاف حول فيلا المقاوم “أيت سعيد”.. جماعة البيضاء تبرر قرار عرضها في المزاد (فيديو)

كشف مجلس جماعة الدار البيضاء عن حقيقة الإجراءات الإدارية التي دفعته إلى وضع عقار موهوب من الملك الراحل محمد الخامس في المزايدات العلنية، بعد أن خرجت أسرة الكولونيل بن حمو آيت سعيد، قائد جيش التحرير المغربي في الصحراء الجنوبية، إلى وسائل الإعلام تستنكر القرار.

وقال الحسين نصر الله، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالممتلكات، إن “العقار موضوع النقاش قرر المجلس إحالته على المزايدات العلنية، نظرًا لكونه في حيازة جماعة الدار البيضاء وتعود ملكيته إلى المجلس”، مشيرًا إلى أنه “لا وجود لأي وثيقة، إلى حدود الساعة، تثبت أن العقار كان موضوع هبة ملكية”.

وأضاف نصر الله، في تصريح لجريدة “العمق”، أن “هذه الخطوة التي اتخذها المجلس ترتبط بملكيته، غير أنه من خلال بعض الصحف، تبيّن أن هذا العقار كان موضوع هبة ملكية من المغفور له محمد الخامس لفائدة المقاوم بن حمو رحمه الله”، مضيفًا: “نحن، كمسؤولين عن الشأن المحلي في الدار البيضاء، ليست لدينا أي وثيقة تؤكد ذلك”.

وأوضح المتحدث ذاته أنه “إذا لم تتمكن أسرة المقاوم بن حمو من تقديم وثيقة تثبت أن العقار موضوع هبة ملكية، فإن الجماعة ستنفذ مقرراتها بخصوص وضع المبنى رهن التصفية العلنية”، مشددا على أن “الجماعة تحتاج إلى وثيقة تثبت أن جلالة الملك المغفور له محمد الخامس قد وهب هذا العقار لأسرة المقاوم بن حمو”.

وأردف أيضًا أن “مجلس جماعة الدار البيضاء لم يكن يعلم أن عقار المقاوم هو موضوع هبة ملكية، لأن الجماعة لا تتوفر على أي وثيقة تثبت ذلك، وفقط وسائل الإعلام هي التي تداولت هذا الخبر، ونحن ننتظر من الأسرة المعنية الإدلاء بالوثائق المطلوبة”.

وتابع قائلًا: “هذا خطأ ارتكبته المجالس السابقة التي لم تحرك هذه الملفات، ونحن نعمل على إيجاد الصيغ المناسبة دون إلحاق الضرر بأي كان. هناك عقارات تصل قيمتها إلى 18 مليار سنتيم تُستغل دون موجب حق”.

وسبق أن تقدمت أسرة المقاوم بن حمو بتظلم إلى الملك محمد السادس، تطالب بإيقاف إجراءات تفويت السكن الذي تقيم فيه الأسرة منذ عام 1956 في شارع الناظور بالدار البيضاء، والذي كان قد وهبه الملك محمد الخامس لزوجها المرحوم محمد بن حمو آيت سعيد، قائد جيش التحرير في الصحراء المغربية، تقديرًا لخدماته.

وأكدت الأسرة أن الملك الحسن الثاني أمر في 1994 بإصلاح السكن وترميمه، وأن الملك محمد السادس كان قد زكى هذا القرار في آخر لقاء مع المرحوم.

وأوضحت أسرة المقاوم بن حمو أنها فوجئت مؤخرا بقرار المجلس الجماعي في الدار البيضاء عرض السكن الذي تقيم فيه الأسرة للبيع بالمزاد العلني، رغم تعليمات الملكية السامية التي كانت قد صدرت بتخصيصه لهم.

وفي 19 أكتوبر 2024، حضرت لجنة من الجماعة الحضرية للمعاينة والإجراءات القانونية لإفراغهم من السكن، مما دفع الأسرة إلى التوجه إلى الملك محمد السادس لطلب التدخل وإنقاذهم من هذا الموقف، معتبرة أن هذا القرار ينتهك الهبة الملكية التي مُنحت لزوجها المرحوم محمد بن حمو آيت سعيد.

وطالبت الأسرة بتوجيه تعليمات للمجلس الجماعي بإيقاف إجراءات البيع، حفاظا على حقها في السكن الموهوب لهم من الملك الراحل محمد الخامس.

وجاء أيضًا في التظلم: “رجائي فيكم، يا مولاي، أن تعيدوا لنا الثقة، نحن خدام أعتابكم الشريفة، بتسوية الوضعية القانونية لمسكننا الذي لا نملك سواه، وذلك بنقل ملكيته إلى ذوي حقوق خديمكم الوفي، المرحوم محمد بن حمو آيت سعيد، الذي حظي منكم، يا مولاي، برسالة عزاء تعبرون فيها عن صدقه ووفائه وإخلاصه للعائلة الملكية الشريفة، وللوطن، واستقلال أقاليمه”.

وسبق أن تقدمت زوجة المقاوم بن حمو، نعيمة أومغار، برسالة تعرض إلى المحافظ على الأملاك العقارية في عين الشق، الدار البيضاء، بخصوص الرسم العقاري C/27457 وC/27454، مرفقة بجميع الوثائق المطلوبة.