اخبار المغرب

الخطاب الملكي يقطع آمال مستثمري نزاع الصحراء ويؤكد على سياسة اليد الممدودة

قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عبدالفتاح الفاتيحي، إن الخطاب الملكي الذي وجهه مساء اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، يجسد استمرارية نهج سياسة الممدودة، عندما اكد الملك على أن المغرب يوفر إمكانيات الولوج إلى المحيط الأطلسي بدل الاستمرار في رهان إطالة أمد النزاع حول الصحراء المغربية.

وأوضح الفاتيحي أن الخطاب الملكي يقطع آمال الذين يعيشون على أوهام الماضي فيما يتعلق بالحصول على مكاسب جيواستراتيجية من خلال مزيد من الاستثمار في نزاع الصحراء، من خلال التاكيد على أن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية لن يخضع لأي مساومة أو مزايدة للذين يتاجرون بهذا النزاع أملا في تحقيق أهداف سياسية ضيقة.

وأشار المتحدث في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن الخطاب الملكي أعاد التأكيد على قوة التلاحم الحتمية بين الصحراء ووطنها المغرب وعلى البيعة التاريخية لأبناء هذه الأقاليم بالعرش العلوي، وينتقد في الوقت نفسه من يوظف مسارات قانونية مزعومة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، وفق تعبير الفاتيحي.

وأضاف الفاتيحي أن الخطاب جاء ليقطع الشك باليقين فيما يخص التوجه نحو إنهاء النزاع حول الصحراء بالاستناد إلى التطورات الحاصلة اليوم ومنها الدعم الدولي الكبير لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد، وأنه لن يلتفت إلى الدسائس التي يحيكها البعض عبر انحرافات قانونية. حاسما التأكيد بأن أي شراكة لن تتم على حساب رمزية السيادة الكاملة للوحدة المغربية.

وشدد الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء على أهمية هذه المناسبة التاريخية التي تمثل نقطة تحول حاسمة في استرجاع الصحراء المغربية وعودة حقوق شعبه.

وأكد على أن المسيرة الخضراء كانت “مسيرة سلمية مكنت من استرجاع الصحراء المغربية”، مشيرًا إلى أن هذه الملحمة تمثل “واقعًا ملموسًا وحقيقة لا رجعة فيها”، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال العودة إلى الوراء في ما يخص وحدة الأراضي المغربية.

وأوضح الملك محمد السادس في خطابه على “التشبث بمغربية الصحراء” و”تعلق المغاربة بمقدسات الوطن”، مشيرًا إلى العلاقة التاريخية القائمة بين سكان الصحراء وملوك المغرب، والتي تجسد التلاحم الوطني المتين. وقال إن هناك أطرافًا تطالب بتنظيم استفتاء في الصحراء المغربية، رغم أن الأمم المتحدة قد تخلت عن هذه الفكرة، وأن تطبيقها أصبح مستحيلًا.

وأضاف أن هذه الأطراف في الوقت نفسه ترفض السماح بإحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف، موجهًا انتقادًا لاذعًا لأولئك الذين يأخذونهم كرهائن في ظروف صعبة، من الذل والإهانة، و الحرمان من أبسط الحقوق.

وأشار الملك إلى محاولات البعض استغلال قضية الصحراء للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، ولكن أكد أن المغرب لا يرفض هذا التوجه، بل على العكس، فقد اقترح مبادرة دولية تهدف إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، في إطار شراكة وتعاون يخدم تحقيق التقدم المشترك لجميع شعوب المنطقة”.

وتطرق الملك محمد السادس إلى أطراف أخرى تسعى إلى استغلال قضية الصحراء لتغطية مشاكلها الداخلية الكثيرة، مؤكدًا أن هذه التصرفات لن تثني المغرب عن مواقفه الثابتة في الدفاع عن وحدته الترابية.

ويرى الملك أنه لا يمكن السماح لأي جهة بالتلاعب بالقانون لخدمة أهداف سياسية ضيقة، مشددًا على أن الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب لن تكون أبدًا على حساب سيادته الوطنية و وحدته الترابية.

ودعا الملك محمد السادس الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتوضيح الفارق الكبير بين العالم الشرعي والواقعي الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد بعيد عن التطورات الحقيقية لهذه القضية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *