الخضري يختلف مع موقف غالي من ملف الصحراء ويرفض تحميل المقاومة مسؤولية الحرب في غزة

أكد عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان والباحث في الاقتصاد السياسي، أن لا يتفق مع موقف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخصوص ملف الصحراء المغربية، رافضا تحميل المقاومة مسؤولية الحرب والإبادة التي يتعرض له الشعب الفلسطينية في غزة.
وقال الخضري، خلال حلوله ضيفا على برنامج “نبض العمق”: “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تُعتبر أكبر منظمة حقوقية في المغرب ولها وزنها وثقلها في البلاد ورأيها يحظى بالاحترام الكبير، لكن الإشكال يكمن في هذه المسألة المتعلقة بتقرير المصير، وهنا يمكن أن نتحدث عن تقرير المصير الحقوقي والمعيشي والانتخابي في أي منطقة بالمغرب، لكن عندما نربطه بالتراب الوطني، فإنه يأخذ بُعدًا آخر، مما قد يمس بمشاعر المواطنين. لأنه عندما نصل إلى هذا الموضوع”.
وأضاف: “لدينا هامش من الحرية في المغرب وهذا الهامش قد لا نجده في بعض الدول الأخرى، وكمثال على ذلك إذا ذهب شخص ما بما فيهم عزيز غالي إلى تندوف وقال إنه يؤمن بالوحدة الترابية للمغرب، فإنه قد يُعتقل وقد يتعرض للتعذيب حتى الموت”.
وزاد: “نحن في المغرب لا نعيش هذه الأوضاع، ولدينا مناضلون حتى في المناطق الصحراوية وهناك مناضلون في المركز المغربي على مستوى الأقاليم الصحراوية يقولون: “نحن نؤمن بتقرير المصير في البعد السياسي”، ولكن لا يؤثر ذلك لأن الأغلبية الساحقة، حتى على مستوى الأقاليم الصحراوية، تؤمن بضرورة احترام المشترك، وهذا المشترك السياسي هو الأرضية التي نعمل في إطارها كوطن وكثوابت سياسية عامة”.
وبخصوص الموقف المغربي من القضية الفلسطينية، قال الخضري: “أما المغرب، فلديه نقطة ضعف للأسف، وهي قضية الصحراء. وبالتالي، يسعى جاهدًا لاتخاذ التدابير الدبلوماسية والسياسية الممكنة التي لا تعطي خصومه فرصة لمواجهته فيما يتعلق بوحدته الترابية، والملك محمد السادس بصفته الآن رئيس لجنة القدس يجعله يحمل هذا الهم بتوافق مع نبض الشارع المغربي”.
إلى ذلك، قلل الخضري من شأن بعض الأصوات داخل المغرب التي تلقي باللوم على المقاومة الفلسطينية وتحمّلها مسؤولية الإبادة الجماعية التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وقل: “هذه الشريحة ليست موجودة فقط في المغرب، بل تمتد إلى باقي الدول العربية، وهي فئة يمكن وصفها بالانبطاحية، التي تسعى إلى رغد العيش والسلام والاستسلام إلى حد ما. هدفها الأساسي هو الحفاظ على كراسيها ومصالحها، وحماية المنافع التي تجنيها من الوضع القائم، ولذلك تخشى فقدان هذه المصالح”.
واستطرد: “أعتقد أن نبض الشارع المغربي يقف مع القضية الفلسطينية، والأصوات التي تدعو إلى تقديم المصالح الداخلية قبل دعم غزة هي أصوات يمكن وصفها بالنشاز ولا تأثير لها إطلاقًا. وحتى وفق القواعد الديمقراطية، فإن الأغلبية العظمى في المغرب تؤمن بالقضية الفلسطينية وتعتبرها قضية أولوية.
وأكد أن “الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة هي جريمة تاريخية مستمرة بدعم وغطاء سياسي وكذلك بدعم لوجيستي وعسكري من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية”، مبرزا ان هذه الجرائم هي جرائم ضد الإنسانية على أوسع نطاق، لأن الكيان الصهيوني يستهدف، وفق تعبيره، الأجيال الصاعدة، لأنه غير قادر على الانتصار على المقاومة وبالتالي، يستهدف الأجيال الصاعدة لكبح جماح شعب لديه إرادة ورغبة في أرضه ووطنه وكيانه”.
ويرى الخضري أن “هذه الإبادة تُعد وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وتتحمل الأمم والشعوب والدول العربية تحديدًا المسؤولية في هذا الأمر”، ملفتا أن “بعض الدول تعبر عن إدانتها لهذه الجرائم بشكل صوري، بينما في الجوهر تسير في مسارات تطبيع وتعاون مع الكيان الصهيوني”، مضيفا: “إذا اختارت هذه الدول نهج المقاطعة على المستوى السياسي، فسيكون لذلك تأثير. ولكن للأسف، الأنظمة العربية متورطة مع هذا الكيان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.
المصدر: العمق المغربي