الحقاوي: الحداثيون إقصائيون ويحلمون بمستقبل يموت فيه الإسلام وما قاله عصيد خطير
قالت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية سابقا، إن من يدعون بـ”الحداثيين” يرفضون كل من لا يتماشى معهم ومع اختياراتهم والتوجه الذي يريدون أن يذهبوا بالمجتمع المغربي نحوه، مشيرة إلى أنهم يستمدون قوتهم وتمويلهم من الخارج.
وأضافت الحقاوي، خلال حلولها ضيفة على برنامج “زاوية أخرى” الذي يقدمه الزميل عبد الصمد بن عباد على قناته الرسمية عبر يوتيوب: “كنت في وقت من الأوقات أظن أن لهم تطلعات للديمقراطية والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة، لكن تبين لي من تجربتي كوزيرة أنهم يرفضون من لا يوافقهم في الذهاب على خطى الغرب الذي كسدت تجارته والسير بالمجتمع المغربي نحو نموذج فاسد للمجتمع”.
وتابعت: منهم من “استُقطبوا للاشتغال لصالح منظمات دولية لأجل إعداد التقارير، ومنهم من يشتغلون في الماء العكر، ومنهم من يحلمون بمستقبل إن شاء الله لن يكون له أي وجود، كيان يموت فيه الإسلام، ويُؤمن فيه بالمثلية والعلاقات الرضائية، وبمجتمع الإنسان الشبيه بالحيوان”.
وشددت على أنهم يذهبون إلى التماهي الأيديولوجي مع الغرب، وأن هناك من ينظر دائما إلى النموذج الغربي على أنه النموذج المتقدم والحداثي، وبأننا في حاجة لآلاف السنين حتى نصل إلى ذلك النموذج، مشيرة إلى أن هذا النموذج هو نموذج الأسرة المنهارة والمجتمع الفاسد.
وأكدت على ضرورة تحديد المنطلقات والغايات التي ينبغي الوصول إليها في تعديل مدونة الأسرة، موضحة أن هناك من يريد أن يذهب بالمجتمع إلى الوضع الذي “نضع فيه أبناءنا في أماكن خاصة بالأطفال دون عطف ولا حنان ولا تربية أسرية، ويذهب فيه الآباء إلى دور رعاية المسنين”.
ونبهت إلى خطورة ما ذهب إليه أحمد عصيد “بقوله إن إمارة المؤمنين ترعى العلمانية”، منتقدة إياه بشأن حديثه عن أن المرجعية الأمازيغية أكثر أصالة من المرجعية الإسلامية، مشيرة إلى أن المرجعية الأمازيغية هي جزء من الكيان الإسلامي في المغرب، وأن الثقافة الأمازيغية متماهية مع المرجعية الإسلامية في جميع مناطق المغرب.
وأشارت إلى أن قوة ما يصطلح عليهم بالحداثيين تأتي من الغرب ومن أيديولوجيتهم ومن سعيهم للاستمرار في هذه المعركة، وأن منهم من يحاولون الوصول إلى السلطة، مشيرة إلى أن “البعض يحاولون تجريدنا من كل ما نؤمن به مما يشكل هويتنا وما هو نابع من تاريخنا العريق والحضاري”.
في الوقت الذي اختلطت فيه على بعض الأطراف الأوراق ويميلون إلى التعبير بتعبيرات مستفزة، تفاعل الإسلاميون مع التعديلات المرتبطة بمدونة الأسرة، مشيرة إلى أن “هناك كثيرا من التفهم والتعبير عن الآراء بالشكل الودي”.
وأوضحت أن الحركات الإسلامية في المغرب متعاونة وغير صدامية ولا تبحث عن مساحات للاصطدام، بل تبحث عن مساحات للتوافق والتفاهم والتعاون، ولها هاجس واحد هو الدفاع عن الإسلام، وعن الشريعة الإسلامية، وعن المرجعية الإسلامية، وعن الوطن، وعن النظام الملكي بمرجعيته الإسلامية.
ولفتت إلى أن الحركة الإسلامية كانت ضرورية للمجتمع المغربي لأنها جاءت لتنشر الوعي بالإسلام، وتخلق نوعا من التوازن مع حركات أخرى.
وأوضحت الحقاوي أن العلماء في المغرب يفضلون عدم الانخراط في القضايا الجدلية التي تثير النقاش العام، وقالت: “السادة العلماء لديهم موقف متحفظ دائمًا لأنهم يحرصون على الحفاظ على هيبتهم، ويمتنعون عن الدخول في بوليميك قد يؤثر على صورتهم”، مضيفة أنهم قالوا كلامهم وقدموا نتائج دراساتهم وعبروا عن مواقفهم بحرص كبير.
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الأوقاف حول كون المغرب دولة علمانية، أوضحت أنه لا ينبغي الخشية منه، لأن التوفيق يعهد إلى رتق الفروقات وإرضاء الكل وممارسة سياسة رجل الدولة، مشيرة إلى أن هذه التصريحات يمكن تفسيرها بطريقتين، الأولى أن الأمر لا يعدو أن يكون فلتة لسان وهو أمر قلما يقع فيه التوفيق، أو أنها رسالة مشفرة لمن يهمه الأمر.
وأضافت الحقاوي أن العلمانية، كما نشأت في فرنسا، تعود إلى صراع تاريخي بين الكنيسة والشعب بسبب استغلال الكنيسة للسلطة والموارد، مؤكدة أن السياق المغربي مختلف تمامًا، “نحن دولة إسلامية، دستورنا ينص على أن دين المملكة هو الإسلام، والملك هو أمير المؤمنين”.
المصدر: العمق المغربي