الجيش الجزائري يستبق “الأسد الإفريقي” بإطلاق الذخيرة الحية قرب الحدود المغربية
بالذخيرة الحية أطلق الجيش الجزائري مناورات جديدة، تحديدا بالمنطقة العسكرية الثالثة والقطاع العملياتي الجنوبي، المعروفين بوجودهما ببشار وتندوف، المتاخمتين للحدود المغربية الشرقية؛ وذلك قبل أحد عشر يوما على انطلاق مناورات “الأسد الإفريقي”.
وسائل الإعلام الجزائرية تناقلت صور المناورات، التي شملت “وحدة الفرقة 40 للمشاة الميكانيكية ومختلف الوحدات العسكرية الأخرى، باستخدام مختلف الأسلحة قصيرة ومتوسطة المدى، مع استعمال الذخيرة الحية.
كما نشرت وزارة الدفاع الجزائرية معطيات حول التمرين الذي نفذته بمدينة تندوف، والذي شمل “الوحدات العضوية للواء التاسع المدرع مدعومة بالقوات البرية والجوية، وحوامات الإسناد الناري”، معتبرة في بلاغ لها أن “التمرين كان ناجحا وأبان عن استعداد وحدات الجيش في المهام القتالية”.
تأتي هاته المناورات العسكرية الجزائرية قبيل انطلاق مناورات “الأسد الإفريقي”، وحصول المغرب على أسلحة أمريكية اعتبرتها عديد من التقارير بـ”الفتاكة”؛ أبرزها صواريخ “هيماريس”، إلى جانب تزايد التنسيق العسكري الاستخباراتي بين تل أبيب والرباط.
تهديد للأمن القومي المغربي
محمد أكضيض، الخبير العسكري والاستراتيجي، قال إن “هاته المناورات تهديد أمني مباشر للسيادة والأمن القومي للمغرب، إذ تجري على تخوم الحدود الشرقية للمملكة، وهي منطقة لا تتخذها الدول المحترمة لجوار بعضها البعض من أجل إقامة مناورات عسكرية فما بالك بالذخيرة الحية”.
وأضاف أكضيض، في حديث لهسبريس، أن “الإيديولوجية الحربية التي يعتمدها النظام العسكري بالجزائر يقابلها المغرب ببرود كبير؛ لأن الرباط لها استراتيجية موحدة تصب في نهج مقاربة تنموية، والابتعاد قدر الإمكان عن الصراعات والمناوشات العسكرية، غير أنها تحتفظ دائما بحق الرد في حالة وجود تهديد حقيقي”.
ولم يستبعد الخبير العسكري والأمني عينه أن تكون هاته المناورات كرد على قرب انعقاد تمرينات “الأسد الإفريقي”، مفسرا أن “هاته التدريبات التي تقوم بها الجزائر لا يمكن مقارنتها مع “الأسد الإفريقي”، إذ إن هذه الأخيرة تمر في مستويات عالية من التنسيق وتشمل تدريبات تخدم الشعوب الإفريقية والعالم، كتمرينات مواجهة التهديد النووي، على عكس الجزائر التي بهاته التصرفات تبين على مدى بدائية جهازها العسكري”.
وشدد المتحدث سالف الذكر على أن “المغرب يسعى دائما إلى السلام ولم يسعى بأي شكل من الأشكال إلى أن يوجه تهديدات عسكرية إلى دوله المجاورة، وهو ما رأيناه في عملية الكركرات التي لم ينتج عنها أي وفيات، بل كانت في مستوى عال من المهنية والاحترافية”.
رسالة شنقريحة
من جهته، بيّن الخبير العسكري والاستراتيجي عبد الرحمان المكاوي أن “هاته المناورات شملت أهم الوحدات العسكرية بالجيش الجزائري، وتأتي ردا على مناورات الأسد الإفريقي التي تشمل منطقة المحبس المغربية”.
واستطرد المكاوي، في حديثه لهسبريس، قائلا إن “هاته المنطقة، التي تجري فيها الجزائر هاته المناورات، شهدت العديد من الأحداث العسكرية الخطيرة؛ أهمها تفجير فرنسا لأزيد من 17 قنبلة نووية”، مبينا أن “هاته المناورات في هاته المنطقة الصعبة تأتي في سياق وجود انشقاق داخلي بالجيش الجزائري مع تزايد خصوم شنقريحة، الأخير الذي يريد من خلال هاته المناورات أن يرسل رسائل إلى أعدائه الداخليين والخارجيين”.
وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي: “الجيش الجزائري مقبل على التجربة السودانية”، ثم استدرك أن “الخلافات بين القادة الجزائريين ترافق الترسانة الروسية المهترئة التي يمتلكها الجيش والتي أصبحت تقلص من نسب الثقة لديهم”.
وحسب المتحدث سالف الذكر، فإن “هاته المناورات، أيضا، رد على ما كذبته روسيا من أخبار حول وجود مناورات مشتركة بنفس المنطقة، وما رافقه من تأويلات حول وجود تصدع في التعاون العسكري الروسي الجزائري”، إذ شهدت هاته التدريبات قرب الحدود المغربية مشاركة لمراقبين روس، وهي رسالة من شنقريحة وموسكو لاستمرار التنسيق الأمني بينهما”.
المصدر: هسبريس