الجويلي يفكك الخرافة الشعبية العربية

الأحد 12 ماي 2024 00:27
صدر عن دار أفريقيا الشرق كتاب جديد بعنوان “الرجل الذي حبل: السلطة، الولادة وتأنيث الوجود من خلال الحكاية الخرافيّة الشعبيّة العربيّة” للباحث والمفكر التونسي الدكتور محمد الجويلي، وذلك بمناسبة إقامة الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
يقع الكتاب في 314 صفحة من القطع الكبير، تتوزعه ستة فصول، ويتناول فيه الدكتور محمد الجويلي بالدراسة والتحليل حكاية خرافيّة شعبيّة، تتبعها على مدى عشرين سنة الماضية، وجمع لها عشر روايات في العالم العربي، من المغرب وتونس ومصر وفلسطين والسعودية (2) والإمارات (2) واليمن وعُمان.
وحسب معطيات حول المؤلف، فإن الحكاية التي تناولها المفكر محمد الجويلي بالدراسة والتحليل أنثروبولوجيّا، مع مقارنتها بما يشبهها في التراث العالمي، تكمن في أن رجلا يحبل كما تحبل امرأة، لأكله تفاحة أو ترنجة أو سمكة الحبل في غفلة منه، عوض زوجته العاقر، فيتوحم ويشتهي المأكولات الطيبة، فتخفيه زوجته عن الناس مخافة الفضيحة، وعندما يحين موعد وضعه يخرج إلى الخلاء ويلد تحت شجرة بنتا يتركها لحالها، فتحملها الطيور إلى أعشاشها وتربيها وتغذيها حتى تصبح فتاة بارعة الجمال، فيفتن بها ابن السلطان ويتزوجها.
وما يثير الاستغراب أن في كلّ الروايات العربيّة العشر لهذه الحكاية ليس هناك رواية واحدة يلد فيها الرجل الذي حبل ذكرا، يلد دائما بنتا، وهذا ما لفت انتباه الباحث الجويلي، وحلّله في الكتاب، وهو الأوّل من نوعه في العالم العربي الذي يتطرق لهذا الموضوع الشائك والمعقّد الذي يجمع بين الجدّ والهزل.
حري بالذكر أن الدكتور محمد الجويلي، تونسي الجنسية، حاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون بباريس (1995)، يدرس في كلية الآداب بجامعة منوبة في تونس، وانتقل أستاذا وباحثا زائرا في عديد من الجامعات العالميّة، ويعتبر من بين أكثر دارسي الحكايات الشعبيّة في العام العربي إنتاجا، كما يُعتبر رائدا في العالم العربيّ للمدرسة الأنثروبولوجيّة في قراءة الحكاية الشعبيّة التي جاءت بعد المدرسة الشكلانيّة بتأثير من الروسي “فلاديمير بروب” (Propp).
المصدر: هسبريس