كشفت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خلال ندوة صحفية عقدتها أمس الثلاثاء بمقرها المركزي بالرباط، عن الخلاصات الكبرى لمؤتمرها الوطني الرابع عشر، ورسمت ملامح استراتيجيتها للسنوات الثلاث المقبلة.

وأكدت الجمعية في ندوتها على تجاوز الصعوبات الداخلية التي واجهت المؤتمر، متوجة أشغالها بانتخاب مكتب مركزي جديد بإجماع أعضاء لجنتها الإدارية، في خطوة تهدف إلى رص الصفوف لمواجهة التحديات الحقوقية المتزايدة.

وفي صلب استراتيجيتها الجديدة، أعلنت الجمعية عن إيلاء اهتمام أكبر بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وعلى رأسها الحقوق الشغلية، والحق في الصحة والسكن والأرض والماء، بالإضافة إلى الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية. وأكدت أنها لن تتهاون في الدفاع عن الحقوق المدنية والسياسية التي تشهد “انتهاكات متواترة”، خاصة الحق في التنظيم وحرية الرأي والتعبير، مع مواصلة نضالها من أجل إنهاء الاعتقال السياسي ومناهضة التعذيب. كما أفردت الجمعية مكانة خاصة للحقوق البيئية والعدالة المناخية كأولوية في المرحلة المقبلة.

ولتحقيق هذه الأهداف، أقرت الهيئة الحقوقية ذاتها خطة عمل تهدف إلى تقوية بنيتها التنظيمية، وتطوير قدراتها في الترافع أمام الآليات الأممية، وتحسين حضورها الإعلامي والرقمي، بالإضافة إلى إعطاء انطلاقة عملية لـ”مركز الدراسات والتوثيق والتكوين” ليكون منارة للإنتاج المعرفي في مجال حقوق الإنسان.

وتطرق التصريح الصحفي إلى الصعوبات التي واجهت المؤتمر في “التوفيق بين الإرادات المختلفة”، مما أفضى أحيانا إلى التعبير عن مواقف وصفت بـ”غير الموضوعية”. إلا أن قيادة الجمعية أكدت أن النقاش الهادئ وروح المسؤولية مكّنا من تجاوز هذه العقبات، وهو ما تجسد في انتخاب مكتب مركزي جديد بالإجماع بعد تطعيم اللجنة الإدارية بالأعضاء الذين لم يتمثلوا خلال المؤتمر، في رسالة واضحة على تغليب منطق الوحدة.

كما لم تغفل الجمعية في تصريحها الإشارة إلى السياق الدولي والوطني الذي وصفته بـ”الخطير”، والذي يعرف تحولات جيوسياسية وتقلبات اقتصادية تهدد بتقويض المبادئ الكونية لحقوق الإنسان. ودعت إلى ضرورة “حشد الجهود وبناء التحالفات” لمواجهة السياسات التي تروم “التقليص من فضاءات الفعل المدني”.

وجددت الـAMDH تأكيدها على مواصلة وقوفها الحازم إلى جانب حقوق الشعوب، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مع الاستمرار في مناهضة كافة أشكال التطبيع مع “الكيان الصهيوني الفاشي”.

 

المصدر: العمق المغربي

شاركها.