الجفاف يقلص إنتاج الحبوب بالمغرب إلى 50%.. وخبير يكشف تأثير الاستيراد
يعيش الموسم الفلاحي الحالي على وقع موجة جفاف حادة، استمرت للموسم السادس على التوالي، ورغم التساقطات المطرية المتفرقة التي تم تسجيلها، إلا أن التوقعات ظلت سلبية تجاه الإنتاج الزراعي المتعلق بالسنة الحالية.
وتوقع بنك المغرب، أن يتراجع إنتاج الحبوب بحوالي 50 بالمئة مقارنة مع السنة الماضية، إذ أنه من المنتظر أن يبلغ الإنتاج 25 مليون قنطار فقط، مقابل 55,1 مليون قنطار عام 2023.
وحسب البنك المركزي فإن الوضع المناخي نتج عنه تقلص المساحة المزروعة بالحبوب، حيث يُرجح أن تبلغ حوالي 2,5 مليون هكتار مقابل 3,7 مليون هكتار في الموسم الماضي.
معطيات تضعنا أمام تساؤلات عدة، حول تأثر الأمن الغذائي، وماهي الانعكاسات الممكن أن تترتب عن الإجراءات الممكن اتخاذها من أجل إنقاذ الوضع؟
تعليقا حول هذا الموضوع، أكد المحلل الاقتصادي، إدريس الفينة، أن المغرب مر بموجات جفاف أكثر حدة، مؤكدا أن الأمطار الحالية من شأنها إنقاذ جزء من المحصول الزراعي.
وأوضح المتحدث أن المغرب سيعتمد على الاستيراد من أجل تلبية احتياجاته، إذ يرتقب أن تصل الكمية المستوردة إلى 70 مليون قنطار، ولإن المملكة تحتاج ما يقارب 100 مليون قنطار من الحبوب سنويا، فإن كمية الواردات كافية لسد الخصاص.
وشدد الفينة، في تصريح لـ”العمق”، على أن هذه الخطوة من شأنها التأثير على مخزون العملة الصعبة، والميزان التجاري وميزان الأداءات، كما ستدفع المغرب للاقتراض.
وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن الوضع الحالي يظهر ضعف السياسة الفلاحية الحالية، كون أنها لا تهدف إلى تلبية حاجيات المغرب بقدر ماهي موجهة نحو التصدير الفلاحي.
وأكد، الخبير الاقتصادي أن الوضع الحالي يتطلب تقديم أجوبة من قبل الحكومة والمسؤولين عن القطاع، كون أمن المغرب لا يمكنه الارتباط بشكل كلي بالتساقطات المطرية، خاصة وأنه يتوفر على إمكانات هائلة، فهناك أراض فلاحية غير مستغلة كما يمكنه العمل على تحلية مياه البحر التي ستساعده على سد جزء من الاحتياجات في هذا المجال.
جدير بالذكر أنه من المتوقع أن تتقلص القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 6,4% في عام 2024، قبل أن ترتفع بنسبة 12,8% في عام 2025، مع افتراض العودة إلى تحقيق إنتاج متوسط من الحبوب قدره 55 مليون قنطار.
أما الأنشطة غير الفلاحية، من المنتظر أن تتحسن وتيرة نموها من 2,6% في عام 2023 إلى 3% في عام 2024 ثم إلى 3,5% في عام 2025، وذلك بفضل الدينامية المنتظرة في الاستثمار مرتبطًا بمختلف الأوراش التي تم إطلاقها أو برمجتها.
المصدر: العمق المغربي