اخبار المغرب

الجفاف واقتراب الصيف يجددان مخاوف حرائق الواحات ودعوات لتجاوز الحلول “الترقيعية”

على بعد أقل من أسبوع من دخول فصل الصيف، حيث تبلغ درجات الحرارة بالمناطق الواحية في الجنوب الشرقي مستويات قيّاسية تتخطى أحيانا 40 درجة، تضع ساكنة هذه المناطق أيديها على قلوبها خوفا من آثار الحرائق التي أصبحت “زائرا سنويا” للواحات الممتدة من سكورة بورزازت إلى أوفوس بالرشيدية.

ويغذي هذه المخاوف ما تلفت إليه الساكنة من تحول الواحات إلى مساحات شاسعة من الجريد اليابس وأعجاز النخيل الميت، ما يجعل ألسنة اللهب تأتي على أعداد كبيرة من أشجار النخيل، ولا تجدي “الحلول الترقيعية” معها نفعا، بتعبير ناشطين من أبناء المنطقة.

وفي هذا الصدد قال محمد لمين لبيض، الناشط البيئي والحقوقي بزاكورة، إن وضعية الواحات هذه السنة “مرشحة للتفاقم أكثر من السنة الماضية لأنها أصبحت يابسة بالكامل، لما جفت الآبار القليلة التي كانت تضم في جوفها نسبة قليلة من المياه”، مضيفا، “نشبت الحرائق في هذه المناطق منذ فبراير ومارس فما بالك بأشهر الصيف”.

وكانت الحرائق قد حلّت مبكرا هذه السنة في واحات الجنوب الشرقي؛ حيث أتت في العاشر من مارس الماضي على أزيد من 300 نخلة بدوار الموضع بجماعة تمزموط بإقليم زاكورة، وبعدها أحرقت في 21 من الشهر نفسه، 200 نخلة و200 شجرة زيتون بشكل كامل.

وأضاف لبيض في تصريح لجريدة “العمق” أن “الدولة مازالت تكتفي بالتدخلات حال وقوع الحرائق، ولم تخلق بعد حلولا بديلة ولا برامج يمكنها اجتثاث الظاهرة؛ كإعادة تشبيب وإحياء الواحة، أودعم الفلاحين بآليات حديثة لإزالة الجريد اليابس وأعجاز النخيل الميت، وكذا وضع برامج ممتدة على طول السنة لتنقية الأعشاش”.

وجوابا على سؤال لـ”العمق” حول مدى تأثير إدراج تنقية الأعشاش في مشاريع برنامج أوراش في الحدّ من خطر امتداد الحرائق بوحات الجنوب الشرقي، قال لبيض “إن واحة مزكيطة لوحدها تمتد على مساحة 260 كلم من أفلاندرا حتى محاميد الغزلان، قرابة 95 بالمئة من أشجار نخيلها ميتة، وبالتالي فإن كافة التدخلات ضمن برامج أوراش لم تقم سوى بحلّ 10 من المشاكل التي تعيشها الواحة”.

وخلص الناشط البيئي والحقوقي إلى أن “ورزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مطالبة بإيجاد حلول مستعجلة وجدية ومعقولة لفائدة فلاحي الواحات عوضا عن الحلول الترقعية والمسكنات التي لم تعد تجدي نفعا”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *