اخبار المغرب

الجزائر في مأزق دبلوماسي: هل تجرؤ على مواجهة واشنطن بعد تجديد اعترافها بمغربية الصحراء

جددت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، اعترافها الواضح والثابت بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، في موقف لا غبار عليه عبر عنه كاتب الدولة الأمريكي، ماركو روبيو، خلال لقائه بوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة في العاصمة واشنطن.

هذا التأكيد جاء ليزيح كل الغموض الذي حاول البعض الترويج له خلال ولاية الرئيس جو بايدن، ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، كما رسم معالمه الرئيس الأسبق دونالد ترامب في رسالته التاريخية إلى الملك محمد السادس، حين اعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. الرسالة باقية، والموقف الأمريكي لا يتزحزح، حتى وإن حاول البعض إيهام نفسه بالعكس.

في المقابل، وبينما يواصل المغرب ترسيخ مكاسبه الدبلوماسية على الأرض، يترنح الجار الشرقي في دوامة من الردود المتشنجة والتصريحات المرتبكة. الجزائر، التي احترفت فن استدعاء السفراء كلما ضايقها موقف دولة ذات سيادة، تجد نفسها اليوم وجها لوجه مع اعتراف صادر عن أقوى دولة في العالم. والنتيجة؟ لا استدعاء، لا طرد، لا “تجميد علاقات”… فقط صمت ثقيل، وكأن شيئاً لم يكن.

وتدرك الجزائر، حتى وإن لم تعترف بذلك علناً، أن الرد على واشنطن ليس كنبرة احتجاج على جار أوروبي أو إفريقي. بياناتها المكررة عن “الشرعية الدولية” و”حق الشعوب في تقرير المصير” لم تعد تقنع حتى من يكتبها، بل باتت أقرب إلى التمارين البلاغية لملء الفراغ الإعلامي. أما الدبلوماسية، فقد دخلت في عطلة مفتوحة، بانتظار تعليمات يصعب صدورها.

ويجد النظام الجزائري، الذي شيّد سياسة خارجية كاملة على عداء وحدة المغرب الترابية، نفسه اليوم محاصراً من كل الجهات. اعترافات دولية تتوالى، وخطاب رسمي يتآكل من الداخل، ومصداقية تنهار مع كل موقف جديد. من مدريد إلى باريس،و إلى واشنطن، لائحة الدول التي خرجت عن “الصف المقدس” في نظر نظام الجنرالات بالجزائر تطول… فيما لم يعد للصف إلا مقعد شاغر وصوت نشاز.

وفي حين يمضي المغرب بثقة نحو المستقبل، مدعوما بشرعية التاريخ والجغرافيا والقانون الدولي، تقف الجزائر في موقع المتفرج، تستهلك ما تبقى من خطابها البائس، وتوزع نظريات المؤامرة على من تبقى من جمهورها الداخلي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *