الجزائر في حالة إنعاش والنظام العسكري “إجرامي وبلطجي”
وجه الإعلاميان الجزائريان، أنور مالك ووليد كبير، انتقادات شديدة اللهجة إلى النظام الجزائري بسبب مواقفه المعادية للمغرب، والطريقة التي يدير بها الحكم على المستوى الداخلي.
أنور مالك الذي يعيش في المنفى بأوروبا، قال إن النظام العسكري الحاكم حوّل الجزائر إلى سجن كبير، “من يوجد داخله فهو مفقود ومن يخرج منه فهو مولود”.
وذهب إلى القول خلال ندوة نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية بالرباط، إن حكام الجزائر “يمارسون البلطجة في حق الجزائريين”، واصفا نظام الحكم في بلده بـ”المنظومة الإجرامية”.
الإعلامي الجزائري، الذي أقدمت السلطات الجزائرية قبل أسبوع على اعتقال أفراد عائلته بالجزائر بسبب مواقفه المعارضة، قال إن ما يفعله النظام الجزائري إزاء المغرب “هو خيانة للمغاربة الذين دعموا الثورة الجزائرية لتستقل، ولأهداف الثورة الجزائرية التي كانت تتطلع إلى شعبين موحّدين”.
وحمّل النظام الجزائري مسؤولية تدمير الاتحاد المغاربي، معبرا عن تفاؤله بأن الحدود ستُفتح يوما “لأن الذين يؤججون الحروب إنما يحفرون قبورهم في قصورهم لأنه لا مستقبل لمن يؤجج الحرب”.
واستطرد قائلا: “هذه خيانة لأهداف الثورة الجزائرية، وهي أزمة مصطنعة من طرف نظام قتل ربع مليون جزائري، ولا يمكن إلا أن يقوم بأعمال قذرة في المنطقة، فالنظام العسكري لا إنسانية له على شعبه، فأحرى أن يكون إنسانيا مع المغاربة”.
ما جاء على لسان أنور مالك، أيده الإعلامي الجزائري المقيم بالمغرب وليد كبير، حيث اعتبر بدوره أن التوجه العدائي الذي انخرط فيه النظام العسكري الجزائري ضد المغرب “خيانة للجزائريين ولمبادئ ثورة التحرير، التي سعت في سبيل استقلال الجزائر في إطار وحدة شمال إفريقيا”.
وذهب كبير إلى القول: “لم نكن لننال الاستقلال عام 1962 لولا الدعم الذي قدمه لنا المغرب الذي ضحى كثيرا من أجل استقلال الجزائر، والنظام الحالي يصر على التنكر لكل ما قام به المغرب”.
وحذر من تبعات إخراج النظام الجزائري لصراعه المفتعل من إطاره السياسي ونقله إلى ما هو مجتمعي وثقافي ورياضي.. وإلى مختلف الميادين، مضيفا “يجب إرجاع الصراع إلى الإطار السياسي لأن خروجه من هذا الإطار سيؤدي إلى ما هو فظيع في المستقبل”.
ونوه باستمرار المغرب في نهج سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، معتبرا أن الخطاب الأخير الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى عيد العرش، والذي تحدث فيه عن كون العلاقة بين البلدين مستقرة، “كان خطابا بأسلوب بلاغي راق لتخفيف آلام الشعبين نتيجة استمرار إغلاق الحدود من طرف واحد”.
وعلى مستوى الوضع الداخلي، ذهب الإعلامي الجزائري إلى القول إن “الجزائر تعيش في حالة إنعاش، رغم كل ما حباها الله به من خيرات”.
وأضاف أن “الذين يقودون الحكم في الجزائر لم يفهموا الدرس، ولا يفهمون أن ما يقومون به لا يخدم الجزائر، فهم يتحدثون عن أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى نقطة اللاعودة، ولكن المصير المشترك يحتّم عودة العلاقات بين البلدين طال الزمن أم قصر”.
من جهته، استحضر مصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، دعوة الملك محمد السادس لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، وإيجاد آليات للحوار وتصفية الأجواء بدون شروط مسبقة، مضيفا أن السياسة المغربية تجاه الجزائر “ما زالت تنتصر للمصير المشترك بين الشعبين اللذين يجمع بينهما أكثر مما يفرقهما”.
وعلق المتحدث ذاته على اعتقال عائلة الإعلامي الجزائري أنور مالك، بسبب مواقفه من النظام الجزائري، بالقول إن النظام العسكري في الجزائر “يعتقد أنه بذلك سيخرس الأصوات المنادية بالحق، وهو واهم لأنه حتى لو أسكت أصواتا فإن أصواتا أخرى ستنطق بالحق، وتدافع عن مطلب إعادة العلاقات بين البلدين”.
المصدر: هسبريس