اخبار المغرب

“الثلث الخالي”.. بنسعيدي يسرد قصصا إنسانية عن المغرب “غير النافع”

أسدل مهرجان الفيلم الوطني بطنجة الستار على منافسات مسابقاته الرسمية، مساء الجمعة، بعرض آخر فيلم روائي طويل يحمل عنوان “الثلث الخالي” للمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، استعدادا للإعلان عن أسماء الإنتاجات الفنية الفائزة بجوائز دورته الرابعة والعشرين، مساء السبت.

واحتضنت قاعة العروض الكبرى بقصر الثقافة والفنون عرض الشريط السينمائي “الثلث الخالي” بحضور عدد من أفراد طاقمه الفني والتقني وغياب مخرجه فوزي بنسعيدي بسبب عدم تمكنه من اللحاق بموعد طائرته.

ويتناول الفيلم على مدار 120 دقيقة، قصة مهدي وحميد وهما صديقان يعملان لدى وكالة لتحصيل الديون بالدار البيضاء يتم إيفادهما إلى قرى نائية في الجنوب المغربي، حيث يتيهان بين عائلات لا تستطيع التسديد ولقاءات لم تكن في الحسبان.

“الثلث الخالي” سيناريو فوزي بنسعيدي، وبطولة فهد بنشمسي، عبد الهادي طالب، هاجر كريكع، محمد الشوبي، ربيع بنجحيل، نزهة رحيل، فوزي بنسعيدي، محمد خيي، زهور السليماني، وعبد الغني الصناك.

وفي قراءة نقدية، قال الناقد المغربي فؤاد زويريق، إن ”الثلث الخالي” استمرارية للرؤية والأسلوب الذي تميز بهما فوزي بنسعيدي، لا من حيث اللغة السينمائية المستعملة بجماليتها البصرية، ولا من حيث المعالجة الفكرية والاجتماعية، وطرح الإشكاليات المتجذرة في المجتمع المغربي من خلال مواقف وأحداث متداخلة تتراوح بين الكوميديا والتراجيديا.

وأضافت زويريق، أن المخرج بنسعيدي وُفق كما عادته في الإبتعاد عن الملامح المبهمة للبناء السردي، ونجح في الإقتراب من المتلقي رغم تكتل الإيحاءات والإشارات الرمزية في بعض المشاهد، مشيرا إلى أنها تبقى رموزا قابلة للحل والتفكيك بسهولة، مما يعطي للمُشاهد القدرة على المتابعة السلسة والتفاعل المباشر مع أحداث الفيلم.

واعتبر زويريق في تصريح لـ”العمق”، أن بنسعيدي غاص بأسلوب ذكي داخل مشاكل مجتمع بأكمله، من خلال قصة مهدي وحميد اللذين يشتغلان في وكالة خاصة بالقروض، وينطلقان في الصحراء والخلاء من قرية إلى قرية لاسترداد القروض المتراكمة لوكالتهما التي لم يسددها القرويون، أولئك الذين يعانون الفقر والحرمان، حيث الجفاف والعوز، وفق تعبيره.

وتابع ذات المتحدث، أن المجتمع الذي نقله بنسعيدي هو “مجتمع آخر، هامشي، غير مرئي، مرمي هناك في الثلث الخالي”، وعنوان الفيلم هو رمز لذاك المغرب غير النافع، الذي تتميز مشاكله وإرهاصاته وهواجسه بالسذاجة والعبث والسطحية في بعض الأحيان، لكنها بالنسبة لأصحابها هي مشاكل مصيرية قد تترتب عليها نتائج خطيرة وتراجيدية، حسب قوله.

ويرى الناقد المغربي، أن الجميل في الفيلم،  أنه اعتمد في الأغلب الأعم على اللقطات البعيدة، لأنه غير معني بالتركيز على الشخوص، بقدر ما حاول إقحام المشاهد في البيئة العامة التي شكلت هذه الشخوص، فالفضاء الشاسع المقفر هو المكون الأساسي للعمل، حيث تتلاشى الصراعات الإنسانية مهما كبر حجمها.

وتابع ذات المصدر، أن التشخيص في فيلم “الثلث الخالي” كان مميزا، وإدارة الممثل والتحكم في كل فعل ورد الفعل كانت واضحة، خصوصا لدى وجوه السكان المحليين الذين وقفوا أمام الكاميرا لأول مرة، معتبرا أن بطلا الفيلم عبد الهادي طالب، وفهد بنشمسي كانا متميزان للغاية وكل واحد منهما يكمل الآخر، وأعطوا للعمل نكهة خاصة، وفق تعبيره.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *