التوغل البري الإسرائيلي يفاقم هلع مغاربة لبنان وسط مطالب برحلات إجلاء
فاقم إعلان الجيش الإسرائيلي توغّله بريا في الجنوب اللبناني من مخاوف الجالية المغربية، في انتظار إعلان خطط الإجلاء من قبل الرباط.
ونظمت دول عدة عمليات إجلاء لمواطنيها المقيمين في لبنان، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي الثلاثاء هجوما بريا “محدودا” ضد حزب الله في جنوب البلاد.
إعلان التوغل البري الذي نفاه حزب الله في بيان صباح اليوم الثلاثاء دفع عدة دول إلى تنظيم عمليات لإجلاء مواطنيها، وفق قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وحسب المصدر عينه فإن “فرنسا، وكندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، تحرّكت طائراتها وسفنها، مع استئجار طائرات تجارية لإجلاء مواطنيها”.
وقال الإعلام الأمريكي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، إن “التوغل البري سيكون محدودا ويستهدف بالأساس البنية التحتية لحزب الله”.
طالب مغربي بالعاصمة اللبنانية بيروت أكد لهسبريس أن “المخاوف تتصاعد مع إعلان إسرائيل الاجتياح البري لجنوب لبنان”، مؤكدا أن زملاءه في الجامعة من الجنسية التونسية قامت بلادهم بإجلائهم.
وأضاف المتحدث عينه، رافضا الكشف عن هويته، أن أصوات الانفجارات يسمعها يوميا، فيما الطائرات الحربية والمسيّرات لا تتوقف، معتبرا أن “الوضع يشبه ما آلت إليه غزة”.
وناشد المتحدث ذاته الخارجية المغربية “تنظيم رحلات إجلاء عاجلة دون مزيد من التأخر”، مؤكدا أنه شخصيا يتواصل مع سفارة الرباط ببيروت بشكل يومي، وزاد: “في آخر مرة أكدوا لنا أنهم سيردون، لكن هذا الرد غائب إلى حدود الساعة رغم تعقّد الأوضاع”.
وكشف الطالب المغربي ذاته أن “الرحلات متوقفة في مطار بيروت، وتلك المتوفّرة محجوزة بالكامل إلى غاية 18 أكتوبر”، مبينا أنه “في هذا التاريخ لا أحد يعلم كيف ستصبح الأوضاع هنا”.
وحسب الإعلام التونسي أعلنت سفارة تونس ببيروت أنها “ستبدأ عمليات الإجلاء ابتداء من اليوم الثلاثاء لفائدة مواطنيها بلبنان”.
وحاولت هسبريس التواصل مع سفارة المملكة المغربية بلبنان لاستقاء جديد جهودها في هذا الموضوع، لكن دون الحصول على إجابة.
كريمة، مغربية مقيمة بصرفند جنوبي لبنان، وهي المنطقة التي تشهد غارات إسرائيلية، قالت إن الوضع تأزم كثيرا بعدما شاهدت بعينها كيف تم قصف منزل بالحي الذي تقطن فيه، مؤكدة أنها غادرت منزلها رفقة عائلتها إلى منزل تابع للجيران بعد أمر بالإخلاء من جهات غير معروفة.
وأضافت كريمة، متحدثة لهسبريس، أن “تونس بدأت اليوم عمليات إجلاء مواطنيها”، منادية السلطات الدبلوماسية المغربية بـ”التعجيل بهذه العملية، سواء عبر طائرات، أو باخرات كما فعلت فرنسا”.
وأوضحت المتحدثة عينها أنها تواصلت مع سفارة المملكة ببيروت اليوم للاستفسار عن عمليات الإجلاء لكن “دون تقديم أي جديد”، مردفة: “التوغل البري لإسرائيل يجعلنا في حالة رعب”.
ومن المشاهد التي أصبحت مألوفة لكريمة وعائلتها حسب قولها: قصف جوي كل ساعة، ودخان يتصاعد بعدها من المباني، وهلع أطفالها، وأصوات القنابل والمتفجرات باتت ترهق أعصابهم جميعا، مؤكدة أن “الوضع يشبه ما حدث في غزة”.
وكانت مصادر شديدة الاطلاع أفادت لهسبريس بـ3إحداث وزارة الشؤون الخارجية والتعاون منذ بدء أول تمظهرات هذه الأزمة بإحداث خلية أزمة لتتبع أوضاع الجالية المغربية بلبنان، وهي تعمل بشكل متواصل للتفاعل مع تطورات الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها”.
المصدر: هسبريس