التوتر يتجدد بين “الرعاة” وساكنة تارودانت
تجددت المناوشات بين سكان منطقة “تولي”، نواحي قرية “آيت عبد الله” في تارودانت، والرعاية الرحل خلال الأيام الماضية، ما دفع الأسر إلى مطالبة وزارة الداخلية بالتدخل العاجل لحل هذه المعضلة التي لم تفلح السلطات المحلية في تسويتها.
وبعد “هدنة مؤقتة” خلال الأشهر الماضية، عادت المواجهات من جديد إلى مداشر تارودانت، الأمر الذي جعل الساكنة المحلية تطالب بتدخل وزير الداخلية لتطبيق القانون، بالنظر إلى عدم إنهاء هذا النزاع طويل الأمد بين الأسر والرحل.
ولم تجد الحكومة حلا توافقيا ينهي أزمة قائمة منذ سنوات، تتطور أحيانا إلى مواجهات بين السكان المحليين والرعاة الرحل، القادم أغلبهم من الأقاليم الجنوبية والجنوبية الشرقية.
وخاض سكان مناطق مختلفة من جهة سوسماسة، خلال الموسمين الماضيين، احتجاجات منددة بحجم الأضرار التي تلحق بمحصولاتهم الزراعية وتطاول الرعاة على أراضيهم الخاصة ومزروعاتهم المعيشية.
في هذا السياق، قال عادل أداسكو، ناشط مدني متتبع لتطورات القضية، إن “الرعاة الرحل لم يتقبلوا فكرة تطبيق القانون العرفي المسمى [الحيز] عليهم، حيث يعطي الحق للساكنة بعد إخبار السلطة باحتجاز المواشي التي تهاجم الأملاك، سواء كانت في ملكية الرعاة المحليين أو الرعاة القادمين من مناطق أخرى”.
وأضاف أداسكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا القانون بالفعل تم تفعيله في العديد من الأحداث والمواجهات التي عرفتها مناطق عديدة بالمنطقة، ما جعل الرعاة الرحل يبتعدون عن البلدة”.
وأردف بأن “قائد المنطقة أعطى تعليماته للساكنة المحلية بتطبيق القانون العرفي [الحيز] الذي يجيز لهم احتجاز المواشي بالإسطبلات، وذلك إلى حين استخلاص الذعيرة من طرف مالك المواشي”، مبرزا أن “الرعاة هاجموا فجرا بلدة تولي واعتدوا على أحد أبنائها”.
وخلص المتحدث إلى أن “تكرار هذه الحوادث يسائل الوضعية الأمنية غير المستقرة بهذه المنطقة، على اعتبار أن الرعاة الرحل لا يحترمون تعليمات السلطات العمومية”، مؤكدا أن “الأسر تضررت كثيرا من ممارسات الرعاة في السنوات الأخيرة”.
المصدر: هسبريس