التلفزيون يطلق منصة رقمية للفيديوهات تحت الطلب لتوثيق “الدراما المغربية”
في تجربة تبقى “الأولى من نوعها بالمغرب” إلى حدود الساعة، تستعد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لإطلاق منصة رقمية للفيديوهات تحت الطلب (VOD)، ستشكل نافذة للأعمال الدرامية المغربية التي ستكون في متناول المشاهدين المغاربة عبر الإنترنت.
ووفق المعلومات التي توفرت لهسبريس، فإن “هذه المنصة، التي تحمل اسم “فُرجة”، بدأ الاشتغال عليها منذ سنة 2022، وبنهاية سنة 2023 تم تحقيق تقدم كبير في سبيل إخراجها إلى حيز الوجود، وذلك من خلال رقمنة أزيد من 3 آلاف ساعة من المضامين السمعية البصرية، ببياناتها الوصفية، لتشكل بذلك أول منصة مغربية عمومية للفيديو تحت الطلب.
المعلومات ذاتها أبرزت أن “المنصة ستتوفر على قسم خاص بالمشاهدة المجانية، على أن يخصص قسم آخر للمشاهدة المشروطة بالأداء الرمزي، في ظل السعي من أجل التأسيس لتجربة سمعية بصرية تستجيب للمعايير العالمية المعروفة بخصوص التلفزيون غير الخطي”.
ويرتقب أن تتضمن المنصة عددا مهما من الإنتاجات الدرامية المغربية، من سيتكومات ومسرحيات وأفلام ووثائقيات كذلك، فضلا عن رسوم متحركة، على أن تُعيد عرض أعمال درامية تاريخية للمشاهد المغربي، حيث يجري حاليا تجريب الجانب التقني للمنصة قبل إطلاقها بشكل رسمي.
وتعد هذه الدعامة الرقمية الجديدة بمثابة “استجابة” لمطالب سبق أن رُفعت على المستوى الوطني بهدف تمكين المشاهد المغربي من فرصة للاطلاع على الإنتاجات الدرامية التي تم إنتاجها في وقت سابق في تحرر تام من منظومة “الإكراه في المشاهدة”، في الوقت الذي باتت هذه الصيغة منتشرة بقوة على المستوى العالمي.
تفاعلا مع الموضوع، قال الطاهر الطويل، ناقد مهتم بالشؤون الفنية، إن “هذه المنصة الإلكترونية تعد مبادرة مهمة تروم تشجيع الإنتاج الوطني وتقريبه للمواطنين عن طريق مواكبة الطفرة الرقمية الحاصلة على المستوى العالمي، كما تحقق ثلاثة أهداف ومطالب فنية”.
وأضاف الطويل، في تصريح لهسبريس، أن “من بين هذه المطالب، مطلب أرشفة وتوثيق مختلف الأعمال الدرامية والفنية باعتماد قواعد بيانات رقمية، حيث تتيح الإمكانيات التقنية المتوفرة حاليا إمكانية معالجة المضامين التي أُنتجت منذ عقود سابقة من خلال إعادة الاشتغال عليها من ناحية الصورة والجودة، ولنا في التجربة المصرية خير مثال”.
وأوضح المتحدث أن “المسألة ترتبط كذلك بمعطى إتاحة التواصل مع الأجيال الجديدة وتمكينها من نوافذ للاطلاع على مختلف الإنتاجات الفنية التي سبق أن تم إعدادها، مع التعرف كذلك على الوجوه الفنية التي كانت نشطة في وقت سابق”.
وبيّن الناقد الفني أن “المنصة الجديدة تروم التأسيس لمخزون فني وطني سيكون مادة خاما لدى النقاد والأكاديميين الذين يشتغلون على الإنتاجات الفنية لإبراز مدى وجود تطور بالمملكة في هذا الصدد، ومدى تطور الممارسة الفنية لدى الأفراد كذلك”.
من جهته، أفاد ادريس اشويكة، مخرج فاعل في المجال الفني، إن “التأسيس لمنصة رقمية مغربية لعرض الأعمال الفنية الوطنية أمر جد مهم وإيجابي، بالنظر إلى كونه سيمكن المغاربة من الانفتاح على الإنتاج الوطني أكثر من نظيره الأجنبي والمساهمة في تسريع الأرشفة من خلال الاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة”.
وأضاف اشويكة، في تصريح لهسبريس، أن “طرح هذه المنصة بين أيدي المشاهدين المغاربة يعد إضافة للمشهد الفني المغربي وجوابا عن مطالب سبق أن تم طرحها، سواء من قبل المهنيين الفنانين أو المواطنين المغاربة كذلك والجيل الحالي التواق إلى الاطلاع على الإنتاجات الوطنية الدرامية”.
وأوضح المتحدث أن “هذه الدينامية يجب أن تسايرها دينامية على مستوى حقوق التأليف، حيث تؤكد القوانين المعمول بها في هذا الإطار وجوب تأدية الحقوق للمساهمين في أي عمل فني يتم استغلاله، وهو ما يتكلف المكتب المغربي لحقوق المؤلف بتدبيره وتسيير شؤونه”.
المصدر: هسبريس