أظهرت التعيينات الملكية الأخيرة بأنها تركزت بالحصوص على حركية تجديد مسؤولي عدة أقاليم صغرى مما يظهر الاهتمام المركزي بهذه العمالات منذ أن تم إحداث جلها بعد الحراكات االشعبية والاجتماعية لتي عرفتها عدة مناطق من المملكة على غرار حراك سيدي افني.
1 توسيع المجال الترابي وإحداث الأقاليم الصغرى
يبدو أن مختلف الزيارات الملكية التي قام بها العاهل المغربي إلى عدة مناطق في أنحاء المغرب العميق ، والاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بعض هذه الأقاليم ، كان من أعنفها تلك التي وقعت في سيدي إيفني ، وبني ملال وغيرها، كونت لدى السلطة المركزية قناعة سياسية بضرورة خلق عمالات جديدة لتأطير هذه الأقاليم على المستوى الإداري والاقتصادي .وهكذا وافق الملك في 22 يناير 2009 على إحداث 13 عمالة دفعة واحدة ، حيث بدا أنه لأول مرة لم تعتمد السلطة المركزية في خلقها لهذه العمالات على الهاجس الأمني الضيق لخلق عمالة، بل اندرجت أيضا في سياق تلبية مطلب لطالما عبر عنه سكان المناطق المعنية بالضغط والاحتجاج والمراسلة .فالكثافة السكانية لبعض المناطق هي التي دفعت السلطة إلى إحداث عمالات : برشيد والفقيه بنصالح وسيدي سليمان وسيدي بنور والدريوش واليوسفية وجرسيف ، التي تتميز بكثافة هامة تتجاوز 700 ألف نسمة . كما أن إحداث عمالة تينغير وطرفاية كان لتلبية الحاجيات الإدارية لسكان هذه المناطق نظرا لبعد مقرات إقليمي ورزازات والعيون عن هؤلاء السكان . في حين أن إحداث عمالة سيدي إفني ووزان، قد تم لتجنب القلاقل السياسية،خاصة بعد الأحداث التي عرفتها مدينة سيدي إيفني ، حيث أن أعيان قبائل أيت باعمران ما فتئوا يعبئون الشارع للضغط على السلطة المركزية لتلبية هذه المطالب. كما أن شرفاء وزان ظلوا منذ عهد الملك الحسن الثاني يطالبون بوجوب فصلهم عن سيدي قاسم. أما إحداث عمالة الرحامنة وميدلت، فيمكن إرجاعه إلى التحركات التي قادها فؤاد عالي الهمة (ابن بنجرير) وحسن أوريد (ابن ميدلت) في إقناع صديقهما الملك بأحقية سكان الرحامنة والأطلس المتوسط في التوفر على عمالة لإنصافهم. وبالإضافة إلى ذلك ، فقد كان الغرض من إحداث هذه العمالات الصغرى الجديدةهو تدشين نمو صناعي وتجاري بهذه الأقاليم الجديدة و خلق وظائف تنموية فيها ، إذ أن خلق كل عمالة جديدة ، سيؤدي إلى إحداث 500 منصب في المعدل من إداريين، وتقنيين،و أمنيين.
2 التكوين الإداري لعمال الأقاليم الصغرى
بخلاف( بروفيالات) الولاة الذين عينوا على رأس عمالات وولايات الأقاليم الكبرى ، حيث تم انتقاؤهم من مهندسي الطرق والقناطر ، بالإضافة إلى بعض الأساتذة الجامعيين في المحاسبة والاقتصاد، فقد كان جل العمال الذين عينوا على رأس هذه العمالات الصغرى الجديدة من خريجي مدرسة استكمال الأطر بالقنيطرة والذين تمرسوا على أسلاك وهرمية الخدمة داخل دواليب وزارة الداخلية ودهاليزها . فباستثناء عامل إقليم سيدي إيفني المتخرج من المدرسة الفلاحية بمكناس(1) وعامل إقليم الرحامنة الحاصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة ليون بفرنسا (2) تعكس السير الذاتية لجل العمال المعينين هذا المعطى الذي يظهر من خلال ما يلي :
- فقد التحق السيد محمد فنيد عامل إقليم برشيد المزداد سنة 1956بتاغزيرت باقليم بني ملال ، بعد حصوله على الاجازة في العلوم القانونية للعمل في إطار الخدمة المدنية باقليم بولمان بتاريخ 13دجنبر 1977، ثم التحق بمدرسة استكمال تكوين أطر وزارة الداخلية بالقنيطرة في فاتح يناير1980 حيث تابع دراسته لمدة سنتين عين على اثر تخرجه منها في منصب قائد مقاطعة حضرية بمدينة المحمدية بتاريخ 3يناير 1982،ثم رقي بعد ذلك الى منصب كاتب عام لإقليم أزيلال بتاريخ 10 غشت 1994 وانتقل بنفس الصفة إلى إقليم شيشاوة بتاريخ فاتح فبراير 2001،ثم الى عمالة مراكش بتاريخ سنة 2003،وهو المنصب الذي ظل يشغله الى أن عين عاملا على عمالة مقاطعة بن مسيك في يونيو 2005.
* كما انخرط السيد عبد الرحمان عدي عامل إقليم اليوسفية ، المزداد في 24 فبراير سنة 1956بالدار البيضاء. بعد حصوله على الإجازة في العلوم السياسية ، في سلك الإدارة كمجند في إطار الخدمة المدنية بالكتابة العامة لعمالة الجديدة، وذلك في 17مارس 1981. ليعمل بعد تخرجه من مدرسة استكمال تكوين الاطر (فوج 1984 1986) قائدا على التوالي في كل من أولاد تميم وقلعة السراغنة ابتداء من فاتح سبتمبر 1986،ثم في بنجرير ابتداء من 6أكتوبر 1990. كما شغل بعد ذلك منصب رئيس دائرة في كل من سيدي بوعثمان باقليم قلعة السراغنة ابتداء من 10 غشت 1994، وجبالة باقليم تطوان ابتداء من 20 براير 2003، والفقيه بن صالح ابتداء من 20 فبراير 2003.وفي مارس 2006عينه صاحب الجلالة عاملا على إقليم فجيج(3).
* في حين تخرج السيد علي خليل ، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم ميدلت ، والمزداد في 30 مارس سنة 1960بخنيفرة، وبعد حصوله على الإجازة في العلوم القانونية من مدرسة استكمال تكوين أطر وزارة الداخلية. حيث عمل ، بعد تخرجه ، كقائد بإقليم وجدة في 30 دجنبر سنة 1987 ، ليعين في 10 غشت 1994 في منصب رئيس قسم الشؤون العامة بإقليم بركان تاوريرت ، ثم بإقليم بركان في فاتح أبريل 1997 .ليرقى إلى منصب رئيس دائرة رئيس قسم الشؤون العامة بإقليم القنيطرة في 7 فبراير 2001 ، ويعين في 10 غشت سنة 2004 في منصب كاتب عام لإقليم القنيطرة .
*أما السيد جمال خلوق ، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم الدرويش، فقد ازداد في 25 غشت 1961بالخميسات . وبعد حصوله على الإجازة في القانون العام وعلى درجة الماستر في العلوم القانونية، بدأ حياته الإدارية بعمالة الرباط كمتصرف مساعد في فاتح غشت 1991، ليلتحق في 28 أكتوبر 1992 بالمعهد الملكي للإدارة الترابية ويتخرج منه كأول دفعته في 10 غشت 1994 حيث عين رئيس دائرة بإقليم سطات. ة وفي فاتح فبراير 2001 رقي السيد جمال خلوق إلى منصب كاتب عام لإقليم قلعة السراغنة، لينتقل بنفس الصفة في 10 غشت 2004 اإلى إقليم الناضور.
* بينما السيد محمد طلابي ، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمس الاثنين عاملا على إقليم وزان، والمزداد في سنة 1952بآسفي، والحاصل على دبلوم السلك العادي للمدرسة الوطنية للإدارة العمومية ، فقد بدأ حياته الإدارية في فاتح يوليوز 1973كمتصرف مساعد بإقليم الجديدة، ليلتحق في 14 نونبر 1973 بالمعهد الملكي للإدارة الترابية ويتخرج منه كأول دفعته في 23 غشت 1975. وفي 2 أكتوبر 1976 عين كرئيس دائرة بإقليم الجديدة ، ثم ألحق بنفس الصفة بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية في 22 دجنبر 1979. وابتداء من 5 يناير 1982 عين رئيس دائرة بإقليم تاوريرت، ثم بإقليم الحسيمة في فاتح شتنبر 1986.كما شغل ا منصب رئيس دائرة مديرا للحي الجامعي بكل من القنيطرة وعمالة الحي الحسني عين الشق بين سنتي 1989 و 1994 . وفي 7 فبراير 2001 رقي إلى منصب كاتب عام مديرا للحي الجامعي بنفس العمالة. وقد ألحق في 23 أكتوبر 2005، بالإدارة المركزية ككاتب عام للإقليم، ليعين بعد ذلك كاتبا عاما لإقليم بني ملال في 22 فبراير 2007.
* وقد ازداد السيد العاقل بنتهامي، عامل إقليم الناضور في 4 أبريل 1959بالحسيمة. وهوحاصل على الإجازة سنة 1984 ، ثم على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام سنة 1989. حيث بدأ مشواره المهني في 28 يناير 1985 كمتصرف مساعد بقسم الميزانية والأدوات بالكتابة العامة لوزارة الداخلية. ليعين سنة 1992 رئيس مصلحة بقسم الميزانيات والصفقات بالمديرية العامة للجماعات المحلية ، ثم رقي إلى منصب رئيس قسم في سنة 2004. و قد عين السيد العاقل بنتهامي في منصب كاتب عام لعمالة الصخيرات تمارة في 28 شتنبر 2005.
* أما السيد نور الدين أوعبو ، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم الفقيه بن صالح، فقد ولد في فاتح أكتوبر 1963بتمارة. وحصل السيد أوعبو على الإجازة في القانون الخاص وعلى دبلوم الدراسات العليا المعمقة في نفس التخصص. كما التحق في 5 يناير 1978 بوزارة الداخلية في إطار الخدمة المدنية ثم عين متصرفا مساعدا في 6 يناير 1989. ودخل في 14نونبر 1989المعهد الملكي للإدارة الترابية.و قد عمل السيد نور الدين أوعبو بعد تخرجه كقائد بإقليم الحاجب في 16 مارس 1992 ، ثم شغل منصب رئيس قسم الشؤون العامة بنفس الإقليم ابتداء من 10غشت 1994. ليعين بعد ذلك رئيس دائرة رئيس قسم الشؤون العامة لعمالة سلا المدينة في 7 فبراير 2001 ، ثم بعمالة سلا في 13 شتنبر 2003. ورقي في 11 يوليوز 2005 إلى منصب كاتب عام لإقليم قلعة السراغنة.
* في حين أن السيد الحسين أمزال ، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم سيدي سليمان ، فهو من مواليد سنة 1957باشتوكة أيت باها وحاصل على الإجازة في القانون العام . وقد، التحق في 14 أكتوبر 1983 بالمندوبية السامية للمقاومة في إطار الخدمة المدنية، ليلج في 10 نونبر 1986 المعهد الملكي للإدارة الترابية.وبعد تخرجه، عمل السيد الحسين أمزال كقائد بإقليم بني ملال في الفترة الممتدة ما بين 1988 و1994، وفي 7 فبراير 2001 رقي إلى منصب رئيس دائرة بإقليم الجديدة. و قد عين السيد الحسين أمزال في منصب كاتب عام لإقليم الرشيدية في 10 غشت 2004.وفي 23 نونبر 2007 انتقل بنفس الصفة إلى عمالة مكناس.
* ازداد السيد عثمان سوالي، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم جرسيف ، في 1956 بخنيفرة. حاصل على الإجازة في القانون الخاص، التحق في 23 نونبر 1981 بوزارة العدل في إطار الخدمة المدنية. وفي 15 نونبر 1982 دخل المعهد الملكي للإدارة الترابية.وعمل السيد عثمان سوالي بعد تخرجه كقائد بإقليم الخميسات في فاتح غشت 1984 ، ثم رقي إلى منصب باشا تيفلت في 6 أكتوبر 1990. كما عين السيد عثمان سوالي في منصب كاتب عام لعمالة مولاي رشيد سيدي عثمان ، ثم عمالة مقاطعات مولاي رشيد بين سنتي 2001 و2003. وفي 10 غشت 2004 عين في منصب كاتب عام لإقليم شتوكة أيت باها.
* ازداد السيد جلال الدين مريمي، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاملا على إقليم سيدي بنور، في 27 ماي سنة 1957 بالدار البيضاء. حاصل على الإجازة في العلوم السياسية، و التحق بالمعهد الملكي للإدارة الترابية ، ليتخرج منه في 15 نونبر 1982.و قد عمل السيد جلال الدين مريمي ابتداء من 17 يوليوز 1984 كقائد بطنجة والإدارة المركزية لوزارة الداخلية وأكادير، ثم رقي إلى منصب كاتب عام لعمالة مكناس الاسماعيلية في فاتح فبراير 2001. كما عين السيد جلال الدين مريمي في 13 شتنبر 2003 كاتبا عاما بعمالة مكناس. وفي 11 يوليوز 2005 عين كاتبا عاما لعمالة المضيقالفنيدق.
* ازداد السيد محمد نخشى، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ، عاملا على إقليم تينغير، في 10 يونيو سنة 1956 بالقصر الكبير. حاصل على الإجازة في العلوم القانونية سنة 1978، ليتحق بالمعهد الملكي للإدارة الترابية في 5 يناير 1979. وفي فاتح يناير 1981 عين السيد محمد نخشى قائدا ل”أنزي” بتزنيت. ورقي في فاتح شتنبر 1986 إلى منصب رئيس دائرة بنفس الإقليم. وابتداء من 10 غشت 1994 عين رئيس دائرة لسيدي إفني. و قد شغل السيد محمد نخشى منصب كاتب عام لإقليم بوجدور في فاتح فبراير 2001، لينتقل في 16 شتنبر 2008 بنفس الصفة إلى إقليم ورزازات.
من هنا يظهر على أن هذه التعيينات الملكية لفاتح مارس 2010، تعكس إلى حد بعيد انعطافة كبرى في تسيير الوزارة خلال العشر سنوات من عهد الملك محمد السادس . و تتمثل هذه الانعطافة ،ليس فقط في تعيين وزير جديد للداخلية ذي تكوين قانوني وأحد المقربين من دائرة القصر ، أو في الاحتفاظ بمجموعة من الولاة التكنوقراط للإشراف على سير بعض الأوراش الاقتصادية الكبرى في بعض الولايات الاستراتيجية (5) ،بل يعكس بالأساس الرجوع إلى الاعتماد على خريجي مدرسة الأطر من رجال سلطة شباب ينحدرون من أقاليم طرفية ومتمرسين في دواليب الإدارة المركزية لوزارة الداخلية ، الشيء الذي يذكر بالوصفة التي كان يستعملها وزير الداخلية السابق إدريس البصري في اقتراحه للولاة والعمال الذي كان يعينهم الملك الراحل الحسن الثاني. ولعل الرجوع إلى هذه (الوصفة البصرية ) من طرف مهندسي التعيينات داخل ( أم الوزارات السابقة) يستهدف، على ما يبدو ، خلق نوع من التوازن داخل نخب هذه الوزارة من أطر ذوي تكوين تقنوقراطي من مهندسي الطرق والقناطر ، وأطر ذوي تكوين إداري من خريجي مدرسة استكمال الأطر.كما يعكس أيضا تجاوز التعثرات التي شابت تسيير بعض الولاة التقنوقراط للشؤون المحلية لبعض الأقاليم .
3 التكوين التقنوقراطي لعمال الأقاليم الصغرى
بعد مصادقة المجلس الوزاري على لائحة تعيين الولاة والعمال الجدد ، استقبل الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم السبت بالقصر الملكي بالرباط، الولاة والعمال الجدد المعينين بالإدارة الترابية والمركزية ليؤدوا القسم. وإذا كان من الملفت حضور ولي العهد لمراسيم هذا الاستقبال ، إلا أنه كان من الواضح أن هذه الحركية في تعيين هؤلاء العمال كانت عملية موسعة شملت 25 منصبا ترابيا سواء على الصعيد المركزي أو في بعض ولايات المملكة. لكن يبدو أنها همت بالأساس 16 اقليما من الأقاليم الصغرى والتابعة لمختلف جهات المملكة المتمثلة حيث شملت جهة الوسط :
عامل إقليم سطات : السيد محمد علي حبوها
عامل إقليم برشيد : السيد جمال خلوق
عامل عمالة المحمدية : السيد عادل المالكي
عامل إقليم بنسليمان : السيد الحسن بوكوتة
عامل إقليم سيدي بنور : السيد منير هواري
عامل عمالة مقاطعة عين الشق : السيدة بشرى برادي
عامل إقليم خريبكة : السيد هشام المدغري العلوي
عامل إقليم اليوسفية : السيد عبد المومن طالب
في حين شملت جهتي الجنوب والجنوب الشرقي
عامل إقليم قلعة السراغنة : السيد سمير اليزيدي
عامل إقليم اشتوكة أيت باها : السيد محمد سالم الصبتي
عامل إقليم الصويرة : السيد محمد رشيد
عامل إقليم فجيج : السيد نور الدين اوعبو
عامل إقليم سيدي إفني : السيد محمد ضرهم
بينما شملت جهتي الشمال والشرق
عامل إقليم صفرو : السيد إبراهيم أبو زيد
عامل إقليم الحاجب : السيد عمر المريني
عامل إقليم بركان : السيد حميد اشنوري
لكن بالإضافة إلى هذه الحركية الموسعة ، فهذا التعيين يأتي ليس فقط في إطار الاستعداد لكأس العالم 2030 الذي ستنظمه المملكة ، بل أيضا في سياق الاستحقاقات الانتخابية الذي لم يتبق على إجرائها إلا سنة فقط والذي يبدو أن التنافس بين الأحزاب سيكون محتدما في هذه الأقاليم لأنها قد تشكل الفارق في حالة عزوف كبير للهياة النخبة في المدن الكبرى . ولعل هذا ما دفع بوزارة الداخلية، إلى البحث عن تعزيز كفاءة وصلاحية الإدارات الإقليمية، خاصة في المدن المضيفة ، ورغبتها في تعيين مسؤولين من ذوي الخبرة الميدانية في الجهات المقبلة على استضافة الحدث العالمي. وبالتالي فقد ارتكزت هذه التعيينات على تحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها تعزيز الكفاءة والفعالية في تدبير الشأن المحلي، من خلال اختيار الكفاءات المناسبة وتزويدها بالوسائل اللازمة، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين عبر توفير إدارة محلية أكثر استجابة لاحتياجات المواطنين. والأهم الاستعداد لاستضافة كأس العالم عن طريق ضمان جاهزية البنية التحتية وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة. بالإضافة إلى تعزيز التنمية المحلية من خلال دعم المشاريع التنموية وتحسين مناخ الاستثمار. ولعل هذا ما فسر التأخر الذي طبع تنفيذ هذه الحركية ، حيث كانت تسرب من وقت لآخر لائحة بأسماء بعض الولاة والعمال ليتم فيما بعد الوقوف على عدم صحتها. وكثيرا ما كان يعزى ذلك إلى عدم تطابق الرؤى بين رئيس الحكومة ووزير الداخلية خاصة وأن مقتضيات الفصل 49 من الدستور، تمنح لرئيس الحكومة صلاحية الاقتراح في حين تمنح وزير الداخلية صلاحية المبادرة . وبالتالي ، فقد سعت الوزارة إلى تعزيز تمثيل خريجي المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة ، في الوقت الذي سيكون رئيس الحكومة وراء اقتراح عدد من العمال ذوي التكوين التقنوقراطي . فإلى جانب العمال الذين تم تعيينهم من خريجي مدرسة استكمال الأطر أو المعهد العالي للإدارة الترابية أو أطرا تدرجوا ضمن سلاليم الوزارة (كعامل إقليم سطات : السيد محمد علي حبوها
أو عامل إقليم برشيد : السيد جمال خلوق ، أو عامل إقليم اليوسفية : السيد عبد المومن طالب أوعامل إقليم اشتوكة أيت باها : السيد محمد سالم الصبتي…) ، فقد تم تعيين أو إعادة تعيين عمال آخرين من ذوي خبرات تقنية كعامل إقليم خريبكة خريج المدرسة الحسنية للاشغال العمومية والحاصل على دبلوم من مدرسة البولتكنيك بباريس ودبلوم الهندسة في مجال استغلال وسائل الاتصال من المدرسة العليا للاتصالات، وعامل إقليم بنسليمان حسن بوكوتة خريج مدرسة البولتكنيك بلياج البلجيكية ، وعامل الصويرة محمد رشيد الحاصل على دبلوم مهندس دولة من المعهد الوطني للإحصاء التطبيقي ودبلوم الدراسات العليا في مجال الابناك من المعهد التقني للابناك بباريس ، وعامل سيدي بنور منير الهواري الحاصل على دبلوم إدارة الاعمال في الاستشارة بمدرسة التجارة والمالية وماستر إدارة الأعمال بلندن
ولعل هذه التعيينات المبنية على الكفاءات والمهارات، والتي تتميز بمستوى تعليمي عالٍ، وفي مختلف التخصصات حيث يحمل أغلب العمال المعينين درجة الماجستير أو شهادة الدكتوراه ( كعامل إقليم صفرو إبراهيم اليزيدي الحاصل على دكتوراه في الصيدلة أو عامل برشيد جمال خلوق الحاصل على دكتوراه في القانون وعامل إقليم قلعة السراغنة الحاصل على دكتوراه في القانون العام بجامعة محمد الخامس وعامل إقليم اليوسفية الحاصل على دكتوراه في علوم التربية بجامعة الحسن الثاني) كان الغرض منها انتقاء عمال مؤهلين للتعامل مع مختلف التحديات التي تواجه الإدارة المحلية بمختلف تعقيداتها المالية واللوجستيكية والأمنية. حيث تأتي هذه التعيينات في إطار جهود تحديث الإدارة الترابية وتعزيز قدراتها على مواكبة الأوراش التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، وتلبية احتياجات المواطنين بمختلف جهات المغرب.بالاضافة إلى مواكبة تأطير الانتخابات التشريعية القادمة والتي استعر التنافس حولها بشكل استباقي خاصة بين مكونات الأغلبية الحكومية في رهان تصدر ما أصبح ينعت بحكومة المونديال.
هوامش:
(1) يعتبر السيد مامي باهي ، المزداد بالداخلة في 1968 ، خريج على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس في سنة 1995 .
(2) ولد السيد فريد شوراق، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم الرحامنة، يوم 30 دجنبر 1954 ببركان . حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية من جامعة ليون بفرنسا سنة 1977، و دبلوم الدراسات المعمقة سنة 1979، و في سنة 1983 على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من نفس الجامعة. بدأ السيد شوراق حياته الإدارية كباحث بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا سنة 1979. وشغل ما بين 1983 و1999 منصب أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة. ومن سنة 1984 إلى غاية سنة 1993 عمل كمدير للمعهد المغربي للدراسات العليا بوجدة. كما عمل ما بين 1993 و2002 كأستاذ زائر بجامعة ستراسبورغ وكمندوب عام للمعهد الجهوي للتعاون والتنمية ، وهو منذ سنة 1993 مستشار اقتصادي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بوجدة.
كما عين السيد فريد شوراق ابتداء من 2002 مديرا للمركز الجهوي للاستثمار بالجهة الشرقية.
(3) نبذ عن مسار عدد من العمال والولاة وكالة المغرب العربي للأنباء .
(4) كولاية طنجة التي تحتضن المشروع المتوسطي ، وولاية الدارالبيضاء الكبرى التي تحتضن مشروع المارينا ، وولايتي مراكش وأكدادير السياحيتين .
المصدر: العمق المغربي