“البوليساريو” تواصل إمداد التنظيمات الإرهابية في الساحل بالمقاتلين الشباب
كشف إعلان تنظيم “داعش” عن مقتل 4 من مقاتليها المنحدرين من جبهة البوليساريو، عن مواصلة التنظيمات الإرهابية استقطابها لشباب مخيمات “تندوف” خصوصا الذي تلقوا تدريبات عسكرية، وذلك لتنفيذ هجمات إرهابية في منطقة الساحل.
وشهدت منطقة الساحل، منذ 2014، تدفقا كبيرا لمقاتلي “البوليساريو” الشباب، للانخراط في التنظيمات الإرهابية خصوصا “القاعدة” و”داعش”. وقد أعربت هذه الأخيرة عن أسفها لمقتل 4 من مقاتليها الذي ينتمون إلى مخيمات “تندوف” بالجزائر، والذين انضموا لتنظيم الدولة في الساحل منذ بضع سنوات فقط.
وقال موقع “مغرب إنتلجنس”، إن العشرات من شباب الجبهة الانفصالية الذين تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات “لحمادة” بتندوف، يعملون في صفوف تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي وأيضا في “داعش”، حيث يتواجدون بشمال مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ونقل الموقع عن مصادره، أن قيادة البوليساريو تفضل تسهيل ترحيل عناصرها الذين تظهر عليهم بوادر تدين راديكالي، نحو المجموعات الإرهابية الصغيرة، مضيفة أن الهدف من ذلك هو تطهير الجبهة الانفصالية من العناصر التي يحتمل أن تخلق لها مشاكل.
في السياق ذاته، قالت المصادر ذاته، إن الهدف أيضا من هذه العملية هو تزويد “القاعدة” و”داعش” بعناصر جديدة للحفاظ على حالة انعدام الأمن بمنطقة الساحل مما يؤدي إلى تنامي مختلف أنواع الاتجار وهو ما يفيد أيضا الجبهة الانفصالية.
تكتيكات “داعش” لاخترق المغرب تواصل الاندحار أمام يقظة الأجهزة الأمنية
وقال محمد الطيار، الباحث في الدّراسات الإستراتيجية والأمنية، في حديث مع “العمق”، إنه من المعلوم أن تنظيم “داعش” أصبح يتمدد بشكل خطير في دول منطقة الساحل، خصوصا بوركينا فاسو والنيجر ومالي وأصبح يسيطر على مساحات جغرافية واسعة مما يؤكد تصاعد هذا الخطر الذي يهدد أو أصبح يهدد الأمن القومي المغربي بشكل أكثر خطورة.
وكان مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، قد أوضح أن أعضاء الخلية التي نفذت جريمة قتل “شرطي الرحمة”، كانت تستعد للالتحاق بتنظيم “داعش” في الساحل، غير أن قلة الموارد المالية، دفعتهم لاستهداف الشرطي للاستيلاء على مسدسه، بغرض السطو على وكالات بنكية لتمويل سفرهم.
وأكد الشرقاوي خلال ندوة صحفية يوم الجمعة الماضي، أن منطقة الساحل تشكل خطرا حقيقيا، إضافة إلى صلة جبهة البوليساريو بحزب الله اللبناني، أحد أدرع إيران، مذكرا باعتقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية في 2017 لمحمد القاسم تاج الدين المنتمي لحزب الله، من أجل تمويل الإرهاب والانتماء لتنظيم إرهابي.
من جانبه، قال بوبكر سابيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، إن المغرب في مواجهة تهديد إرهابي دولي ومحلي، مذكرا بكرونولوجيا تحريض تنظيم “القاعدة” ضد المغرب، والذي تتمظهر تجلياته في مجموعة من خطابات أيمن الظواهري وقيادين آخرين في “القاعدة” و”داعش”.
واعتبر أن استهداف التنظيمات الإرهابية للمغرب، راجع لاستقراره ولانضمامه والتزامه القوي بالمجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي، مضيفا أن هذه التنظيمات لديها مقاتلين من جنسية مغربية، ويحاولون ما أمكن إرسالهم إلى المغرب للقيام بعمليات داخلية.
المصدر: العمق المغربي