البواري: الأمطار الأخيرة تبشر بموسم فلاحي إيجابي مقارنة بالسنوات السابقة

أكد وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أن التساقطات المطرية تبشر بتسجيل موسم فلاحي إيجابي مقارنة بالسنوات الماضية.
وأشار البواري، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الإثنين، إلى أنه “بفضل التساقطات المطرية الأخيرة تمكنا من تسجيل بوادر موسم فلاحي إيجابي مقارنة بالسنوات السابقة حيث من المتوقع أن يصل محصول الحبوب الرئيسية لهذه السنة 44 مليون قنطار بزيادة 41 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الفارط”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن مساحة الزراعات الخريفية الكبرى بلغت 3.11 مليون هكتار منها 11 في النائة مسقية موزعة على 2.6 مليون هكتار من الحبوب وحوالي 400 ألف هكتار من الزراعات الكلئية و100 ألف هكتار من القطاني.، فيما بلغت مساحة الزراعات الربيعية 158 ألف هكتار.
ولفت المسؤول الحكومي أن “الموسم الفلاحي الحالي يمكن وصفه بالـ”متغير” حيث تميز بأمطار مبكرة شملت جل مناطق المملكة خلال شهر أكتوبر تلتها فترة من العجز المطري امتدت من شهر نونبر إلى فبراير مع تباين واضح بين المناطق، حيث تسببت هذه الوضعية في محدودية المساحات المزروعة من الحبوب الخريفية والتي لم تتجاوز 3.2 مليون هكتار، قبل أن تتحسن الوضعية المطرية بداية من شهر مارس بفضل التساقطات الهامة والثلوج التي كان لها وقع إيجابي على الوضع الفلاحي في مختلف مناطق المملكة”.
وأكد البواري أن التساقطات المطرية إلى حدود 29 أبريل الماضي 295 ملمتر بانخفاض قدره 20 في المائة مقارنة مع سنة عادية، وبارتفاع 15 في المائة مقارنة مع الموسم الفلاحي الفارط، فيما بلغت حقينة السدود الموجهة للأغراض الفلاحية 5.31 مليار متر مكعب مقابل 4.38 مليار مكعب خلال نفس الفترة من السنة الماضية ما يمثل نسبة ملآ تنهاز 38 في المائة مقابل 31 في المائة المسجلة في السنة الماضية.
واعتبر المسؤول الحكومي أن هذه الوضعية شكلت بوادر خير للفلاحين أنعشت آمالهم في العودة إلى دورة جديدة من الأعوام الماطرة والخروج من دوامة سنوات الجفاف.
وحسب البواري، فقد تم تسجيل تحسن في وضعية الغطاء النباتي بشكل كبير مما ساهم في الرفع من مردودية أهم الزراعات الخريفية في المناطق الملائمة وإعطاء دفعة قوية للزراعات الربيعية خاصة القطاني والحبوب الزيتية، مشددا على أن كثافة الغطاء النباتي في تحسين وضعية القطيع الوطني وإغاثة الماشية المتضررة من توالي سنوات الجفاف.
وبخصوص تقدم السير الفلاحي الحالي، أوضح المتحدث ذاته أنه تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات أهمها بيع حوالي 740 ألف قنطار من البذور المختارة للحبوب الخريفية بزيادة 10 في المائة مع الموسم الفارط ودعم 1.3 مليون قنطار من الأسمدة الأزوطية وبيعها بأسعار منخفضة لفائدة 78 ألف مستفيد، فيما بلغت المساحة المؤمنة من الحبوب والقطاني والزراعات الزيتية حوالي 661 ألف هكتار من أصل مليون هكتار المبرمجة.
وذكر أن الزراعات السكرية حققت قفزة نوعية بالنظر للوضعية المائية في بداية الموسم حيث بلغت المساحة المزروعة من الشمندر السكري أزيد من 35 ألف هكتار أي 75% من المساحة المبرمجة . كما تم غرس 1.155 هكتار من القصب السكري.
أما الخضروات، حسب المسؤول الحكومي، فقد تم إنجاز %91% من البرنامج المسطر للخضروات الخريفية أي حوالي 97 ألف هكتار. وبلغت المساحة المنجزة من الخضروات الشتوية 65 ألف هكتار، أي حوالي 90% من البرنامج المسطر. أما بالنسبة للخضراوات الربيعية فقد ساعدت الظروف المناخية في تسريع البرنامج. لحد الآن، تم إنجاز %49% من البرنامج المحدد بين 15 مارس و 15 يونيو أي حوالي 35 ألف هكتار.
وشدد وزير الفلاحة على أن السهر على تنفيذ هذه البرامج من طرف مصالح الوزارة والتزام الفلاحين رغم الصعوبات المتعلقة بالوضعية المائية مكن من إنتاج كميات كافية من مختلف الخضروات لتغطية احتياجات الاستهلاك الداخلي، مشيرا إلى أن الحالة النباتية للورديات والأشجار المثمرة عموما تبقى واعدة وتبشر بموسم جيد خلال العام المقبل كالزيتون والحوامض والنخيل.
أما بالنسبة للإنتاج الحيواني،أوضح البواري: “بالنظر لسنوات الجفاف المتتالية التي عرفتها بلادنا، والتي كان لها تأثير كبير على القطيع الوطني بجميع أصنافه، وأثر بشكل ملحوظ على الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء، وضعت الوزارة برنامجا استعجاليا طموحا، مبني على عدة محاور متكاملة وشاملة، من أجل ضمان استمرار تزويد الأسواق مع العمل على إعادة هيكلة القطيع للعودة إلى المستويات الكفيلة بتغطية الحاجيات الوطنية من اللحوم”
وشدد المسؤول الحكومي على أن القرار الملكي الداعي الى عدم القيام بشعيرة ذبح الأضاحي كان له الأثر الإيجابي على استقرار أسواق الماشية واللحوم، مما سيسمح بتخفيف الضغط على القطيع الوطني في أفق إعادة هيكلته خلال السنوات المقبلة.
واعترف البواري على أنه “على الرغم من تحسن الظروف المناخية، لا يزال قطاع تربية المواشي في حاجة إلى الدعم والمواكبة لتحقيق أهداف العودة لسيادتنا الغذائية في قطاع اللحوم الحمراء لهذا تواصل الوزارة تنزيل برامج دعم قطاع تربية المواشي”، وفق تعبيره.
المصدر: العمق المغربي