لست أريد، ها هنا، أن أستحضر ما توصل إليه علماء الأنثروبولوجيا من تحليلات للبكاء بما هو فعل اجتماعي ثقافي كما ذهب إلى ذلك كل من كليڤورد غيرتز وكاثرين لوتز ورادكليف براون، بل أرنو، فقط، ملامسة أبعاد البكاء لدى فاعلين سياسيين مغاربة من خلال عينة صغيرة يمثلها كل من عبد الإلاه بن كيران ومحمد أوزين؛ وذلك حتى يتيسر الفهم ويستقيم.

للدموع عدة أبعاد رمزية وثقافية وإنسانية مفتوحة على عدة قراءات وفق انسيابية الفعل في تفاصيل المرئي العمومي كما يتشكل سيكولوجيا ليمتد نحو ترتيبات أنثروبولوجية متعددة المعاني والرموز في هرمية السلطة الرمزية. بيولوجيا هي وسيلة لترطيب العين ونفض الغبار عنها؛ تمسحها وتنظفها من كل عنصر أجنبي مشيب؛ بمعنى أنها الدفاع الشرعي من العين ضد كل عنصر مضر دخيل. وخطابيا هي لغة للتواصل بلا أبجدية؛ أي تواصل غير لفظي ينقل الألم والفرح، أو الاستسلام والنصر. ورمزيا تنظر المجتمعات التقليدية إلى البكاء كلغة رمزية جماعية تكشف وجدان الجماعة، فهو يفيد الانتماء إلى الجماعة والبنية المغلقة عبر تضامن سيكولوجي وطيد بين أفراد المجموعة لصالح بعضهم أو ضد الأجنبي.

إن الدموع أنثروبولوجيا ترتبط بالنوع الاجتماعي، أي بالأنوثة أو بالأطفال بما هما معا فئات هشة، ذلك أن الرجال لا يبكون لأنهم حماة اللحم وسند الجماعة. وبالتالي ارتبطت سيكولوجيا بالنوع، أي بالجندر حسب سياجات البنية، على أساس الجنس، كما ترتبه هرمية السلطة في طبقات المجتمع من خلال التفييء خاصة في عمق الهيرارشية الباتريريكية التي تخوصص الهزيمة لصالح البنية الماتريركية، أي أن البكاء للنساء فقط والشجاعة للرجال حصرا حسب مقياس التصنيف الذكوري الذي كانت تمليه ظروف تقسيم العمل وإدارة الحرب وتوزيع الأنفال. رغم أنها في أداب الحرب دليل على المروءة وعدم الغدر، وعلى الوفاء والإخلاص، وهي تعبير على قوة أخلاقية رفيعة وعلى المقاومة والممانعة ورفض الإنهزامية والانبطاح مهما كانت بسالة العدو وشجاعته. وعليه أستنتج أن الإنسان حيوان دامع، كما هو حيوان مقبري، ورمزي عامة كما ذهب إلى ذلك إرنست كاسرير صاحب مقولة “الإنسان كائن رمزي وحيوان رامز”. يعبر بالدموع عن الألفة والانتماء، وبالتالي عن الوجدان، وعن الطفر بالغنيمة والربح، أو عن حالة الانكسار والنكبة ووضعية التشظي والانهيار. ترى كيف يمكن قراءة دموع رجال السياسة من خلال نماذج كل من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية والأمين العام لحزب الحركة الشعبية؟

مغربيا أفيد أن السيد عبد الإلاه بن كيران، خريج المدرسة الإسلامية كداعية تمرس في الموعظة وما تتطلبه من تمكن نفسي أولا، ثم كسياسي خبر ميزاج المغاربة ثانيا؛ ما فتيء يعتمد على لغة الجسد في بناء تواصل غير لفظي يستعمل فيه الإشارات والإيحاءات والإيماءات ونوع خاص من الزي (لفوقية) والعكاز الذي يريد عبره رسم صورة عن نفسه كشيخ وقور “بلغ من الكبر عتيا” ومن الحكمة أيضا، وهي ميكانزيمات دفاعية دقيقة يوظفها لصالحه ولصالح حزبه خاصة عندما يكون أمام “المريدين” من جماعته (حزبه) الذين ينظرون إلى فعل السياسة بما هو مجال عقيدة يلملم أشلاء الحركة الإسلامية التي تختبئ وراء مظاهر “الحداثة السياسية” كما يحتضنها الحزب الذي ليس في العمق غير بنية تقليدية تجسدها الدعوة الإسلامية أو الزاوية. وعليه فاللغة الرمزية من خلال الأعين والزي والعكاز والتسابيح تندرج ضمن تكتيك البحث عن التميز الشكلاني مقارنة مع الخصوم السياسيين الذين يتموقعون داخل نسق الحداثة الليبرالية شكلا، على الأقل، من خلال نوع خاص من الهندام.

لهذا نصادف البكاء أصبح ملازما للسيد ابن كيران، ولبعض رجالاته كما هو حال السيد الأزمي الذي يقتفي أثر أخيه (الأخ الزعيم) حدو النعل بالنعل، وهما معا ينتميان إلى الحركة الإسلامية قبل التوجه نحو معانقة شكلية الحداثة في مستواها الشكلي البراني داخل الحزب الذي مهد له الدكتور الخطيب. وفي الوقت ذاته أسجل أن السيد محمد أوزين، عراب الحركة الشعبية، بدوره أضحى، في معرض الحديث عن الوضع الصحي بالبلاد، في مداخلة قدمها أمام جمهور حزبه، يستحضر والدته كمرجع نفسي تتشكل لديه كآلية وجدانية دفاعية يوظفها ليقيم دفعا خطابيا على إفلاس الحق في الصحة حتى في القطاع الخاص بسبب هذه الحكومة الأغلبية.

كما عمل على التعبير عن التضامن النفسي مع أطفال قريته الجبلية بالأطلس المتوسط وهو يقيم نفسيا مقارنة عاطفية بينهم وبين فلذات كبده معتمدا على لغة الأعين حيث ذرف الدمع أمام الجمهور/الأتباع من أجل نقل حجم المعاناة التي يعيش فقراء المجتمع في كنف حكومة نيوليبرالية لا تنتبه لأوجاع هؤلاء ولا تلتفت وكأنه أي أوزين مناضل يساري كوني يدافع عن العدالة والإنصاف ضد هوس النزعات البورجوازية الاحتكارية. إنه يستثمر العاطفة لدحض الحكومة الرأسمالية وتبخيسها عبر دفع لفظي قوامه الحركات باليدين ورمزي عبر ذرف الدموع إيذانا بإفلاس مقاربات الخصوم السياسيين وتعاطفا منه مع بؤساء الوطن ومستضعفيه.

فهل من حق سياسيين كبيرين، الأول كان رئيسا للحكومة وهو الذي خرب صندوق المقاصة ومأسس التسول ورفع أسعار الطاقة، وبالمقابل عجز عن محاسبة لصوص المال العام ومختلسي مقدرات الدولة تحت ذريعة “عفا الله عما سلف” ودون امتلاك شجاعة فرض الضريبة على الثروة كذلك، أن يعتمد لغة الجفون بديلا عن فشله في بناء مشروع مجتمعي بخلفية إسلامية، مشروع واضح في أطروحته المذهبية وخلفياته السياسية والاقتصادية. والثاني كان وزيرا معروفا ب”مول الكراطة” في حزب شارك في جل حكومات المغرب ما بعد الاستقلال دون أن يحقق العدالة الاجتماعية المنتظرة والتوازن البينجالي المطلوب رغم زخم التوظيف النمطي لمأساة الأرياف والمداشير والقرى وفق مقولة القبلية والعشائرية المضمرة في ثنايا الخطاب السياسي لحزب السنبلة منذ تأسيسه، وهو الحزب الذي يعيش تقليديا رغم السعي الحثيث إلى بلورة خطاب حديث مفاهيميا على الأقل.

ثم نرصدهما يحلان علينا معا (ابن كيران + محمد أوزين) بخطاب عاطفي سيكولوجي يرطب أمزجة “المريدين” بمنأى عن القدرة على بناء محجاجة سياسية قوية تعتمد على لغة خطابية دقيقة وبالأرقام وعلى جهاز مفاهيمي مرجح نحو مرجعيات نظرية واضحة ومهيكلة مفاهيميا من منطلقات إيديولوجية مناسبة. ولأن الدموع بيولوجيا ترطب الأعين فمن يدري فقد تكون دموع ابن كيران ومحمد أوزين مجرد ترطيب تكتيكي لخاطر المجتمع سعيا إلى كسب رضى القلوب المترهلة في معرض فعل سياسي هش يفتقر إلى أطاريح سياسية ومرجعيات إيديولوجية عميقة اللهم إنتاج فائض من اللغة العامية المفتقرة لأية مضامين سياسية تسائل الدولة وتؤسس لممارسات فضلى قوامها الحجج والبراهين واللغة المعيارية المحملة بأنساق فكرية رصينة.

وبناء عليه: هل تكفي الدموع مرطبا لأهات السواد الأعظم من المغاربة الذين يطلبون فقط مستشفيات منصفة لأنينهم، وها هي مستشفيات الدولة عبثا اليوم تباع للخواص في ظل غموض كبير!! ثم تُكترى وفق منحى نيوليبرالي مفتوح يفكك الدولة الاجتماعية إربا إربا ورويدا رويدا!! وها هي مدارس الوطن أيضا لا تنتج غير العقل السكولاستيكي الذي ينفخ في المواد العلمية ويستصغر علوم الإنسان والمجتمع لأهداف خدماتية كبرى تروم توفير الكوادر للشركات العابرة للقارات ومعها شركات الباطرونا “الوطنية” التي تنتصر للربح ضدا على أهمية الدفع نحو تشكل طبقة بورجوازية وطنية صادقة في تحديث البنى الاقتصادية من خلال دمقرطة وسائل الإنتاج ثم تِباعا علاقات الإنتاج داخل بنيات نمط إنتاج مغربي سليم غير تبعي يخدم مرونة الفرز الطبقي على أساس تكافؤ الفرص في الترقي الاجتماعي من مدخل الإنصاف في مدخلات الولوج إلى خريطة الثروة المادية والرمزية.

طبعا لا تكفي وهي فقط تميط اللثام عن اندحار الخطاب السياسي نحو تضخيم السطحية وترتيب حالات اللامعنى عن قصد خدمة لرهانات ضبط إيقاع السوق السياسية التي تقتات من التخلف الاجتماعي ومن حالة الغيبوبة الفكرية وتردي وضعية العقل المغربي. مبدئيا، ومن الناحية الأخلاقية، لا نملك حق قراءة النوايا وتفسير الدمع وفق شخصنة الفهم؛ فنحن نتولى الظهائر والله سبحانه يتولى السرائر. لكن، في الوقت نفسه، مطلوب سيميولوجيا تحليل سلوك البكاء تحت أضواء الكاميرات وأمام الأتباع لكونه يندرج كفعل واع متكرر داخل لعبة السياسة من لدن فاعلين حزبيين يتولّون قيادة «المشاريع المجتمعية» ويوجهون المخيال العام. وأزعم أن ما يعيشه المغاربة من ازدراء لحقهم في العيش الكريم لا يقبل المعالجات الوجدانية بمنطق متصوفة القرون الوسطى من خلال استعمال الدموع ونبضات القلب مكان المرافعات الديمقراطية الحقيقية. كما لا يقبل الوضع تحويل الخطاب السياسي إلى ماكينة للتعويض النفسي عبر التنكيت والتسطيح، أو بواسطة البكاء والدعاء لله كضامن أنطولوجي أعلى لوجود كل ما هو موجود، وحسب إملاءات السوق السياسية الهشة وشروطها حيث تسود العامة وتعتزل النخبة ويستأسد العار. إنه، بالأحرى، مطلوب بناء معارضة سياسية قوية باسم حزبين معارضين هما العدالة والتنمية والحركة الشعبية المنتميان إلى نفس المرجعية تاريخيا، عوض إنتاج خطابات سطحية متكررة ومستنزفة للفكر وتتهاوى بالعقل السياسي إلى مدارك “الدروشة”، ثم تنتج أتباعا متخاذلين ومنكسرين لا مواطنين واعين ومستقلين في ممارسة تمارين الفهم والتدافع ثم التموقع المناسب حيال نوازل المجتمع وأحداث الدولة.

إن التحليل الملموس للواقع الملموس يقتضي رجال سياسة أشداء يضعون قواعد ثابتة لمشاريع مجتمعية قوية تساهم في دمقرطة الدولة والمجتمع من خلال أطاريح كبرى تمتح من المرجعيات المعيارية الكونية، بدل أن تمسرح الدموع السياسة لخلق تراجيديا سيزيفية مبتذلة في الإخراج كأننا في مأثم بيزنطي قديم يستقطب الأتباع إلى محراب الاستدراج المنهمر بالعقيدة المزيفة كما يرسم حدودها اللاهوت العقدي المنحرف عن كل إيمان سليم حسب إملاءات وهوى “الأولياء الصالحين” على صراط العلائق التبعية بين الشيخ والمريد في معركة الإله المقدسة.

وبناء عليه فدموع محمد أوزين وإيحاءاته، وتسابيح و”فوقية وعكاز” بن كيران تجل مباشر لأزمة السياسة في هذا الوطن العزيز، وأعتبر بكاء الساسة ليس ظاهرة بالمحدد العلمي (الظاهراتية)، ذلك أن الظاهرة فينومولوجيا تشترط امتداد نفس الفعل في الزمان والمكان (التكرار بالقواعد نفسها). وعليه فالدموع تلازم تحديدا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والأمين العام لحزب الحركة الشعبية كما رصدنا ذلك في مداخلته الأخيرة؛ وتكاد لا تطال ساسة غيرهم اللهم لما.

وسوسيولوجيا أعتبر أن الدموع لغة تواصل اجتماعي غير لفظي، ولغة مشتركة ذات تأثير خاص في صفوف الطبقات الشعبية المستحوذة على تفاعلية العرض والطلب في السوق السياسية التي تنتعش في بنيات هذا الجهل المستشري وهذه الأمية الموغلة بنوعيها الوظيفية والأبجدية. إنها آلية للضبط الاجتماعي، وتواصل غير لفظي له أهداف مقصودة، وله تأثير قوي على النساء اللواتي يشكلن الأغلبية الساحقة في هرم السكان في بنية اجتماعية باطريركية. وهي بشكل أكبر أداة لترتيب التوازن في محك السلطة الرمزية في كنف السوق الدلالية الفاقدة لمنطق العقل والبوليمك الكارتيزيائي المطلوب معرفيا حتى يتسنى لنا الحديث عن السياسة كوعي إنساني ناضج وكأفق معرفي جميل.

إن دموع كل من ابن كيران ومحمد أوزين إذن يجب أن تقرأ كسلوك رمزي غير بريء سياسيا، ثم كفعل اجتماعي يوظف الميكروسيكولوجيا لصالح الماكرو اجتماعي، ما دامت النوايا لا تغري التحليل. ذلك أن الزعيم السياسي قبل حضور أي لقاء سياسي أو نشاط حزبي يرتب نفسه وفق خطة معدة سلفا، وطبعا يحصل الارتجال عن قصد باعتماد لغة الجسد، وضمنها لغة الأعين والإشارات، بما يعكس التماهي مع معايير الجماعة وقيمها، وهي بذلك تؤدي أدوارا مبطنة في التواصل والضبط والتضامن وإعادة إنتاج الرموز والسلطة؛ ثم البحث عن مكانة مريحة في الوجدان العام من مدخل الذكاء العاطفي والتخطيط الوجداني الممنهج. وبالتالي فدموع الساسة بالنسبة لي يرجح أن تكون تكتيكا لإنتاج خطاب الضحية La victimisation.

فهل يبكي بن كيران لأنه ينشد الثوبة من معاصي مساسه المكشوف بمقدرات الشعب عبر نسف صندوق المقاصة، ثم التموقع في رهانات السلطة خدمة لأجندات الاستحواذ، ربما بفعل التقية كتكتيك قديم/جديد، أو بصدق طوية أملتها ظروف إفلاس نظرية الفوضى الخلاقة بالشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا مع صعود أعداء الإسلام السياسي إلى إدارة البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية؟ أم يا ترى يبكي لأنه سبق أن وصف الموظفين ب”لݣراد” وهو الذي كان يرفض أية زيادة في أجورهم وهو رئيس الحكومة الذي نجح فقط في استكمال إصلاح “الكوزينة” و”الصالون” بمنزله بحي الليمون المسجل باسم زوجته تواضعا وتعففا وحاجةً؟ أم إنه يذرف الدمع على معاش الحضوة الذي يتوصل به وهو معاش أكبر من الراتب الشهري لبعض رؤساء الدول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وهو يعلم أنه معاش يُستخلص من إدخارات الموظفين، عفوا “لݣراد” الذين نالوا منه ما لم يناله مالك في الخمر عندما كانت السلطة المادية بين يديه؟ أم ربما يبكي بحثا عن التضامن من جمهور المريدين بحثا عن الأصوات في انتخابات 2026؟ وهل يبكي محمد أوزين بدوره، سليل حزب قضى معظم عمره السياسي في تدبير شؤون المغاربة دون إنصاف أو جدوى، لأنه يرجو تضامنا آليا من بسطاء قرى وأرياف المغرب؟ أم إن دموع المعارضة هذه مجرد تعبير سيميولوجي وأنثروبولوجي يفيد تحولا مقصودا في منطق اشتعال السياسة التي حققت طفرة منحرفة نحو محراب التصوف البراغماتي المبتذل في خضم السياسة وأراجيفها التي تجعل الزعيم السياسي مجرد حلاج السياسة يوظف الدمع للتطهير من الذنوب والخضوع أمام المطلق التيولوجي (السلطة المعيارية) داخل لولبية اللاهوت الانتهازي الذي يبحث عن ضحايا جدد في لعبة المسرح التيولوجي المعد بجمع حطب النمرود لحرق كل عقل يروم أن يتشكل مستقلا عن النكوصية والارتكاسية، أي عن ثلاثية العقيدة والقبيلة والغنيمة، وبالتالي يطلب الدعم والمساندة من فئة تنصره على نقيض “أعداء الله والقبيلة”.

أستنتج، نافلة التحليل، أن جل الطبقة السياسية بالمغرب لم تعد تنتج خطابات سياسية قوية تنطلق من مرجعيات إيديولوجية واضحة، ولا تؤسس لأطاريح سياسية دقيقة. بل أصبحنا من جهة أمام طبقة سياسية تحتكر سلطة المال والاقتصاد، ثم تسللت نحو السياسة لشرعنة النفوذ الاحتكاري والتفرد الأوليغارشي وفق مطامح الباطرونا المستحوذة ونزواتها الشبه فيودالية. ومن جهة ثانية أمام طبقة سياسية تحاول احتكار ولاء الفقراء والمعذبين في الأرض كما نظر لهم فرانز ڤانون، تارة باسم الخلفية الأخلاقوية التي توظف فلسطين وأخلاق المغاربة كقطاع غيار الخطاب التكتيكي لنسف دفوع الخصوم من باطرونا النفوذ الماليالاقتصادي. وتارة أخرى تنطلق من البنية القبلية والعشائرية، أي سياجات البنية، لدغدغة الوجدان العام من أجل التموقع في علاقات الإنتاج السياسي في هذه السوق الانتخابية المتخلفة والتي تستحق العلاج المستعجل في أجنحة الإنعاش قبل حلول السوق الكبرى عام 2026 لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في زمن المغرب السياسي المهدور.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.