معاناة كبيرة يتجرعها سكان حي العكاري بالرباط بسبب الانتشار المكثف للبعوض المعروف باسم “شنيولة” الذي اجتاح منازلهم وعماراتهم السكنية، محوّلاً حياتهم اليومية إلى كابوس مستمر.
وحسب معطيات استقتها جريدة “العمق”، فإن هذا الوضع لا يقتصر على الإزعاج الناتج عن وجود الحشرات، بل تجاوز ذلك إلى آثار صحية مقلقة، حيث اضطر عدد من السكان إلى زيارة أطباء الأمراض الجلدية بسبب الالتهابات الناتجة عن لسعات البعوض المتكررة.
الشكايات المتكررة التي قدمها السكان للجهات المسؤولة لم تؤتِ أُكلها حتى الآن، رغم الوعود التي قُدمت بإيجاد حل لهذه الآفة، حيث عبرت الساكنة عن إحباطها الشديد بسبب غياب أي تحرك ملموس من الجهات المعنية، مما أدى إلى تفاقم المشكلة وارتفاع مستوى المعاناة اليومية، خصوصًا مع حلول موسم الصيف الذي يُعتبر بيئة خصبة لتكاثر هذه الحشرات.
ويرجع السكان هذا الانتشار الكبير للبعوض إلى سببين رئيسيين، الأول يتمثل في عدم قص الأشجار المحاذية للعمارات السكنية، حيث توفر هذه الأشجار بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات بفضل كثافة فروعها وتراكم الأوراق حولها، إضافة لاستخدام المياه العادمة المعالجة لري المساحات الخضراء المجاورة، حيث ساهمت هذه الخطوة في خلق بيئة مثالية لتكاثر البعوض على نطاق واسع.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الأمر لم يعد يقتصر على البعوض العادي، بل لاحظ السكان ظهور أنواع بأحجام أكبر، ما جعل لسعاتها أشد تأثيرًا وألمًا، ما أثار قلق عدد من الأسر، خاصة تلك التي تضم أطفالًا أو أشخاصًا يعانون من حساسية الجلد، حيث باتت الآثار الصحية لهذه الحشرات واضحة ومزعجة.
وطالب السكان بحلول جذرية وعاجلة لهذه المشكلة، تشمل قص الأشجار بانتظام وتنظيف المناطق المحيطة، مع تحسين طرق معالجة المياه المستخدمة في الري لتقليل تأثيرها السلبي، داعين إلى تفعيل خطط رش مبيدات آمنة وصديقة للبيئة في المناطق الأكثر تضررا، لضمان التخلص من البعوض بشكل فعال ودون التسبب في أضرار بيئية إضافية.
ورغم الشكايات المتكررة التي رفعتها الساكنة إلى الجهات المعنية، مصحوبة بمطالب مستعجلة للتدخل، إلا أن المعالجة الفعلية لهذا المشكل لم تتحقق بعد، بالرغم من الوعود التي تلقتها الساكنة بالعمل على الحد من انتشار البعوض. ويظل هذا التباطؤ في إيجاد حل عملي يفاقم الوضع، خاصة وأن هذه الحشرات لا تكتفي بإزعاج السكان، بل تشكل تهديداً على صحتهم، خصوصاً مع استمرار تكاثرها خلال الفترات الدافئة، وفق المصادر ذاتها.
المصدر: العمق المغربي