بدأ المخرج المغربي إدريس الروخ تصوير مسلسل تلفزيوني جديد بعنوان “البراني”، في تجربة مختلفة عن السائد في الإنتاجات الدرامية المغربية، وذلك لصالح القناة الثانية، وبإنتاج منفذ من شركة “ديسكونيكتد”.
يتكون العمل من 15 حلقة، مدة كل واحدة منها 52 دقيقة، ويُصور بين فضاءات طبيعية خلابة بجهة الأطلس المتوسط، تحديدا بين مدينتي إفران وأزرو، إلى جانب مشاهد من الدار البيضاء.
وتدور أحداث “البراني” في قرية نائية تغمرها السكينة ظاهريا، قبل أن تقتحمها شخصية غريبة لا يُعرف أصلها، تقلب موازين المكان وتكشف خباياه الدفينة.
وكشف إدريس الروخ، أن “البراني”، الذي يبدو وكأنه يعرف الجميع بينما لا أحد يعرفه، يصبح المحرك الأساسي لسلسلة من الأحداث التي تفضح الجراح النفسية العميقة لعدد من الشخصيات، وتُفجر صراعات داخلية وخارجية تقلب حياة سكان القرية.
وقال إدريس الروخ في تصريح لـ”العمق”، إن المسلسل التلفزيوني الجديد ينتمي إلى “الدراما النفسية”، وهو نوع مختلف عن الدراما الاجتماعية التقليدية، موضحا أن العمل يشتغل على نفسية الإنسان أكثر من محيطه، ويغوص في أعماق الشخصيات، حيث يُبرز الاضطرابات والاختلالات النفسية كعنصر رئيسي في بناء السرد.
ويُشارك في بطولة المسلسل نخبة من الفنانين المغاربة، أبرزهم: هند السعديدي، حسناء مومني، عبد الإله رشيد، حميد باسكيط، سعاد حسن، مراد حميمو، رباب كويد، كمال حيمود، صوفيا بنكيران، منصور بدري، كريم بولمال وآخرون.
ويُرتقب أن يدخل “البراني” برمجة القناة الثانية خلال الموسم التلفزيوني المقبل، في رهان جديد على دراما نفسية قد تكون سابقة في الساحة المغربية.
في سياق آخر، دخل المخرج إدريس الروخ سباق المنافسة على شباك تذاكر القاعات السينمائية المغربية من خلال شريطه السينمائي الطويل “الوترة”.
وينافس “الوترة” مجموعة من الأفلام المغربية التي استحوذت على شباك تذاكر القاعات السينمائية وحققت إيرادات عالية خلال الأشهر الأخيرة أبرزها: “ماي فراند”، “حادة وكريمو”، “روتيني” و”زعزوع”.
ويتناول فيلم الوترة قصة “شعيبة”، فنان شعبي يعزف على آلة “الأوتار” يقرر الهجرة إلى المدينة رفقة زوجته وابنه هربا من توالي الجفاف وبحثا عن عيش كريم، فيتوجه إلى ابن خالته “محيريش” المتورط في أنشطة مشبوهة في مدينة الدار البيضاء، والذي يستغله في ترويج المخدرات. وتنقلب حياة “شعيبة” رأسا على عقب بعد انغماسه في حياة الملاهي الليلية مما أدى إلى هجران أفراد أسرته له.
“الوترة” سيناريو هشام شكدال، إنتاج حميد الرايس وعبد الخالق هودان، ويؤدي بطولته عدد من الوجوه الفنية المعروفة أبرزهم إدريس الروخ، سحر الصديقي، طارق البخاري، المغني الشعبي حميد السرغيني، كريم بولمان، وإلهام قروي.
وفي هذا الصدد، قال المخرج إدريس الروخ، إنه سعيد بالتفاعل الكبير الذي حظي به “الوترة” في أول عرض جماهيري له خلال المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، معتبرا أن ذلك دليل على تجاوب الجمهور مع مضامين الفيلم والتمثيل والقصة والموسيقى، لأنه شعر بأنه قريب منه ويحكي عن واقعه وأحلامه وتطلعاته.
وأضاف الروخ في تصريح لـ”العمق، أن الشريط السينمائي الجديد يحكي قصة مغني شعبي من البادية يقرر الهجرة إلى مدينة الدرار البيضاء، لكن وبعد خوضه لمغامرة غير محسوبة سيفقد أمواله وعائلته ونفسه، ويجد نفسه في عالم المافيا وبارونات المخدرات، لافتا إلى أن العمل يسلط الضوء على المشاكل التي تعاني منها الأحياء الهامشية التي يعيش فيها الأقوياء وذوي النفوذ فقط.
وأشار إدريس الروخ، إلى أن الأعمال السينمائية تواجه العديد من الصعوبات أهمها الإنتاج، لأن صناعة فيلم بحجم “الوترة” يحتاج إلى إمكانيات كبيرة على المستوى الفني، والتقني، والآليات والديكور، لكنهم تمكنوا من اجتياز ذلك وعملوا على إنجاز عمل بمعايير مغربية وبجودة عالية.
المصدر: العمق المغربي