البام يدعو حلفاءه لاحترام ميثاق الأغلبية ويطالب بالتفاعل الفوري مع المستجدات

دعا المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة فرقاء القيادة الجماعية للأغلبية الحكومية إلى التفعيل الدائم لمضمون ميثاق الأغلبية، وبخاصة على مستوى احترام عقد دورات اجتماع مجلس الرئاسة للتباحث والتفاعل الفوري مع المستجدات.

وقال المكتب السياسي للحزب في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، ان هذه الدعوة تأتي “بالنظر للمستجدات السياسية والتنظيمية الطارئة، ولعدد من التحولات والمتغيرات الاجتماعية والثقافية المستجدة التي تقتضي التنسيق المشترك والتشاور الدائم بين فرقاء القيادة الجماعية للأغلبية”.

جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع العادي للمكتب السياسي للبام، برئاسة القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، أمس الاثنين 20 يناير 2025 بالمقر المركزي للحزب بالرباط، خصص للتداول في مستجدات الساحة السياسية الوطنية، وفي القضايا التنظيمية الداخلية للحزب.

يأتي ذلك في ظل انطلاق إشارة بدء السباق الانتخابي المقبل بتبادل التصريحات بين حزبي التجمع الوطني للأحرار، قائد الائتلاف الحكومي، والأصالة والمعاصرة، المشارك في أغلبية أخنوش، في حين توقع قياديان في الحزبين تصدر نتائج الانتخابات المقبلة.

وبدأت أحزاب الأغلبية في شحذ أسلحتها استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، وأطلقت قيادات من أحزاب التحالف الحكومي خلال الأيام الماضية تصريحات تعبر من خلالها عن طموحها في قيادة الحكومة المقبلة.

إقرأ أيضا: طبول الانتخابات تقرع بين الأغلبية.. الأحرار: سنقود حكومة المونديال والبام: “غادي نريشوا الحمامة”

وفي موضوع آخر، قال بلاغ البام إن محمد المهدي بنسعيد عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، قد خلال الاجتماع العادي للمكتب السياسي للحزب، عرضا سياسيا مفصلا، تلاه نقاش عميق ومسؤول.

وأعلن الحزب تثمينه لـ”المقاربة المؤسساتية الجماعية التي تقود بها بلادنا ورش إصلاح مدونة الأسرة بقيادة الملك محمد السادس، وما أسفرت عنه من خلاصات أولية جد محفزة”، معلنا تقديره “عاليا للخصوصية التي تميز هذا الورش”.

ورحب البام بـ”المقاربة التشاركية التي تواصل بها الحكومة تنزيل وصياغة هذا الإصلاح داخل بنود مدونة الأسرة”، مشيرا إلى أنه “يأمل أن يحال في القريب العاجل على أنظار ممثلي الأمة، لفتح المزيد من النقاش البناء والمسؤول حول مضامين وتفاصيل هذا الإصلاح الواعد والهام لكل مكونات الأسرة كنواة بناء المجتمع والدولة”.

كما هنأ المكتب السياسي للحزب، القيادة الجماعية للأمانة العامة على “نجاح اللقاء الدبلوماسي والتواصلي الهام الذي عقدته مع عشرات السفراء والممثلين الدبلوماسيين لعدد من الدول بالرباط، والذي أثمر حوارا وتواصلا وثيقين حول قضية الوحدة الترابية لبلادنا، ومختلف الأوراش الإصلاحية التي تقوم بها المملكة المغربية بقيادة الملك”.

كما عبر عن “اعتزازه الكبير بالوقع الإيجابي والملموس للتدابير المتخذة في قطاع السكنى والتعمير، كعنوان لأحد القطاعات البارزة والناجحة داخل مسار الحكومة الحالية، والذي تؤكد جميع الأرقام الرسمية أن القرارات الجريئة المتخذة، قد مكنت من رفع رقم المعاملات داخل هذا القطاع، بل داخل سلسلة القطاعات الاقتصادية والمهنية المرتبطة به”.

وبحسب الحزب، تتجلى تلك المنجزات في “رفع معدل مبيعات الاسمنت، وانتعاشة واضحة في سوق شغل المهن والحرف داخل القطاع، وعائد اجتماعي مباشر على وقع عشرات الآلاف من الأسر المغربية التي استفاذت من الدعم المالي المباشر المخصص لاقتناء السكن”.

وشدد البام على أن السياسة الجديدة المتبعة في هذا القطاع “أسهمت بالملموس في تحريك الوضع الاقتصادي وتحسين الوقع الاجتماعي للمواطنات والمواطنين، في تطور ملموس تجمع عليه جميع الجهات المهنية والفاعلين الاقتصاديين والمهتمين” وفق تعبيره.

إلى ذلك، في موضوع التحولات المناخية وندرة الماء، دعا المكتب السياسي للحزب، الحكومة إلى “الانكباب بصورة مستعجلة على تقييم مدى تنزيل خارطة الطريق التي رسمتها التوجيهات والخطب الملكية ذات الصلة، وكذا الدراسة المستعجلة لمختلف التدابير الإضافية الممكن عبرها مواجهة هذه الوضعية الصعبة والحد من انعكاساتها القريبة والمستقبلية على بلادنا”.

وثمن “النجاح الكبير الذي عرفته الدورة 24 لمؤتمر وزراء الثقافة العرب التي احتضنتها الرباط، ويقدر عاليا مخرجات اللقاءات الثنائية وحجم التوصيات الهامة الصادرة عن هذه الدورة التي رسمت طريق تطوير العمل الثقافي العربي ومجابهة تحديات العصر كالذكاء الاصطناعي والرقمنة”.

كما نوه في الوقت نفسه بخطوة الحكومة في تعميم جواز الشباب، وذلك “لما لهذا الإجراء من انعكاسات اقتصادية واجتماعية مباشرة على أزيد من 8،5 مليون شابة وشاب بالمغرب في عدة مجالات” حسب البلاغ ذاته.

وفي الشأن الاجتماعي، جدد المكتب السياسي تقديره لمصادقة مجلس النواب على مشروع القانون التنظيمي المنظم للحق في الإضراب، معلنا تقديره لـ”انكباب المستشارين على دراسة المشروع حاليا”.

ودعا جميع الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين إلى “مواصلة الحوار البناء والمثمر حول المشروع، حتى نستطيع بفعلنا الوطني الجماعي هذا إنتاج نص قانوني متقدم، يساير روح الدستور، من خلال حذف المقتضيات المضيقة لبعض أنواع الإضراب، وتوسيع الحريات النقابية من خلال ضمان حق جميع النقابات في الدعوى للإضراب، طبعا دون المساس بالمصالح الاقتصادية العامة”.

وعلى المستوى الدولي، نوه الحزب بـ”الخطوات الثابتة التي ترسخها الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب في علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية ومع وحدتها الترابية وسيادتها الوطنية على كافة أراضيها”، معبرا عن متمنياته بـ”توطيد وتعميق هذه العلاقة أكثر خلال الولاية الحالية”.

كما عبر عن ارتياحه الكبير لاتفاق وقف الحرب في غزة، معتبرا ذلك “خطوة هامة من شأنها إعادة الأمل في الأمن والاستقرار وظروف الحياة الإنسانية الآمنة والمستقرة للفلسطينيين، بعد أزيد من 14 شهرا من العدوان والتقتيل والإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني بغزة”، مضيفا: “آملين من المجتمع الدولي والضمير العالمي التحرك العاجل والقوي لإعادة الإعمار والحياة لأهل غزة”.

وفي الشأن الداخلي للحزب، ثمن المكتب السياسي “الحركية والدينامية السياسية التي خلقتها أنشطة الأبواب المفتوحة بجميع الأقاليم وجهات المملكة، والتي فاقت 200 لقاء تناقش في قضايا مختلفة وذات راهنية، بما يعزز من حضور الحزب وقيامه بأدواره الدستورية الكاملة في التأطير والتواصل مع المواطنات والمواطنين”.

وأفاد البلاغ بأن المكتب السياسي “أخذ علما بمضمون تقرير تنظيمي حول خارطة طريق اللقاءات التنظيمية المقبلة”، منوها بأجندة اللقاءات التي تعتزم منظمة شباب الحزب إطلاقها في وجه شباب الحزب إقليميا وجهويا في أفق عقد المؤتمر الوطني لشبيبة الحزب في غضون الشهور القليلة المقبلة.