الانتصار والإقناع والتجريب.. اختبار جديد لكتيبة الركراكي أمام إفريقيا الوسطى
بعد أشهر طويلة من خوض مبارياته بمدينة أكادير، تتجه أنظار المغاربة، بداية من الساعة الثامنة من مساء يومه السبت، صوب الملعب الشرفي لمدينة وجدة الذي سيكون مسرحا لمواجهة جديدة للمنتخب المغربي أمام إفريقيا الوسطى، لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا “المغرب 2025”.
وتشكل مواجهة إفريقيا الوسطى اختبارا جديدا للخيارات الفنية والتكتيكية لمدرب الأسود، وليد الركراكي، في إطار تحضيراته للمنافسة على لقب النسخة المقبلة من أمم إفريقيا، وتقديم عرض كروي يقنع به عموم الجمهور المغربي.
وبالنظر إلى كونه متأهلا سلفا بصفته البلد المنظم، فإن المنتخب المغربي سيسعى لتحقيق أولويات وأهداف أخرى غير الانتصار على إفريقيا الوسطى، حيث تدخل كتيبة الركراكي اللقاء بهدف إقناع الجماهير المغربية وتجريب عناصر وخطط جديدة في ظل غياب الثلاثي ابراهيم دياز وحكيم زياش ونصير مزراوي.
ويتصدر المنتخب المغربي ترتيب المجموعة الثانية بست نقاط من فوزين في حين يحتل منتخب إفريقيا الوسطى المركز الثالث بثلاث نقاط من فوز وهزيمة بالتساوي مع الغابون منافسه المباشر حتى الآن على البطاقة الوحيدة المتاحة عن هذه المجموعة.
في المقابل، تكتسي المباراة أهمية بالغة بالنسبة للمنتخب الضيف الذي سيخوض اللقاءين معا على أرض منافسه، مثل عديد من المنتخبات الأفريقية التي اضطرت لاستقبال منافسيها خارج أرضها، وتحديدا في المغرب بسبب تشدد الاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم في المعايير المطلوب توفرها في الملاعب لاحتضان المباريات الدولية.
ومن أكثر التحديات التي تقلق المدرب والجماهير على حد سواء، هو تحسين الجانب الدفاعي بعد الصعوبة التي وجدها الناخب الوطني في إيجاد بديل للعميد رومان سايس الذي كان يشكل مع نايف أكرد ثنائيا ناجحا يتمتع بالمرونة والصلابة.
من جهة ثانية، سيسعى الركراكي لخلق هوية فنية بارزة للمنتخب المغربي من خلال استثمار القدرات الفنية الكبيرة لمجموعة من نجومه الذين يلعبون في كبار الأندية الأوروبية، مع مراجعة خططه الفنية والتكتيكية بالاعتماد على أساليب اللعب الحديثة وتنويعها سعيا لفرض هويته في الملعب، لاسيما في مواجهة منافسين متواضعين وكذلك التخلي عن مبدأ التحفظ المبالغ فيه.
وأسندت مهمة قيادة المواجهة للغامبي بوبكر الحسن باس، كحكم رئيسي، بمساعدة مواطنيه بوليل جاو عبد العزيز، ونفالو جارجو،ب ينما عين عمر صلاح، كحكم رابع.
الكفة تميل لصالح المغرب
بالعودة لتاريخ المواجهات بين المنتخبين، فإن المنتخب المغربي يهيمن على مبارياته أمام إفريقيا الوسطى الأطلس حيث التقيا في خمس مناسبات ودية ورسمية سابقة، حقق فيها “الأسود” الفوز في ثلاث مباريات وتعادلوا في اثنتين.
وتعود أولى مواجهة بين المنتخبين لسنة 2010 خلال تصفيات “الكان”، وانتهت بالتعادل السلبي، وهي النتيجة ذاتها التي انتهت عليها مباراة الإياب، قبل أن يتواجها مجددا بشكل ودي سنة 2014 بملعب مراكش الكبير، حيث كانت الغلبة للنخبة الوطنية برباعية نظيفة، سجل منها عبد الرزاق حمد الله ثلاثية، بينما وقع القادوري الهدف الرابع.
وفي آخر مواجهتين بين الطرفين في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022، اكتسح المنتخب المغربي منتخب إفريقيا الوسطى بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة الذهاب، سجلها كل من أشرف حكيمي وحكيم زياش بواقع هدفين وزكرياء أبو خلال.
وفي مباراة الإياب حقق “الأسود” فوزًا آخر بهدفين نظيفين في مدينة دوالا الكاميرونية، سجلهما حكيم زياش ويوسف النصيري.
تجريب العناصر
أكد الناخب الوطني، وليد الركراكي، أن اللقاء الذي سيجمع المنتخب المغربي بنظيره لجمهورية إفريقيا الوسطى، سيشكل “محكا حقيقيا” أمام خصم سيركن لا محالة إلى الدفاع، مشيرا إلى أن “الأهم يبقى هو اختلاف أسلوبي لعب المنتخبين حيث سنواجه، وفق تعبيره، منتخبا يفضل أسلوب اللعب الدفاعي والكتلة المنخفضة، وسيكون علينا إيجاد الحلول والتكتيكات المناسبة مع تجريب عدد من الخطط والعناصر الجديدة”.
وحذر الناخب الوطني من أن “عدم استغلال كل العناصر المتاحة وعدم احترام الخصم، سيجعلنا نعاني كثيرا”، مضيفا: “نحن نعرف ما ينتظرنا غدا أمام منتخب إفريقيا الوسطى والمباراة تشكل “فرصة لمواصلة العمل الذي نقوم به”.
ونوه إلى أن “عملية الإعداد جرت بشكل جيد. لقد ضاعفنا الحصص التدريبية. كما أنه التحق بنا لاعبان لم يشاركا في التحضير مع المجموعة، على غرار أسامة الصحراوي الذي لم يخض معنا التداريب ليومين كاملين”.
وأوضح الناخب الوطني: “وددت لو أن المنتخب كان جاهزا بشكل كامل، سواء شادي رياض أو حكيم زياش أو براهيم دياز أو حتى نصير مزراوي، غير أنه من الإيجابي أن يحدث هذا الأمر الآن، وليس قبل كأس إفريقيا مباشرة، لكي أنظر في الخيارات المتاحة واللاعبين الذين بالإمكان إشراكهم”.
المصدر: العمق المغربي