اخبار المغرب

الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء “أهم خطوة” خلال الخمسين عاما الأخيرة لصالح الملف

وصف البشير الدخيل، القيادي السابق بجبهة البوليساريو والأكاديمي المتخصص في قضايا الصحراء، الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء  بأنها “أهم خطوة في الخمسين عاما الأخيرة”. وأشار إلى أن هذا الموقف الفرنسي يعكس تحولا استراتيجيا ينبع من البراغماتية السياسية، لا سيما في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.

جاء ذلك في الحلقة الأولى من البرنامج الحواري الجديد “نبض العمق”، الذي يبث مساء الجمعة على منصات موقع ، ويفتح النقاش مع أحد أبرز الأسماء المرتبطة بتاريخ النزاع حول الصحراء المغربية، البشير الدخيل، القيادي السابق بجبهة البوليساريو والأكاديمي المتخصص في قضايا الصحراء.

وأكد الدخيل في حديثه عن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي (2756)، على أن هذا القرار يكرّس النهج السلمي كحل وحيد للنزاع، مشيرا إلى أن مقترح الحكم الذاتي، الذي قدمه المغرب في 2007، هو الحل الأنسب لتحقيق تسوية نهائية، حيث قال: “الملف لا يمكن أن يُحل إلا في إطار الدولة المغربية وبطريقة سلمية يوافق عليها جميع الأطراف، بما فيها الأطراف الصحراوية الأخرى.”

وأضاف المتحدث أن القرار يمثل انتصارا دبلوماسيا للمغرب، ويعكس تصاعد الدعم الدولي للموقف المغربي، خاصة مع مواقف دول مؤثرة مثل الولايات المتحدة وإسبانيا، التي تبنت مواقف مماثلة قبل فرنسا.

بالنسبة للدخيل، فإن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء يمثل نقلة نوعية في تعاطي باريس مع النزاع، معتبرا أن فرنسا اليوم ليست كما كانت في الماضي. وأوضح أن الموقف الجديد يعكس تحولا براغماتيا يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية، خاصة بعد تراجع نفوذها التقليدي في إفريقيا. وقال: “فرنسا اختارت اليوم الوقوف إلى جانب الحق المغربي، وهذه شجاعة تُحسب لها.”

وأشار ئيس منتدى بدائل للدراسات الصحراوية إلى أن العلاقات التاريخية والاقتصادية والأمنية بين المغرب وفرنسا لعبت دورا كبيرا في هذا التحول، مشددا على أن فرنسا أدركت أهمية الشراكة مع المغرب كحليف استراتيجي وفاعل إقليمي محوري، خاصة في ظل دينامية السياسة الإفريقية التي يقودها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس.

وحول تأثير الاعترافات الدولية المتزايدة بمغربية الصحراء على مشروع “الجمهورية الوهمية”، أكد الدخيل أن هذا المشروع يعاني من عزلة متزايدة، مشيرا إلى أن أغلب الدول المؤثرة عالميًا لا تعترف به ولا ترى فيه أي شرعية. وقال: “الجمهورية الوهمية ليست سوى شعارات فرضتها الجزائر لتحقيق أجنداتها الإقليمية، لكنها اليوم تواجه حقائق سياسية ودبلوماسية جديدة تقضي على وهم الانفصال”.

وأضاف أن الاعتراف الفرنسي يعزز موقف المغرب في المجتمع الدولي ويشكل ضربة قاضية للمشروع الانفصالي، مؤكدا أن الحل النهائي يجب أن يضمن حقوق جميع الأطراف في إطار السيادة المغربية.

وأكد الدخيل على أن ملف الصحراء يتجه نحو الحسم النهائي في ظل الدعم الدولي المتزايد للمقترح المغربي. واعتبر أن هذه التطورات تشكل فرصة لتعزيز التنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية، داعيا جميع الأطراف إلى الانخراط في هذا المسار لإنهاء النزاع بشكل نهائي، وقال: “المغرب اليوم يمتلك رؤية واضحة وإرادة قوية لحل النزاع بطريقة سلمية وواقعية، وهذا ما يجعل الحل أقرب من أي وقت مضى”.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *