اخبار المغرب

الإناث يتفوقن على الذكور في تعلم اللغات والعلوم و”يكتسحن” الجامعات

كشف تقرير رسمي حول “المساواة بين الجنسين في ومن خلال المنظومة التربوية”، عن تفوق الفتيات على الذكور في إتقان اللغات والعلوم.

وأبرز وجود فجوة واضحة بين أداء الفتيات والفتيان في التحصيل العلمي بمختلف المراحل الدراسية، كاشفا عن تطور غير متكافئ في نسب التسجيل بالجامعات بين الجنسين لصالح الإناث.

وأوضح التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن الفتيات يتفوقن  على الفتيان في تعلم اللغات.

وأشار إلى أن هذه الفجوة ليست مقتصرة على المغرب، إذ تظهر نتائج الدراسات الدولية مثل البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA) وبرنامج تقييم تقدم القراءة الدولي (PIRLS) تفوق الفتيات عالمياً في هذا المجال.

وعلى الصعيد الوطني، يؤكد التقرير أن الفتيات يتفوقن بشكل كبير على الفتيان في تحصيل اللغة العربية والفرنسية.

وأظهر البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات في المغرب أن الفارق في التحصيل اللغوي بين الجنسين يبدأ منذ التعليم الابتدائي، لكنه يتسع بشكل ملحوظ في المرحلة الإعدادية.

فعلى سبيل المثال، بلغت الفجوة بين الفتيات والفتيان 20 نقطة في تحصيل اللغة العربية عند نهاية المرحلة الإعدادية، مقارنة بـ 10 نقاط عند نهاية الابتدائية، بينما بلغ الفارق في اللغة الفرنسية 16 نقطة مقارنة بـ 7 نقاط فقط في المرحلة الابتدائية.

ويشير التقرير إلى أن هذا التفوق اللغوي للفتيات يُعزى إلى عدة عوامل، منها مواقفهن الإيجابية تجاه القراءة، حيث أن 68% من الفتيات يعتبرن القراءة هوايتهن المفضلة مقارنة بـ54% من الفتيان.

كما أن 10% من الفتيات يكرسن أكثر من ساعتين يوميًا للقراءة من أجل المتعة، مقابل 5% فقط من الفتيان. يُعتبر حب القراءة عاملاً حاسماً في تطوير المهارات اللغوية، مما يسهم في تحسين تحصيل الفتيات بشكل عام.

ورغم تفوق الفتيات في اللغات، إلا أن التقرير يُظهر صورة معقدة عندما يتعلق الأمر بالعلوم والرياضيات. تُظهر النتائج وجود اختلافات طفيفة بين الجنسين في هذه المجالات، مع عدم وجود توافق كامل في الدراسات البحثية التي تُعالج هذه العلاقة.

ففي حين تُظهر بعض الدراسات عدم وجود تباينات ملحوظة، تُظهر أخرى تفوقًا طفيفًا للذكور في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).

ومع ذلك، لا تزال الفتيات أقل تمثيلاً في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهو ما يعزوه التقرير إلى الصورة النمطية التي تحصر هذه المجالات في الذكور.

ورغم هذا، فإن الفتيات يظهرن أداءً جيدًا في العلوم والهندسة، مع تزايد انخراطهن في هذه التخصصات خلال السنوات الأخيرة.

وعلى مستوى التعليم العالي، كشف التقرير عن تفوق تدريجي للفتيات على الذكور من حيث عدد المسجلين في الجامعات المغربية.

وأشار إلى أن نسبة الفتيات اللواتي يلتحقن بالجامعات في تزايد مستمر، حيث ارتفع عدد الطالبات الجدد بنسبة 60% بين عامي 2017 و2022، مقارنة بزيادة بلغت 28% فقط لدى الذكور. ينطبق هذا التفوق على مختلف أنواع الجامعات، سواء ذات الاستقطاب المفتوح أو المحدود.

هذا النمو المتزايد في أعداد الطالبات يؤدي إلى تقليص الفجوة بين الجنسين على مستوى التعليم الجامعي، إذ بلغ مؤشر المناصفة بين الجنسين 1.1 في الجامعات المغربية، وهو ما يعني أن عدد الطالبات يفوق عدد الطلاب الذكور.

أرجع التقرير هذه الزيادة الكبيرة في أعداد الطالبات إلى عدة عوامل، من بينها زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعليم العالي للفتيات، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم.

وتشمل هذه الاستراتيجيات تقديم منح دراسية للفتيات من الأوساط الفقيرة، وتشجيعهن على الالتحاق بتخصصات كانت تقليديًا محصورة على الذكور، مثل الهندسة والعلوم.

يقدم تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي صورة شاملة عن التباينات بين الجنسين في التحصيل العلمي والتسجيل بالجامعات في المغرب.

وبينما يُظهر تفوقًا واضحًا للفتيات في اللغات وزيادة تدريجية في تمثيلهن في مجالات العلوم والهندسة، إلا أن التقرير يبرز أيضًا التحديات المستمرة المتعلقة بالفجوة بين الجنسين في بعض التخصصات العلمية.

ولفت التقرير إلى أن هذه المعطيات تشير إلى تطور إيجابي نحو تحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين في المنظومة التربوية المغربية.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *