الإقبال على إناث الأغنام في عيد الأضحى يستنزف القطيع بالمغرب
بعد أن بلغت أسعار أكباش العيد مستويات غير مسبوقة، اضطرت الكثير من الأسر المغربية خلال هذا العيد إلى التضحية بـ”الرخلة” (الخروفة) أو النعجة الولود، نظرا لانخفاض ثمنها مقارنة بالخروف، حسب عدد من المهنيين، الذين قالوا إن تحول الكثير من الأسر إلى التضحية بالشاة بدل الخروف من شأنه تهديد مستقبل قطيع الأغنام بالنزيف والتراجع.
أحمد لكحال، فلاح و”كساب” من منطقة قرية أبا محمد بتاونات، أكد أن الإقبال على شراء النعجة و”الرخلة” كان لافتا للغاية هذه السنة، سواء في الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي أو داخل الحظائر والضيعات، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أثمان أضحية العيد من الأكباش، التي لم تعد، وفقه، في متناول الجميع.
وأضاف الفلاح ذاته، متحدثا لهسبريس، أن إقبال المجازر على ذبح النعاج في السنوات الأخيرة وتوجه الكثير من الأسر إلى شرائها خلال عيد الأضحى سيؤديان، مستقبلا، إلى تراجع أعداد القطيع الوطني واستفحال أسعار اللحوم الحمراء.
وقال إنه لاحظ ازديادا في عدد الأسر التي تضطر إلى اقتناء النعاج خلال السنتين الأخيرتين بعدما كانت هذه الظاهرة تقتصر على الأسر ذات القدرة الشرائية المحدودة، لافتا إلى أن تزايد الإقبال على ذبحها قد يهدد سلالات مغربية ذات جودة عالية بالنزيف.
وأكد أن البياطرة كانوا في السابق يرفضون التأشير على لحم النعجة الولود بمجازر الأسواق الأسبوعية لكونها كانت مخصصة لتكاثر القطيع والرفع من عدد الخرفان، مبرزا أن تحول عدد من الجزارين إلى ذبح الشياه وتوالي سنوات الجفاف أضرا برصيد المربين من الأغنام والماشية بصفة عامة.
من جانبه، قال محمد عبدون، “كساب” من إقليم الحاجب اختار عرض أضحية العيد عبر وسائط التواصل الاجتماعي، إن ارتفاع أسعار الأكباش شجع مربي الماشية على عرض “الرخلة” والنعجة بالأسواق، مبرزا أن “الكسابة” كانوا في الماضي يفضلون الاحتفاظ بإناث خرفانهم بغية استثمارها في تكاثر القطيع وإنتاج الخرفان الموجهة إلى المجازر والمخصصة للأضحية.
وأوضح مربي الماشية ذاته، في حديثه للجريدة، أن الظروف الاجتماعية الصعبة لا تسعف الكثير من الأسر على اقتناء خروف العيد بثمن يقارب 5 آلاف درهم، مما يجعل خيار شراء “الرخلة” أمرا مفروضا عليها، رغم أن الشاة، وفقه، لم تعد، بدورها، في متناول فئة عريضة، بعد أن صار ثمنها منافسا للخروف.
وأشار إلى أنه بعد أن كان سعر “الرخلة” المعدة للأضحية،خلال السنوات الماضية، لا يتعدى ألف درهم، أصبح سعرها حاليا يفوق ألفي درهم، وقد يصل إلى 4 آلاف درهم إذا كانت تتصف بالسمنة، وهذا السعر، حسب المتحدث ذاته، ليس في متناول الكثير من الأسر.
ولفت الانتباه إلى أن ارتفاع أسعار الأغنام شجع “الكسابة” على تسمين “الرخلة” لإعدادها للبيع بمناسبة عيد الأضحى من خلال عزلها عن الخرفان الذكور والاعتناء بها بالأعلاف، مردفا أنه في بعض الأحيان، ورغم التدابير المتخذة من قبل “الكسابة”، لا تكتمل فرحة العيد عند الأسر التي تضحي بالشاة بعد أن تفاجأ عند ذبحها بأنها حامل.
جدير بالذكر أن محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أقر، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، بتاريخ 4 يونيو الجاري، بتراجع مجموع القطيع الوطني من الأغنام بنسبة 2 في المائة وقطيع الماعز بنسبة 4 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وعزا ذلك إلى استمرار ظاهرة الجفاف الحاد للسنة الثالثة على التوالي.
المصدر: هسبريس