الإقالة من الرجاء “مفاجئة” تعكس نقص الصبر لدى الإدارة
كشف البوسني روسمير سفيكو، المدرب السابق لنادي الرجاء الرياضي لكرة القدم، كواليس إقالته من تدريب “النسور” بشكل مبكر ومفاجئ، بعد مرور جولتين فقط على انطلاق منافسات الدوري الاحترافي، مبديا كذلك رأيه في مستوى الكرة الوطنية بإيجابياتها وسلبياتها.
تحدث سفيكو عما عاشه داخل “قلعة النسور” خلال الفترة الماضية، كما فسر أسباب النتائج التي حققها، سواء بضمان التأهل إلى دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، أو الهزيمتين القاسيتين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة في الجولتين الأولى والثانية.
وارتأى سفيكو أن يكون أول خروج إعلامي له بعد إقالته من تدريب “الفريق الأخضر” من خلال هذا الحوار الخاص مع جريدة “هسبورت”.
في البداية ما هو تقييمك لتجربتك في الرجاء؟
أشكر “هسبورت” على إتاحة الفرصة والتواصل معي. الرجاء الرياضي ناد كبير بجمهور رائع. لقد عشت لحظات تاريخية مع المناصرين حتى وإن كانت قصيرة، كان دعمهم إيجابيا للغاية؛ أنا ممتن لهم حقا.
شعور رائع أن أكون المدرب الأول لناد كبير من قيمة الرجاء، وأقوده في دوري أبطال إفريقيا والدوري المغربي. أعتقد أننا حققنا نتائج رائعة، خاصة في دوري الأبطال.
ما رأيك في النتائج التي حققتها مع “النسور”؟
كانت جيدة، لقد تمكنا من التأهل إلى دور المجموعات، رغم أننا لم نستفد من اللاعبين الجدد، الذين انضموا إلى الفريق في بداية الموسم. وبدلا من ذلك اعتمدنا على تشكيلة الموسم الماضي، وواجهنا تحديًا آخر يتمثل في خسارة خمسة لاعبين أساسيين (مهاجمان ولاعبان في الوسط ومدافع مركزي).
ما رأيك في الهزيمتين أمام نهضة بركان واتحاد طنجة؟
في المباراة الأولى كنا الأفضل، لكن سجل الفريق المنافس هدفا من هجمة مرتدة. نسبة استحواذنا على الكرة بلغت أكثر من 70%، وهو ما يدل على أننا سيطرنا على المباراة بأكملها، لكن للأسف أهدرنا الكثير من الفرص. ولم تتم العودة إلى تقنية “الفيديو” في بعض الحالات… لا أريد الخوض في هذا الموضوع بشكل أعمق.
وفي المباراة الثانية كانت هي السادسة باللاعبين أنفسهم. لم يكن لدي الخيار لإجراء تغييرات في الفريق، لأن اللاعبين الجدد لم يكونوا مسجلين، وهذا تحد ليس سهلا.
ما هي الأهداف التي كنت تسعى إلى تحقيقها مع الرجاء؟
في المقام الأول كان الهدف هو الفوز بدوري الأبطال. كنا نسير في الاتجاه الصحيح بعد التأهل إلى دور المجموعات، وتابعت قرعة هذا الدور، وأعتقد أنه كانت لدينا فرصة كبيرة لتحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى ذلك أردنا أيضًا الحفاظ على إنجاز الموسم الماضي بالفوز ببطولة الدوري وكأس العرش.
ما رأيك في مستوى الدوري المغربي؟
الدوري يتمتع بمستوى جيد لكنه متأخر قليلا عن الدوريات الأوروبية الكبرى. الجانب التقني للاعبين مثير للاهتمام للغاية، لكن الجزء الأكثر افتقارًا هو المعرفة التكتيكية والانضباط أثناء المباراة. ما أقصده هو تمركز اللاعبين بدون كرة والعمل الدفاعي.
ما هي الأمور الإيجابية والسلبية بالنسبة لك في كرة القدم المغربية؟
من الأمور الإيجابية للدوري العدد الكبير من الجماهير التي تحضر المباريات، وخاصة في مباريات الوداد والرجاء، حيث تُلعب كرة القدم حقًا للجماهير. أفضل عدم الخوض كثيرا في الجوانب السلبية، لكنني أعتقد أن الاتحاد المغربي كان بإمكانه التركيز بشكل أكبر على تثقيف الحكام وتطويرهم. التواصل بين الحكام وحكام “الفار” يحتاج مراجعة.
كانت هناك حالات اتخذت فيها قرارات مهمة دون استشارة “الفار”، وأعتقد أنه كان ينبغي استخدامه في تلك المواقف، ليس فقط في مبارياتنا ولكن في مباريات أخرى أيضًا، شاهدناها أثناء تحليل المنافسين.
بالإضافة إلى ذلك يجب على الاتحاد توفير جدول مباريات الدوري والكأس في وقت مبكر حتى يتمكن الطاقم التقني من إجراء الاستعدادات الكافية. تم تأجيل بعض المباريات بسبب مشاركتنا في دوري الأبطال، ما ترك لنا وقتًا غير كافٍ لتكييف استعداداتنا كما كنا نرغب.
هل فوجئت بالإقالة المبكرة؟
نعم، بالطبع، فوجئت بإنهاء العقد. الجميع داخل النادي كان يعرف مشكلة تسجيل اللاعبين الجدد. أعتقد أن الفريق كان بحاجة إلى مزيد من الوقت ليتم بناؤه بشكل صحيح، إذ كان علينا اللعب بدون اللاعبين الجدد الذين انضموا في بداية الموسم.
لسوء الحظ لم تسجلهم إدارة النادي في الوقت المحدد كما وعدتني، ونتيجة لذلك واجهنا هزيمتين في المباراتين الأولى والثانية في الدوري، رغم تحقيق نتيجة إيجابية بالتأهل إلى دور المجموعات في دوري الأبطال.
لو أن الإدارة حلت مشكلة المنع من تأهيل اللاعبين مبكرًا وأعطتني إمكانية الحصول على تشكيلة كاملة لما كنا في وضع نخسر فيه أي مباراة. أشعر بأنني لم أحصل على فرصة لمواصلة رحلتي مع الرجاء كما أستحق. أظهرت النتائج التي حققناها أن الرجاء كان يتحسن مع كل مباراة، ويبدو أن هناك نقصًا في الصبر من جانب النادي.
كيف ترى الرجاء بعد الرحيل؟
أعتقد أن الانتصارات القليلة الماضية في الدوري بعد رحيلي تعكس عملي مع الفريق. للأسف، الإدارة لم تكن صبورة بما يكفي، واتخذت قرار إنهاء العقد بشكل مبكر جدًا، حتى مع علمها بالوضع الإشكالي للإيقاف.
هذا لا ينبغي أن يحدث في الأندية الكبيرة من قيمة الرجاء. أحتفظ بذكريات جميلة في المغرب، مع مناصري الفريق. أشكر الجميع.
المصدر: هسبريس