الإدماج والعدالة الأجرية يخرجان شغيلة التعليم الأولي للاحتجاج بالرشيدية

نظّم التنسيق النقابي لأستاذات وأساتذة التعليم الأولي بجهة درعة تافيلالت، أمس الإثنين، وقفة احتجاجية جهوية بمدينة الرشيدية، تعبيراً عن رفضهم لما أسموه بـ“الأوضاع الهشة التي يعيشها قطاع التعليم الأولي بالجهة”، وخاصة في صيغته الحالية المعتمدة على التشغيل عبر جمعيات وسيطة، وفق تعبيرهم.
وتأتي هذه الوقفة في سياق متصاعد من الغضب في صفوف شغيلة التعليم الأولي، التي تشتكي من “تهميش ممنهج، وغياب الحقوق الأساسية، والضغط الممارس عليهم لثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة”.
ووجّه المحتجون الذين قدموا من مختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت من خلال هذه المحطة الاحتجاجية رسالة مباشرة إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، داعين إلى إعادة النظر في السياسات المعتمدة تجاه هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا الصّدد، قالت كريمة بومسهول، المنسقة الإقليمية لأستاذات وأساتذة التعليم الأولي المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي بالرشيدية، إن “هذه الوقفة الاحتجاجية لم تكن مجرد تعبير عن الغضب، بل كانت رسالة موجهة إلى الوزارة الوصية، لمطالبتها بإعادة النظر في الوضعية الهشة لصيغة التشغيل الحالية، والحضيض الذي يعيشه أساتذة التعليم الأولي”.
وأوضحت بومسهول في تصريح لـ“العمق” المغربي، أن “مربيات ومربي التعليم الأولي يُكلفون بمهام لا تمت بصلة لمجال التربية والتعليم، مثل الطب، النظافة، الأعمال الإدارية، بل وحتى الاقتطاعات من الراتب عند الاستفادة من رخصة مرضية”، معتبرة أن ذلك “يعني ضمنياً أن الأستاذ لا يملك حقاً في المرض”.
وأشارت المتحدثة ذاتها، أن “الانتماء النقابي أصبح من المحرمات بالنسبة للأساتذة، بسبب التهديدات التي يواجهونها من طرف المشرفين، الذين يلوّحون بفسخ العقد بمجرد انخراطهم في أي تنظيم نقابي”، مبرزةً أن هذا الوضع “لا يمكن أن يستمر في ظل دولة الحق والقانون”.
وأكدت المنسقة الإقليمية لأستاذات وأساتذة التعليم الأولي بالرشيدية، أن “أغلب أساتذة التعليم الأولي يحملون شهادات جامعية عليا، من الإجازة إلى الماستر، بل وحتى الدكتوراه، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الوزارة الوصية على القطاع لحل هذا الملف الحارق”.
وخلصت بومسهول إلى أن “مطالب الشغيلة التعليمية واضحة ومشروعة، وتتمثل في الإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، تحسين الوضعية المادية، وإنهاء الوساطة التي تمارسها جمعيات لا تهتم لا بالمربي ولا بالطفل، ولن يتنازل الأساتذة عن حقهم في الكرامة والعدالة، وسيواصلون النضال حتى آخر نفس”.
المصدر: العمق المغربي