أكد محمد فكرات، رئيس المجلس الإداري الجماعي للقرض الفلاحي للمغرب، أن الأمان الرقمي أصبح اليوم يمر عبر مجموعة من الإجراءات المتكاملة، وفي مقدمتها التوعية الواسعة، مبرزا أن هذا اللقاء يأتي لتعزيز هذا الوعي وترسيخ ثقافة الأمن السيبراني داخل المنظومة المالية.
وقال فكرات في كلمته الافتتاحية خلال محادثات حول الوعي السيبراني، اليوم الجمعة، بالدار البيضاء، نظمتها شركة القرض الفلاحي، إن الشراكة مع “ماستركارد” تشكل قيمة مضافة مهمة، باعتبارها حشدت خبراءها وإمكانياتها للمساهمة في تعزيز الحماية الرقمية، مشيرا إلى وجود عدة شركاء يعملون إلى جانب البنك من أجل تقوية الأمن السيبراني للمؤسسات.
وأوضح أن الهجمات الإلكترونية تضاعفت تقريبًا منذ جائحة كوفيد19، وفق تقارير الصحافة المتخصصة، وأن حوالي 20 في المائة من هذه الهجمات تستهدف القطاع المالي، مما يجعل التنسيق والتعاون ركيزة أساسية لحماية المؤسسات والعملاء على حد سواء.
وشدد فكرات على أن المغرب يوجد ضمن أكثر ثلاث دول إفريقية مستهدفة بالهجمات الإلكترونية، إلى جانب جنوب إفريقيا وكينيا، لافتا إلى أن السلطات المغربية تمكنت، بفضل الاحترافية والجاهزية، من معالجة معظم الهجمات الحرجة بكفاءة عالية.
وعلى مستوى القرض الفلاحي للمغرب، أكد فكرات أن البنك واع بأهمية الأمن السيبراني، حيث تمت تعبئة فرق متخصصة وموارد كبيرة، من ضمنها فرق الرقمنة ومصنع الرقمي وفرق CIB، مشيدا بجهود الأطر التي تعمل باستمرار على تعزيز الثقة الرقمية وحماية الزبناء.
كما أشاد فكرات بدور GPBL واللجان المشتركة التي تسهم في تبادل الخبرات والتدريب والتعامل مع الأزمات، مضيفا أن التعاون بين مختلف الفاعلين ساهم في مواجهة عدة محاولات للهجوم بنجاح.
وختم رئيس المجلس الإداري الجماعي للقرض الفلاحي للمغرب تصريحه بالتأكيد على أن البنك سيظل دائما مستعدا للإصغاء ولتعزيز الثقة الرقمية إلى جانب شركائه وعلى رأسهم “ماستركارد”، متمنيًا للمشاركين جلسة عمل ناجحة ومثمرة.
من جهته، قال باسم غرسالي، نائب رئيس ماستركارد في إفريقيا الشمالية والغربية، إن التحدي الأكبر اليوم يكمن في “تحقيق التوازن بين تسريع الاقتصاد الرقمي وضمان أعلى مستويات الأمن السيبراني”، مؤكدا أن هذا التوازن لم يعد خيارا بل ضرورة لضمان استمرار ثقة المستهلكين والمؤسسات في المنظومة الرقمية.
وأوضح غرسالي أن العالم يشهد تسارعًا غير مسبوق في استخدام وسائل الدفع الرقمية، وهو ما يواكبه للأسف تزايد في المخاطر السيبرانية، مما يجعل الاستثمار في الأمن السيبراني أولوية قصوى.
وقال: “في ماستركارد، نستثمر منذ سنوات بشكل كبير في تطوير حلول متقدمة للأمن السيبراني، وهذا جزء من هويتنا كشركة تكنولوجية تقود الابتكار في مجالات الدفع والاقتصاد الرقمي.”
وأشار غرسالي إلى سلسلة الابتكارات التي قادت بها ماستركارد ثورة الأمن في المدفوعات، بدءا من اعتماد تقنية EMV التي نقلت البطاقات من الشريط المغناطيسي إلى الشرائح الذكية المعززة بالرمز السري، وصولا إلى المدفوعات اللاتلامسية التي أصبحت تمنح المستهلكين تجربة أسرع وأكثر أمانا.
وأضاف: “في السنوات الأخيرة، ومع ازدهار التجارة الإلكترونية، طورنا تقنيات مثل 3D Secure التي تمنح طبقة حماية إضافية من خلال رمز التأكيد بعد إجراء أي عملية شراء عبر الإنترنت. كما أصبحت المدفوعات عبر الهواتف الذكية باستخدام تقنية NFC جزءا أساسيا من حياة المستهلكين اليومية.”
وأكد غرسالي أن الهدف الرئيسي لهذه الابتكارات هو تعزيز الأمان دون خلق أي احتكاك في تجربة العميل، سواء بالنسبة للمستهلك أو للتاجر، مردفا: “ندرك جميعا أن رفض عمليات الدفع ينعكس سلبا على تجربة العملاء، خصوصا بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن خلال شراكاتنا مع البنوك، ومن بينها بنك كريدي أجريكول، نعمل على ضمان عمليات دفع آمنة وانسيابية، بما يعزز الثقة في كامل المنظومة الرقمية.”
وختم غرسالي بالتأكيد على أن مستقبل الاقتصاد الرقمي يعتمد على معادلة دقيقة تجمع بين الابتكار، الأمن، وسهولة الاستخدام، معتبرا أن ماستركارد ملتزمة بمواصلة الاستثمار وتقديم الحلول التي تحافظ على ثقة جميع المتعاملين داخل هذا النظام.
المصدر: العمق المغربي
